انتقد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب عمر مروان، دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، متسائلا باستنكار بأنه إذا كان للداعين للمقاطعة تأثير على ملايين الناخبين فلماذا لم يتقدموا للترشح؟. وأضاف خلال الحلقة النقاشية التى عقدتها الهيئة الوطنية للصحافة، صباح اليوم السبت، تحت عنوان «الصحافة والانتخابات الرئاسية فى إطار المعايير الدولية للانتخابات»، أنه: «لو كان لدى من يدعون لمقاطعة الانتخابات أى رصيد جماهيرى لما ترددوا فى الترشح، وأنهم يستثمرون الأمر الواقع المتمثل فى انخفاض نسبة التصويت التى تدور حول 30% لأسباب موضوعية مثل عزوف كبار السن أو المرضى أو عدم معرفة المقيدين حديثا فى قاعدة البيانات». وطالب الصحافة بأداء دورها التوعوى للتعرف على ما وراء دعوات المقاطعة، وعدم الاكتفاء بنقلها فقط، مشددا على ضرورة تلافى سلبيات التغطية الإخبارية والاهتمام بصدق المعلومة قبل السبق. وردا على سؤال حول العقوبة المقررة قانونا لعدم التصويت فى الانتخابات قال «مروان»: «النص موجود بالغرامة ولم يطرأ عليه تعديل، لكن من الضرورى عدم إرهاب الناس بل تحفيزهم على المشاركة». بينما قال المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إنه يثمن دور الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن، والتى تجلت جهودهما فى إصدار مدونة السلوك المهنية، وأن الصحافة لا تنطق إلا بالحق والحقيقة، وبها تُبنى المجتمعات، ولن يكون تقدم الأمم إلا بإبراز الحقيقة، وكل المواثيق الدولية تحدثت عن أن أهم أدوار الصحافة هو توصيل الحقيقة. وأشار إلى أن الصحافة لها دور مهم فى ضمان نزاهة الانتخابات، وتيسير حق الناخبين فى المعرفة وحق المرشحين فى الظهور دون تدخل منها مدحا أو قدحا، ذاكرا أن دور الإعلام يمكن أن يمنع مرشحا من الفوز أو يعزز فرص مرشح آخر. وأكد حق المواطنين فى تلقى المعلومات ومعرفتها، ولذلك كان لابد من وضع ضوابط التغطية الإعلامية، فأصدرت الهيئة الوطنية للانتخابات قرارها رقم 9 بضوابط التغطية الإعلامية بما لا يمس استقلال الصحافة ويصل للكتابات الحرة النزيهة، موضحا أن هناك جزاءات للمخالفين ومن حق الهيئة الوطنية للانتخابات اتخاذ ما تراه من تدابير فى حق المخالفين، والهدف من ذلك ليس تقييد الصحافة ولكن التزاما بالمعايير المهنية للتغطية. وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر، رد اللواء رفعت قمصان، نائب الجهاز التنفيذى للهيئة الوطنية للانتخابات، على بعض الانتقادات التى وجهت للجدول الزمنى لانتخابات الرئاسة، قائلا إن الجدول جاء متوافقا مع صحيح قانون الهيئة ومبادئ الدستور. فيما قال رئيس الهيئة الوطنية للصحافة كرم جبر، إن الهدف من عقد حلقة نقاشية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للانتخابات حول معايير التغطية هو محاولة لتقديم الصحافة القومية صورة جيدة للعالم، وتغطية وفقا للمعايير الدولية. ووجه «جبر»، التحية للقوات المسلحة والشرطة «لخوضهما حربا مقدسة لتحرير تراب الوطن من الإرهاب، وهى حرب عادلة ومشروعة من مبدأ حق الدفاع عن النفس لتحقيق الأمن والطمأنينة للشعب المصرى». من جهته ثمن نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، جهود الهيئتين الوطنية للصحافة والانتخابات فى توفير وسائل العمل الصحفى الموضوعى فى كل المجالات. وأكد أن مصر تعيش لحظة حرجة وتخوض حربا ضد الإرهاب، ما يزيد أهمية التحلى بالمصداقية «دون إعطاء الفرصة لوسائل إعلام الشر أن تعبث بمجريات الأحداث على أرض مصر للنيل من الدولة والشعب المصرى». من جهته، قال رئيس تحرير جريدة الأخبار ووكيل نقابة الصحفيين خالد ميرى، إن الصحافة مازالت قادرة على نقل الحقيقة فى ظل السرعة والتطور التكنولوجى، مضيفا أن دور الصحافة المصرية ليس فقط نقل الأحداث مثل دعوات المقاطعة، لكن التوعية وكشف ما وراء تلك الدعوات وأهمية مشاركة المواطنين فى قيادة بلدهم الفترة المقبلة، مشيدا بمدونة السلوك التى أصدرتها الهيئة الوطنية للصحافة لتكون دليلا للصحفيين أثناء تغطيتهم. وبدوره؛ أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ياسر رزق، ضرورة احترام الصحفى لنفسه واحترام الصحيفة لمصداقيتها، ونشر المعلومات التى لا تتعارض مع مقتضيات الأمن القومى باعتبارها حق للقارئ والمواطن.