أكد سفير كازاخستان بالقاهرة، أرمان إيساغالييف، أن الاستثمارات المشتركة وضخ رؤوس الأموال إلى الاقتصاد ونقل التكنولوجيا والخبرة من المجالات الأساسية والملحة في أجندة أولويات تعزيز التعاون بين مصر وكازاخستان، مضيفا أن بلاده تعتبر بوابة لمصر إلى اقتصاديات الأوراسي الذي يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان، والذي يبلغ إجمالي الناتج القومي لاقتصادياتها أكثر من 2.2 تريليون دولار وسوق يبلغ عددها 180 مليون نسمة. وقال، في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم: "إن كازاخستان تتميز بمناخها الاستثماري الملائم وموقعها الجغرافي في وسط الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وثقافتها المشتركة مع مصر"، لافتا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين لا يتناسب مع الإمكانيات والفرص التي تتمتع بها مصر وكازاخستان خاصة مع وجود قناة السويس التي تعد أهم شريان للتجارة العالمية. وأضاف: "هناك فرصة كبيرة في دعم التجارة في ضوء أن كازاخستان من أكبر مصدري القمح الذي تستورد منه مصر وندرس الآن إمكانية الاستثمار في بناء صوامع للقمح في ميناءي سفاجا والسويس لتخزين القمح لتصديره إلى مصر والأسواق الإفريقية الأخرى، كما تُعتبر الأدوية المصرية من أهم بنود التجارة بين البلدين حيث تحظي بنصيب الأسد في السوق الكازاخي بسبب جودتها العالية وسعرها المنخفض، وهناك مخطط لبناء مصنع لإنتاج الأدوية لتصديرها إلى سوق الاتحاد الاقتصادي الأوراسي". وردا على سؤال حول المناخ الاستثماري في مصر، أشاد "إيساغالييف"، بقانون الاستثمار الجديد الذي تم إعداده بمنتهى الدقة لتشجيع الاستثمار الأجنبي ويمنح الفرص لرجال الأعمال المصريين لممارسة أعمالهم بحرية تامة بدون الإجراءات الحكومية، مضيفا أن كلا من مصر وكازاخستان قطعتا شوطا في الآونة الأخيرة من أجل خلق مناخ ملائم للاستثمار وتسهيل الإجراءات. وأوضح أنه كلا الجانبين اتفقا في مارس الماضي خلال الدورة الخامسة للجنة الحكومية المصرية – الكازاخية المشتركة برئاسة الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي والاستثمار، وأريستان محمد أولي، وزير الثقافة والرياضة الكازاخي، على إقامة مشروعات مشتركة بين القطاع الخاص في مجالات إنتاج الجرارات والآلات الزراعية، والصناعات التحويلية، وإنتاج مواد البناء والصناعات الغذائية فضلا عن التوقيع على اتفاقية التعاون في مجال الفضاء. كما تم الاتفاق على دعم كازاخستان لمصر في مفاوضات اتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وردا على سؤال حول السياحة الوافدة من كازاخستان، قال إن بلاده تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السائحين الوافدين إلى منتجع شرم الشيخ بعد أوكرانيا، ويبلغ عدد الرحلات السياحية إلى مصر 15 رحلة أسبوعيا ويزداد هذا العدد هذا الشهر مع بدء رحلات شارتر إلى مدينتي الغردقة وأسوان، مؤكدا أن هذه الزيادة تأتي في إطار الجهود الترويجية من بينها المشاركة في عدد من الفعاليات الثقافية في كل من القاهرة وآستانا مثل معرض آثار السلطان بيبرس والمتحف الفرعوني في آستانا في إطار المعرض الدولي أكسبو آستانا 2017. وذكر أنه تم تصوير أفلام وثائقية عن الآثار التاريخية في عصر المماليك وإقامة