«داهية أزرق الناب..أريب»..جملة كتبها الأستاذ عباس لبيب الناقد الرياضى بالأهرام فى سنوات السبعينيات والثمانينيات عن مدرب الأهلى المجرى والعبقرى هيديكوتى صاحب الإنجازات الكبيرة فى تلك الفترة. تذكرت تلك الجملة وأنا بصدد الكتابة عن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة، الذى أراه معلما وداهية يملك الذكاء، أزرق الناب أريبًا.. فهو يسمع كل الناس، ويناقشهم، ويحمِّس لهم، لكنه فى النهاية يفعل ما يريد هو، وما يتحمَّس له شخصيا، دون أن يأخذ بحماس الآخرين وكلامهم! سمير زاهر مثلا ترك جمهورية مصر العربية كلها تتحدث وتفتى، وتقول ما يحلو لها عن البث الفضائى، وترك المجلس القومى يعقد ورشة عمل ويستدعى خبراء من إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا، وترك عشرات البرامج الفضائية والأرضية تحلل وتفسر وتقترح، وفى النهاية وصل هو إلى ما يعرف أنه يريده، وحقق ما يريده، فالبث الفضائى سيكون بيد اتحاد الكرة، وتبدو رابطة الأندية المحترفة بعيدة المنال، لأن زاهر لن يقبل أن يجلس رئيس اتحاد الكرة أمام مقره فى شارع الجبلاية «يشوى ذرة»، لأن الاتحاد بدون «تورتة» الدورى الممتاز ومشكلاتها وإيجابيتها لا يساوى شيئا، فى محيط لعبة لا يرى إلا الدورى والمنتخب! سمير زاهر أيضا يمارس رياضة الاستماع الجيد، ويمارس أيضا رياضة الإيحاء لمن يتحدث أنه موافقه تماما على كل شىء، فيبدو رجلا ديموقراطيا، لكنه فى النهاية يفعل ما يريد، حدث ذلك مع قصة تعيين أحمد شوبير مستشارا، فقد استمع لجميع الآراء، وسأل الكثيرين، وسرَّب خبر التعيين، واعترض نفس الناس الذين سألهم، وفى النهاية حظى زاهر بأحمد شوبير كمستشار. والطريف أن سمير زاهر يمضى كثيرا عكس الاتجاه، أو فى الاتجاه المعاكس، دون أن يُغضِب إنسانا واحدا، ويراه من يحيطون به، وهو يقرر فرديا، على الرغم من الإيحاء بجماعية القرار، وفى كل مرة لا يَغضَب منه من يحيطون به؟! وإذا كان تعيين محسن صالح مديرا فنيا للاتحاد رغبة سمير زاهر، فسوف يعين صالح مهما كانت الاعتراضات، وقد حدث ذلك مع الجوهرى، حيث يمتلك رئيس اتحاد الكرة قدرة فائقة على إقناع المعترضين، ومصالحة المختلفين. فقبل أيام طار إلى الخليج فى محاولة للمصالحة بين الأمير سلطان بن فهد، وبين محمد بن همام، المرشحين لرئاسة الاتحاد العربى، ولو نجح زاهر فى حل الأزمة، فسوف يثبت أنه بالفعل داهية أزرق الناب..أريب. حد يعرف معنى كلمة أريب؟!.