اعتبر الكاتب والقاص وجدي الكومي، أن المجموعة القصصية «شوارع السماء» هي أقرب الأعمال لقلبه، وقال: كتبت فيها أكثر من قصة تعبر عني وعن ما يدور بخلدي، وأعتز بها لأنها أعطتني مساحة كبيرة من الحرية، واختبرت نفسي من خلالها في مناطق أدبية جديدة لم تتوفر لي مع كتاباتي السابقة. وأضاف «الكومي»، خلال حفل توقيع أعماله بجناح دار الشروق، في معرض الكتاب، مساء أمس، استخدمت في «شوارع السماء» تكنيكات كتابية جديدة لأول مرة، وجربت فيها فن كتابة القصص الفنتازيا والخيالية، وناقشت بين ثناياها القضايا الإنسانية التي ظلت تشغل تفكيري لمدة طويلة، حتى خرجت إلى عدة قصص قصيرة أصبحت فيما بعد «شوارع السماء»، مشيرًا إلى أن «شوارع السماء» تشمل عدة عوالم منها الحياة الصحفية، ومعاناة الإنسان البسيط اليومية، وكذلك الصراع السياسي الذي جُسد في قصة الجنود. وكشف «الكومي» أن «قصة قصيرة كتبها أبي» هي أول القصص التي انتهى منها في «شوارع السماء»، لافتًا إلى أنها تظل الأحب له، ونفى أن القصص القصيرة ذات حيز ضيق ومحدود ولا يتسع للتجريب في الكتابة والمغامرة، قائلًا إن القصة القصيرة فن ممتع وصعب على الصعيد نفسه، خاصة أنها تعتمد على حبكة واحدة، وليس فيها الحبكات الفرعية كما يحدث في الرواية. ورفض «الكومي» ما تردد حول اختفاء فن القصة القصيرة بعد وفاة رائدها يوسف إدريس، قائلًا: من ظلم القصة القصيرة هم كُتابها، حيث كان الاهتمام الأكبر بفن الرواية، خلال الأعوام الماضية، مشيرًا إلى أنه لا يجد لفظ الاختفاء دقيقًا، بل كان نوع من الكمون، مشيرًا إلى أنه على مر الأجيال المتتالية كان هناك فرسان مخلصون لفن القصة القصيرة. وعن سؤال حول صعوبة كتابة القصة القصيرة مقارنة بالفن الروائي بالنسبة للكاتب، قال: هناك مؤلف يستطيع كتابة اللون الأدبي للقصة القصيرة إلى جانب الرواية، كما فعل يوسف إدريس، فبالرغم من كونه أحد رواد القصة القصيرة إلا أنه كتب روايات مهمة في تاريخ الأدب العربي ومنها: العسكري الأسود، والبيضاء، لافتًا إلى أن العكس تمامًا حدث مع الأديب نجيب محفوظ، فرغم أنه أهم من كتب الرواية وخلق من خلالها عوالم متكاملة إلا أن هذا لم يمنعه من أن يكتب أعظم القصص القصيرة، مشيرًا أن الحكم على جودة الكاتب في فن الرواية أو القصة القصيرة يعود إلى القارئ فهو الفصل والحكم. واعتبر«الكومي» أن رواية «إيقاع» محطة مختلفة وفارقه في مشواره الأدبي، معه قائلًا: اكتشفت نفسي من جديد أثناء كتابتها، خاصة الكتابة عن المسلمين والمسحيين، إلى جانب استخدام تكنيك الأصوات المتعددة. ووردا على سؤال عن الرواية التي قرائها «الكومي» وتمنى أن يكون صاحبها، أجاب «الحرافيش»، لافتًا إلى أن بداياته الكتابية كانت في مرحلة الجامعة، حيث تقدمت بقصة قصيرة في مسابقة يحيى حقي للشباب، والتي فزت بها، فشجعتني ووجدت أن لدي أقوال كثيرة يجب أن تكتب.