حفلات موسيقية للفنانين الكازاخيين، مشيرا إلى التخطيط لتنظيم حفلات موسيقية الشهر المقبل بمشاركة أشهر الفنانين الكازاخ ومنهم الفنانة الدكتورة إيمان موساحوجايفا بمصاحبة الأوركسترا السيمفونية بدار الأوبرا المصرية ومكتبة الإسكندرية مما يسهم في جذب السائحين من كازاخستان ودول أخرى إلى مصر. وقال أرمان إيساغالييف سفير كازاخستان بالقاهرة، إنه بحث مؤخرا مع طارق عامر، محافظ البنك المركزي، مشاركة البنوك المصرية في المركز المالي الجديد الذي أقيم مؤخر في آستانا فضلا عن مناقشة إمكانية جذب رؤوس الأموال الخاصة بالمستثمرين المصريين المحتملين للمساهمة في الأوراق المالية وشراء حصص في مشروعات الشركات الكازاخية والمشاركة في برنامج خصخصة الشركات "سامروك-كازينا" في بورصة مركز أستانا المالي الدولي وإقامة صناديق استثمارات مشتركة في مركز آستانا المالي الدولي. وأضاف أنه اقترح تنظيم زيارة لممثلي القطاع المصرفي والمالي المصري إلى كازاخستان لإجراء دراسة أكثر شمولا لنشاط مركز أستانا المالي الدولي وأنه سلم دعوة ل"عامر"، من قيرات كليمبيتوف، مدير مركز آستانا المالي الدولي للمشاركة في مراسم الافتتاح الرسمي للمركز في 5 يوليو المقبل. وردا على سؤال حول الوضع الاقتصادي في كازاخستان، أفاد "إيساغالييف"، بأن الناتج المحلي الإجمالي بلغ 4% عام 2017 ووصل معدل النمو في مجال الإنتاج الصناعي نحو 7% بينما انخفضت معدلات الفقر 13 مرة وتراجعت نسبة البطالة لتصل إلى 4.9 %، وذلك بفضل تنفيذ العديد من الإصلاحات الضخمة من بينها الإصلاحات الدستورية، ودعم الوعي الاجتماعي ما ساهم في دخول البلاد في مرحلة جديدة من التطور من أجل وضعها في قائمة الدول الثلاثين الأكثر نموا في العالم. وقال: "إن إطلاق التحديث الثالث لكازاخستان ساعد في فتح آفاق وإمكانات جديدة أمام المستثمرين في العديد من المجالات المختلفة مثل التعدين، والتصنيع، وتحديث المجال الزراعي الصناعي وكذلك الصناعات التحويلية والغذائية". وأوضح أن كازاخستان تعد أكبر دولة متلقية للاستثمارات الأجنبية المباشرة من بين دول الاتحاد السوفيتي السابق باستثمارات تتخطي ال250 مليار دولار منذ عام 1991، وحتى الآن، مشيرا إلى أن الاستثمارات في مجال البنية التحتية تعد الأكثر نموا في البلاد. وعن الثورة الصناعية الرابعة في كازخستان، ذكر أن الرئيس الكازاخي نور سلطان نازاربايف، أعلن خلال خطابه السنوي في يناير الماضي عن الثورة الصناعية الرابعة التي ترتكز على 10 مهام وهي إدراج التكنولوجيات الجديدة إلى الصناعة وبناء اقتصاد على أساس المعرفة والابتكار ونقل التكنولوجيات المتقدمة والتحول إلى الحوكمة الإلكترونية، وتطوير الموارد المحتملة، واستخدام التكنولوجيات الذكية، ومواصلة تطوير دور كازاخستان في منطقة أورواسيا كمحور لوجيستي. كما تركز تلك الثورة على إعادة تشغيل القطاع المالي لاستكمال تنظيف محفظة البنوك من القروض السيئة، وضمان احترام مصالح المواطنين العاديين، تنمية رأس المال البشري كأساس للتحديث من خلال إدخال نوعية جديدة من النظام التعليمي المتقدم، ومواصلة تطوير فاعلية وكفاءة الإدارة العامة وعمل الجهاز الحكومي، ومواصلة مكافحة الفساد وضمان سيادة القانون، وإدارج نظام "المدن الذكية" في إطار برنامج الأمة الذكية لإدارة المدن.