صرح «مارك زوكربرج» رئيس مجلس إدارة ومؤسس «فيس بوك» لوسائل الإعلام بأن شركته تشعر بالأسف لما حدث طوال الأسبوعين الماضيين من انتقاد وغضب مستخدمى الموقع بسبب التغيير لقواعد الاستخدام الخاصة به. وأضاف زوكربرج أن مستخدمى الموقع هم من يملكون البيانات وليس الموقع هو الذى يملكها. وأضاف «زوكربرج» فى مؤتمر صحفى أن شركته تنوى إعطاء المجال لأعضاء الموقع لاقتراح التغييرات التى يرونها مناسبة وطرحها للنقاش والتصويت إن لزم الأمر. يأتى هذا بعد انتقاد شديد من أعضاء «فيس بوك» لإدارة الموقع بدأ منذ أسبوعين بسبب التغييرات التى أجراها الموقع فجأة على قواعد الاستخدام، والتى تعطى الموقع الحق فى الاحتفاظ بكل بيانات الأعضاء والمحتوى الذى أضافوه واستخدامه حتى بعد إلغاء المستخدم لعضويته على الموقع. الأمر الذى دفع ببعض مشتركى الموقع لإلغاء عضويتهم على سبيل الاحتجاج ، بينما بدأ عشرات الآلاف غيرهم فى إنشاء مجموعات على الموقع والكتابة على المدونات وغيرها، كلها تعترض على إعطاء الموقع نفسه هذا الحق، الأمر الذى جعل «فيس بوك» يتراجع سريعاً عن سياسته الجديدة فور بدء الاحتجاجات. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قد ذكرت فى تقرير مطول لها عن المشكلة، أن طبيعة «فيس بوك» ونظام الدخول إليه والحصول على عضويته واستخدام مميزاته طرحت قضية التوازن المطلوب بين ميزة تبادل المعلومات بين الأفراد وقضية «من الذى يسيطر على هذه المعلومات على شبكة الإنترنت»؟ واندلع هذا الجدل فى أعقاب قيام صاحب إحدى المدونات المهتمة بالدفاع عن حقوق المستهلكين فى الولاياتالمتحدة بنشر وتوضيح سلسلة من مقتطفات مما اعتبره «لغة غير واضحة» وردت على بعض عبارات «قواعد الاستخدام»، والتى ذكر أن الأغلبية العظمى من زائرى مواقع الإنترنت يوقعون عليها دون الاطلاع عليها بشكل دقيق ، وبالتالى فهم لا يعرفون التبعات القانونية والأخلاقية المترتبة على استخدامهم لبعض المواقع ومن بينها بياناتهم وصورهم الشخصية على الفيس بوك. وتمنح تلك الصفحات التى تسمى نفسها «شروط الخدمة» رخصة للشركات للاحتفاظ ببيانات العملاء، وبدون دراية العملاء غالباً ما تعطى تلك الصفحات حقوقا كثيرة للشركات التى تدير المواقع مثلما حدث مع «فيس بوك». حيث لم تكن التغييرات فى شروط العضوية ظاهرة أو ملحوظة بالشكل المطلوب، وبمنتهى البساطة، يمكن القول إن تلك الشروط تعتبر أن من حق الموقع صاحب ال175 مليون مشترك استخدام أى بيانات عليه كيفما يشاء، الأمر الذى تراجع «فيس بوك» عنه للحفاظ على صدارته بين الشبكات الاجتماعية فى العالم، وللتأكيد على الحقيقة الأهم أن الإنترنت اليوم هو ملك لمستخدميه وليس لأى طرف آخر.