بحث سامح شكري وزير الخارجية اليوم الجمعة، على هامش أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، مع أنطونيو جوتيريس سكرتير عام الأممالمتحدة تطورات القضايا الإقليمية وسبل مكافحة الإرهاب. وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في تصريح صحفي، إن اللقاء تناول سبل التنسيق بين مصر والأممالمتحدة إزاء مستجدات القضايا الإقليمية المختلفة، حيث أعرب وزير الخارجية عن تطلع مصر إلى تقديم كافة أشكال الدعم للأمم المتحدة في مواجهة الاضطرابات المتصاعدة في المنطقة، منوهاً إلى أهمية الدور والرعاية الأممية لدفع مباحثات وجهود السلام، لاسيما في سوريا وليبيا. ومن ناحيته أعرب سكرتير عام الأممالمتحدة في هذا الإطار عن تطلعه لدعم مصر لجهود الأممالمتحدة في سوريا من خلال توظيف اتصالاتها مع جميع الأطراف لتشجيعهم على التجاوب، وإبداء المرونة مع جهود المبعوث الأممي " ستيفان ديمستورا". وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن مباحثات شكري وجوتيرس تناولت أيضا الأوضاع في لبنان على خلفية التوتر المتزايد في المنطقة، والتحديات الجسام التي تواجه القضية الفلسطينية، بما في ذلك الحاجة الماسة لتوفير تمويل لسد العجز في ميزانية الأنروا. ورداً على استفسار من سكرتير عام الأممالمتحدة، استعرض وزير الخارجية تقييم مصر لموقف القضية الفلسطينية في ظل الوضع الراهن دولياً، وكيفية حشد الجهود الدولية من أجل إعادة ضخ الدماء في عملية السلام. كما تم مناقشة ملف مكافحة الإرهاب، حيث تم تبادل وجهات النظر حول سبل توحيد الجهود الدولية في مواجهة تهديد الإرهاب المتصاعد ومواجهة أفكار التطرف وسبل التحرك بعد سقوط تنظيم داعش ووهم الخلافة الإسلامية. وأضاف أبوزيد، أن وزير الخارجية استعرض المواقف والرؤى إزاء سبل دفع مجموعة ال77 والصين التي تترأسها مصر خلال العام الحالي 2018 والتي تضم في عضويتها 130 دولة نامية وتعني بتمثيل مصالحها فيما يتعلق بالموضوعات الاقتصادية والمالية والإدارية داخل الأممالمتحدة. وأوضح شكري أن مصر ستدفع خلال رئاستها بملف القضاء على الفقر وتفعيل نظام إقتصادي دولي عادل ومنصف يراعي مصالح وشواغل الدول النامية، فضلاً عن إيلاء الاهتمام الواجب بقضايا الشباب والتشغيل وتمكين المرأة، ومتابعة الإلتزامات الدولية بتنفيذ أجندة أفريقيا لعام 2063 وتمويل تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030. وتناول اللقاء رؤى ومقترحات السكرتير العام للأمم المتحدة بشأن خطط إصلاح منظومة العمل داخل الأممالمتحدة، حيث أكد وزير الخارجية أن مصر ستتعامل بشكل بناء مع هذه المقترحات، انطلاقاً من حرصها على الإرتقاء بآليات العمل داخل المنظمة وتعزيز فعاليتها وأدائها بما يتناسب مع التحديات المتصاعدة والواقع العالمي الراهن. واشار إلى أهمية إيلاء الإعتبار اللازم خلال عملية الإصلاح لأولوية العمل التنموي ولمبدأ الشفافية وتقوية آليات المساءلة والمحاسبة وتمكين الدول الأعضاء من متابعة وتقييم تنفيذ الأممالمتحدة للقرارات والبرامج التى تقرها الدول الأعضاء، مؤكدا على أهمية أن تعكس حزم الإصلاح المطروحة اهتمامات وأولويات القاعدة الواسعة من الدول أعضاء الأممالمتحدة من أجل تحقيق التوافق اللازم حولها . وأكد وزير الخارجية في ختام اللقاء على مساندة مصر للجهود الأممية المبذولة لتسوية النزاعات وبناء القدرات المؤسسية للدول الخارجة من النزاعات وأهمية دعم الجهود الوطنية والإقليمية في هذا الشأن.