لا تنقطع على مدى العام الإعلانات التى تستحث «أهل الخير» على المبادرة بالتبرع لصالح «ضحايا السرطان »، ذلك المرض الفتاك الذى لا يأتى فقط على خلايا البشر، وإنما على مدخراتهم كذلك، بما يتطلبه من نفقات لا يقدر عليها البسطاء. ولعل المتبرعين إن كانوا فى سخاء تلك السيدة التى رحلت عن دنيانا منذ نحو العامين، لا يخطر ببالهم أن تظل عطاياهم تحت رحمة الروتين ومتاهاته، فى انتظار أن تصل إلى محتاجيها.. والهبة التى نحن بصددها تبلغ قيمتها نحو 4 ملايين جنيه، يعجز القائمون عليها عن التبرع بها تنفيذا لوصية ابنتهم الراحلة. وتقول الدكتورة هالة محمد بيومى، الباحثة فى المركز القومى للبحوث فى بفرنسا، إن شقيقتها توفيت منذ نحو 28 شهرا، وكانت أوصت بفيلا فى منطقة المهندسين ( تقدر قيمتها بنحو 4 ملايين جنيه)، وهبتها لصالح معهد الأورام، ومستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، ولكن منذ الحين، تعجز الأسرة عن تسليم المستشفى للجهتين. وأضافت: «شقيقتى توفيت فى حادث سيارة، وهى لم تنجب، وتنحصر تركتها فى شخصى ووالدتى وزوجها، وجميعنا يرغب فى إتمام وصيتها، حيث كانت طلبت منا أن يجرى مزاد على الفيلا، ويقسم ثمنها بين المستشفيين، دون أن يتم تحويلها إلى مقر إدارى أو مخازن أو ما شابه». وتابعت هالة بيومى: «منذ وفاة شقيقتى أبلغت المحامى بالسير فى الإجراءات القانوينة لتنفيذ الوصية بعد حصوله على التوكيلات، وطيلة 28 شهرا، ونحن حريصون على تنفيذ الإجراءات القانونية، إلا أن الروتين يقف عائقا أمام تنفيذ إجراءات الوصية.حيث نواجه تقاعسا من الجهات المفترض أن تتسلم الوصية وتسعى لتنفيذها، وكذلك بسبب التباطؤ فى سرعة تنفيذ إجراءات بيع الفيلا للحصول على قيمتها، ولا ندرى كيف لإدارتين كبيرتين ألا يتوصلا لحل قانونى للاستلام».