أصدرت «الشروق» طبعتين جديدين لأعمال الكاتب والمفكر والفيلسوف الكبير زكى نجيب محمود «قصة نفس»، و«قصة عقل»، بمناسة الدورة 49 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى انطلقت فاعلياته رسميا، الجمعة الماضية. ويعد الكاتب والمفكر زكى نجيب محمود، المدشن الأول لتيار الوضعية المنطقية فى مصر والعالم العربى والإسلامى، ويمتاز بذلك بكونه صاحب أسلوب أدبى متماسك وأنيق يخلق صلة بين الوعى الفلسفى والذوق الأدبى. «قصة نفس» ويقول الدكتور زكى نجيب محمود فى كتابه «قصة نفس»: «أردت بالكتاب حين أنشأته أن أصور حياتى كما سارت بها عوالم الباطن، وكان حتما أن ألجأ إلى الرمز، لأنه ثمة من حقائق الحياة الباطنية عند كل إنسان ما لا قبل لأحد بردها، ومع ذلك فهى مما لا يجوز الإفصاح عنه بحكم موازين المجتمع». ويضيف الكاتب الكبير: «كان أول ما لحظته فى نفسى حين بدأت العمل وأظنه كذلك مما لا بد أن يلحظه كل إنسان فى نفسه لو أمعن النظر هو أننى بمثابة عدة أشخاص فى جلد واحد، فهنالك من تجرفه العاطفة ولا يقوى على إلجامها، ولكن هناك من جانبه من يواجه إليه اللوم ويحاول أن يشكمه حتى يقيد فيه الحركة التى تقذف به إلى الهاوية، على أن هذا الشد والجذب فى داحل النفس بين عاطفة تشتعل وعقل يخمد اشتعالها والعقل فيسيران معا فى اتداه واحد، وعلى هذا الإطار الثلاثى أقمت قصة نفس». «قصة عقل» كلما هممت بالكتابة فى «قصة عقل» ترددت فى منهج السير كيف يكون؟ هكذا بدء الفيلسوف الدكتور زكى نجيب محمود كتابه «قصة عقل»، قبل أن يحكى للقارئ من خلال صفحات كتابه «قصة عقل»، ما السر الذى غير مجرى حياته، منذ كان فتى فى سن الرابعة عشرة، وجعله يقرر أن يصبح شخصا آخر، حتى صار كما عرفه الجميع فيما بعد بذاك الفيلسوف والمفكر الدكتور زكى نجيب محمود. ويخبرنا صاحب قصة عقل عن كتابه قائلا: إن الجانب الذى أعنيه فى «قصة عقل»، هو سيرة «العقل» فى حياتى، فهو الذى كان أداة الدرس والتحصيل، وهو الذى طفق طوال سنوات النضج، يتصيد الأفكار عند الآخرين حينا، وحينا يعمل على توليدها فى ذهنى، وهو الذى تولى الكتابة فيما كتبته، حتى لو كان المكتوب أدبا خالصا، فلقد كان الأدب الذى أنتجته من النوع الذى يستبطن «أفكارا» فى أطر يقيمها لتصلح حاملا لها، ومن هنا نشأت عندى الرغبة فى أن أعقب على قصة نفس بتوءم لها أسميه «قصة عقل»، ولبثت تلك الرغبة حائرة تظهر لحظة لتعود فتختفى حتى أراد لى الله توفيقا، فأخرجنها إلى دنيا الناس.