تتصاعد أعمال العنف القبلية فى جنوب السودان الأمر الذى حذر منه الخبراء فى حال حدوث انفصال وفقا لاستفتاء حق تقرير مصير الجنوب المزمع إجراؤه 2011 وهو إحدى القضايا العالقة بين شريكى اتفاق السلام، فيما أعربت الأممالمتحدة عن قلقها إزاء تزايد ضحايا الهجوم المسلح بين القبائل الجنوبية، والذى وصل حتى الآن إلى أكثر من ألفى شخص قتلوا، بينما نزح نصف مليون عن منازلهم بسبب المواجهات القبلية منذ مطلع العام الحالى بحسب الأممالمتحدة. وفى الوقت ذاته، تبادل شريكا الحكم فى السودان (المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية) الاتهامات بتأجيج الصراع وأعمال العنف فى الجنوب، وتتهم حكومة جنوب السودان حزب البشير بالضلوع فى أحداث العنف المتوالية بين القبائل الجنوبية. وأشار صلاح المليح الناطق باسم مكتب اتصالات حكومة الجنوب بالقاهرة إلى أن حزب البشير وراء أحداث العنف القبلية لزعزعة الأمن والاستقرار فى جنوب السودان وشدد واتهمه بتسليح بعض القبائل الجنوبية، و«جيش الرب» الأوغندى الذى وصفه بالإرهابى، مؤكدا أن حكومة الجنوب تملك أدلة تدين حزب البشير، وتكشف تورطه فى اندلاع أحداث العنف بالجنوب. يُذكر أن جيش الرب الأوغندى يحمل عقيدة دينية مسيحية متطرفة، وقام أعضاؤه بقيادة زعيمه جوزيف كونى بارتكاب مذابح واسعة فى شمال أوغندا حيث يخوض صراعا ضد نظام الرئيس يورى موسيفنى، إضافة إلى جنوب السودان لمساعدة الحكومة فى حربها السابقة ضد الحركة الشعبية. وقال المليح إن حكومة الجنوب رصدت دخول أسلحة حديثة مصنوعة فى الخرطوم إلى الجنوب، موضحا أنه تم ضبط هذه الأسلحة عند بعض قبائل الجنوب وعند جيش الرب، وأسند المليح اتهاماته لحزب البشير بسعيه الدائم لإظهار حكومة الجنوب بالضعف وعدم القدرة على إدارة شئون الجنوب بحسب قوله، معتبرا حزب لام اكول القيادى السابق بالحركة والذى انشق عنها بحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان «التغيير الديمقراطى» جزءا من مخطط المؤتمر الوطنى لزرع الفتنة بين قادة الجنوب، متهما أكول بأنه مُستقطب من قبل المؤتمر الوطنى لإشعال نار الفتنة فى الجنوب». من جانبه، قال إبراهيم غندور القيادى البارز بالمؤتمر الوطنى (حزب الحاكم) إن الحركة الشعبية هى التى تسيطر على جميع أرجاء الجنوب تنفيذيا وعسكريا وأمنيا وحمَّلها مسئولية بسط الأمن وحماية أرواح المواطنين، واعتبر تصاعد العنف القبلى فى الجنوب ناتجا عن الخلافات الداخلية للحركة الشعبية بالإضافة إلى اخفاق حكومة الجنوب فى إدارة شئون الجنوب. وأضاف: «بعض قيادات الحركة الشعبية دائمو البحث عن شماعة لتعليق فشلهم عليها»، مشيرا إلى أن القوات المسلحة القومية كانت تسيطر على الجنوب قبل الاتفاقية ولم يكن هناك قتال وعنف بين القبائل، مؤكدا فى الوقت نفسه أن حزبه لا علاقة له بحزب لام اكول سواء من قريب أو بعيد.