«شومان»: لابد أن تعلم القوى الساعية للهيمنة أن القهر لا يولد سلاما ولا استقرارا قال عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن الإسلام وكل أتباع الديانات الإبراهيمية تجرم كل صور الاعتداء على الإنسان مهما كان دينه أو موطنه، والتعدد الديني والاختلاف المذهبي إرادة إلهية وسنة كونية، ولا ينبغي أن يكون سببًا للعداء أو الصراع بين أتباع الأديان، كما أن التعدد المذهبي بين أتباع الدين الواحد هو باب للتيسير على الناس وليس لإيقاع الشقاق والعداء، أو مدخلًا للنزاع والاقتتال في محاولة لفرض مذهب بعينه على الناس فرضًا. وأضاف «شومان»، اليوم الثلاثاء، خلال كلمته في مؤتمر «حوار السلام»، الذي بدأت فعالياته في العاصمة النمساوية فيينا، بدعوة من مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار، أن الأزهر يؤمن إيمانًا تامًّا بأحقية كافة البشر في العيش بسلام وأمان مهما اختلفت دياناتهم وتعددت أعراقهم، وهو على يقين بإمكانية العمل المشترك في ظل اختلاف العقائد وتنوع الثقافات، ولذا أنشأ بيت العائلة المصرية الذي يجمع الكنائس المصرية والأزهر، وندرس الآن إنشاء فروع أخرى في عدة دول ترغب في الاستفادة من التجربة. ودعا إلى ضرورة الإيمان بالتعددية الفكرية، والبعد عن سياسة إقصاء الآخر أو التضييق عليه، وضرورة توقف القوى الساعية للهيمنة والسيطرة عن استغلال التنوع الديني والمذهبي والعرقي كسلاح فكري داعم بل موازٍ لأسلحتها العسكرية المدمرة، ولتعلم هذه القوى أن القهر والظلم وفرض الوصاية على الدول والشعوب لا يولد سلامًا ولا استقرارًا، وعلى الدول الكبرى أن تثبت بأفعالها أنها كذلك حقًّا، فتكون أداة لإطفاء نيران الإرهاب والاقتتال والخراب والدمار وخاصة في منطقتنا العربية المنكوبة، وليس داعمة - ولو بسكوتها وتجاهلها على الأقل - لما يمكنها القضاء عليه في ساعات إن هي أرادت.