قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الوقت قد حان لمعالجة شاملة للقضية الفلسطينية، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية. وأضاف في كلمته أمام مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، صباح اليوم، بمجلس النواب :«لا شك أن تحقيق السلام في منطقتنا من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع التي طالما استغلها، ولقد حان الوقت لمعالجة شاملة لقضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية». وأشار السيسي، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه رئيس مجلس النواب علي عبد العال، إلى أن مصر «بذلت جهودها في إجراء المصالحة الفلسطينية وجسر الهوة بين الأشقاء لصالح قضيتهم وقضيتنا جميعا». وتابع رئيس الجمهورية أن «مصر تخوض الآن حربا ضروسا لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب من جذوره وتعقبه والقضاء عليه أينما وجد». وخاطب المشاركين في المؤتمر قائلا: «لا يخفى عليكم أن مواجهة هذا الخطر الداهم كان على رأس أولويات مصر خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب ليس فقط دفاعا عن مصر، بل دفاعا عن محيطها العربي وعن العالم أجمع». وقال إن «الوحدة العربية الشاملة هي أمل أمتنا ومن أجل ذلك علينا أن ننمي ما بيننا من مصالح مشتركة، وأن نمد الجسور بين الهيئات البرلمانية لصالح أمتنا العربية». وزاد السيسي مخاطبا المؤتمر: «تجتمعون اليوم في هذا المحفل الهام، تحملون آمال شعوبكم التي نلتم شرف تمثيلها، تتطلع إليكم هذه الشعوب أملا في تحقيق المزيد من التكامل والوحدة، وفي استثمار ما يجمعنا من مصالح مشتركة، صاغها التاريخ الطويل، وفي الاصطفاف في مواجهة التحديات التي تحيط بنا». وأضاف: «الأخوات والأخوة.. لقد قام اتحادكم من أجل أسمى وأنبل القيم.. قام تجسيدا للرغبة في تعزيز التعاون والتنسيق بين برلماناتكم من أجل مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن العربي في مختلف مجالاته.. من أجل تمثيل الإرادة الشعبية والتعبير عن طموحات المواطن العربي وقضاياه.. من أجل التواصل مع ممثلي السلطة التنفيذية في بلدانكم العربية من خلال رئيس الاتحاد ورؤساء البرلمانات العربية لتعزيز التضامن العربي.. من أجل تعميق ثقافة حقوق الإنسان ونشر مفاهيم الديمقراطية النيابية.. لقد قام اتحادكم من أجل هذا كله، وعمل جاهدا ومخلصا من أجل هذا كله». وأوضح: «تجتمعون اليوم في ظروف دقيقة تحمل للأمتين العربية والإسلامية تحديات هائلة، وتحدق بهما أخطار لا يستهان بها، فمنطقتنا العربية باتت اليوم بؤرة لبعض أشد الحروب ضراوة، وأصبحت هذه المنطقة هي الأكثر تعرضا لخطر الإرهاب، وبات واحدا من كل ثلاثة لاجئين في العالم عربيا، كما أصبح البحر المتوسط مركزا للهجرة غير الشرعية». وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: «إن التحديات التي نشهدها اليوم يصعب على أي دولة منفردة مواجهتها مهما كانت قدراتها، والمخرج الوحيد الذي من الممكن أن يخرج منطقتنا العربية مما تعانيه من أزمات، هو التمسك بالدولة الوطنية التي تقوم على مبادئ المواطنة وسيادة القانون والوحدة الوطنية بعيدا عن الطائفية والقبلية». وبخصوص الأزمة السورية، قال إنه «لا حل لها إلا من خلال الحل السياسي، الذي يتفق عليه كل أطياف المجتمع، والقائم على وحدة الدولة والقضاء على الإرهاب، والطريق لتحقيق ذلك هو المفاوضات التي تقودها الأممالمتحدة». وفي شأن ليبيا، أضاف: «لا حل للأزمة الليبية إلا بالتسوية السلمية، ونبذ الفرقة والصراعات، والأمر نفسه ينطبق على اليمن، وكلها أمور تؤكد أن الطريق إلى تجاوز مثل هذه الأزمات هو إقامة الدولة الوطنية القادرة والعادلة». وقال السيسي إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الوطن العربي «لا تقل خطرا عن التحديات السياسية والأمنية، وهو ما يفرض علينا تركيز جهودنا وترسيخ وتعميق مفهوم التنمية المستدامة والإدارة الرشيدة وتمكين الشباب ودعم المرأة مع إعطاء الأولوية لإحياء مشروعات التعاون والتكامل الاقتصادي العربي». كما شدد الرئيس في كلمته على أن «الحاجة باتت ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتفعيل التبادي التجاري والاستثماري بين الدول العربية وزيادة حجمه وحسن استغلال الموارد التي تمتلكها دولنا بما يحقق المنفعة المشتركة ويدعم التنمية الشاملة».