كشف المحامي والقانوني رجائي عطية، عن كواليس خروج كتابه «دماء على جدار السلطة»، قائلًا: «فكرة الكتاب جاءتني من رافدين الأول هو محاولة تفسير العنف الذي طرأ علينا من تنظيمات إرهابية مثل "داعش"، و"أجناد الله"، و"حزب الله" والإخوان وغيرهم، وبالبحث وجدت أن السبب الحقيقي الذي يجمع كل هؤلاء المتطرفين، ووراء كل هذا العنف والدماء، هو فكرة الاستيلاء على الحكم، وليس كما هو شائع عن أنه بسبب كتابات البخاري ومسلم، فهؤلاء الأئمة قدموا للإسلام جهد عظيم كما لم يقدمه غيرهم». وأضاف «عطية»: «ما كان يشغلني هو لماذا كل هذا العنف، ومن أين جاء؟، فمبادئ الإسلام لا تدعوا إلى العنف، بل إلى السلام، إذا فمن أين جاء تاريخ القتل بين المسلمين، وبدأت في الكتاب اتعرض لما قبل مقتل عثمان، والذي كان صدمة في تاريخ العقيدة، واغتيال علي بن أبي طالب، ثم دخولنا في نهر الدماء الذي غرقنا فيه، بعدما قرر معاوية أن يورث الحكم لابنه يزيد، وأن يأخذ البيعة في حياته، فكان هذا بداية الشرخ، الذي ظل يزداد طوال العصر الأموي والعباسي وفي كل الأقطار على حدٍ سواء، فرأينا الأب يقتل ابنه، والابن يقتل آباه، والأخ يقتل إخوته، كما حدث ورأينا قتل المأمون أخاه الأمين وصلبه لجسمانه، وهذا ما حدث أيضًا مع السلطان سليمان القانوني حيث قتل من أبنائه وأحفاده 19 شخصا»، مؤكدًا أن الآفة والجرثومة في الحكم والسلطة وليست في الإسلام. وتابع: «أحصيت في الكتاب طوال 14 قرنا من أنهار الدماء التي فتحت، لأثبت بالدليل أن الإسلام برئ؛ ولأن الهدف من الكتاب بالأساس "البناء وليس الهدم"، بحثت أكثر وكتبت عن الأمجاد التي تحققت في بعض العقود، وبأنها لم تأتي بالعنف، بل جاءت بقوة الدفع من الإسلام، فالتاريخ السياسي ملئ بالدماء، لكن التاريخ الفكري والأدبي والثقافي والقانوني ملئ بالرواج، فهذا هو نبع الإسلام، أما القتل وسفك الدماء فهو نبع السياسة وطلب الحكم، ولهذا ختمت الكتاب ببحث عن الخلافة، فيما عدا خلافة الراشدين الأربعة، الخلافة ليست أصلًا من أصول الحكم في الإسلام». جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها دار «الشروق»، مساء أمس الإثنين، بمناسبة إطلاق معرض القاهرة للكتاب في دورته ال49، بحضور مجموعة كبيرة من المثقفين والأدباء ورجال السياسية والدبلوماسية المصرية والعربية، وذلك بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، برعاية المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة «الشروق».