توقع عدد من قيادات العمل الثقافى ومن المقربين من وزير الثقافة فاروق حسنى استمراره فى منصبه برغم خسارته لمعركة رئاسة اليونسكو والتى كان فوزه بها يعنى تركه لحقيبته الوزارية. يقول صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة التابعة للوزارة، إن حسنى سيظل فى الوزارة «وإلا قدمنا رأسه على طبق من فضة لإسرائيل”. وأشار عيسى إلى أن حسنى لم يصرح أنه سيستقيل إذا خسر اليونسكو وإنما قال: «مستعد لتقديم الاستقالة إذا شاء الرئيس حسنى مبارك». واتفقت الدكتورة هدى وصفى رئيس مركز الهناجر للفنون مع صلاح عيسى فى أن هذه النقطة غير مطروحة إطلاقا، مؤكدة أنه من الصعب أن يترك فاروق حسنى وزارة الثقافة، خاصة أن الرئيس مبارك دعم معركة الوزير الانتخابية فى المنظمة الدولية حين تحدث مع رؤساء الدول للوقوف بجانبه. أما محمد سلماوى، رئيس اتحاد الكتاب، فقال بصوت يبدو عليه الضيق والحزن: «مش عارف أقول إيه دلوقت. وموضوع مستقبل وزارة الثقافة سابق لأوانه». من ناحية أخرى، اختلط الأمر على نواب المعارضة والإخوان فى مجلس الشعب بعد خسارة فاروق حسنى لمعركة اليونسكو، فمع أنهم كانوا يرفضون ترشيحه لرئاسة المنظمة الدولية فإنهم شعروا بحالة من الحزن الشديد بعد خسارته للمعركة لأنه كان يمثل مصر ولأن أمريكا وإسرائيل حشدا الغرب ضد مصر. وأبدى النائب الإخوانى محسن راضى، والذى اعتبره البعض سببا فى خسارة حسنى لمقعد اليونسكو، بعد أن استفزه ليقول: إنه لو وجد أى كتاب إسرائيلى فى المكتبات فسيحرقه... لغضبه الشديد لخسارة حسنى لمقعد اليونسكو وقال ل«الشروق»: أنا غاضب لأن أمريكا وإسرائيل حشدا الغرب ضد مصر وأنه آن الأوان أن تعيد مصر حساباتها مع أمريكا التى أسفرت عن وجهها القبيح وأضاف «وبغض النظر عن موقفنا من فاروق حسنى خسارته هى خسارة لمصر». أما النائب المستقل جمال زهران فقد انتابته مشاعر متناقضة. فهو من ناحية حزين لخسارة فاروق حسنى لأنه كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز ولأن الغرب مازال يصر على سيادة الحضارة الغربية، إلا أنه مرتاح فى الوقت نفسه للنتيجة لأن النظام كان سيستخدمها للطنطنة والترويج له داخليا وخارجيا وهو ما سيشجعه على الاستمرار فى احتكار السلطة. كانت بعض الصحف الأوروبية قد تداولت، عشية الجولة الخامسة من الانتخابات، مقالا بعنوان فاروق حسنى جاسوس سابق؟ أم أسوأ من ذلك: إرهابى قديم؟ . المقال نشر فى الأصل على موقع الفيلسوف الفرنسى برنار هنرى ليفى ضمن الحملة التى شنت ضد تولى المرشح المصرى رئاسة منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم. وليفى، كما تقول صحيفة «لوموند ديبلوماتيك» عنه «محنك فى مجال الاستعراضات الفكرية الإعلامية، وفقد الكثير من مصداقيته ولكنه مازال ذا حضور إعلامى مكتسح». ويعود المقال بفاروق حسنى إلى أكثر من 30 عاما عندما كان يعمل فى السفارة المصرية فى باريس مدعيا أن حسنى كان يتعاون خلال هذه الفترة بشكل وثيق مع أجهزة المخابرات فى بلاده لكشف «الطلاب الذين ينحرفون». ثم يرجع المقال إلى الفترة التى كان فيها حسنى مستشارا ثقافيا فى إيطاليا. «فقد لعب دورا مهما، عام 1985، فى قضية خطف السفينة الإيطالية «أكيل لورو، والتى أسفرت عن اغتيال اثنين من الرهائن». وهى العملية التى نفذتها مجموعة فلسطينية يقودها «أبوالعباس»، متهما الوزير باستقبال «القتلة» داخل حرم أكاديمية الفنون المصرية فى روما، التى كان يرأسها، «مانعا بذلك القضاء الإيطالى من استجوابهم». ويضيف المقال إنه «يعتقد أيضا أن حسنى ساعد فى هروبهم إلى مصر حيث تمكنوا من الهروب من العدالة الإيطالية والدولية. ويذكر المقال بما نشرته صحيفة «الأهرام»، قبل سنتين فى 10 سبتمبر 2007 ، عن دور فاروق حسنى فى أزمة اكيلى لورو. ويقول «هذه الفضائح، فى ذلك الوقت، ذهبت دون أن يلاحظها أحد. لكن، اليوم، لا يمكن أن يكون الأمر كذلك».