ليلي في الماضي كانت رمزا لكل معاني الحب النبيل العفيف الشريف لن تطول المدة، ونري شوارع مصر، تماما كما هي شوارع أوروبا وأمريكا، يسير فيها الشواذ فخورين بملابسهم الشاذة، يعلنون عن مثليتهم الجنسية. لن ننزعج أو ربما نتقيأ ونحن نري رجلاً مفتول العضلات شعره يملأ جسمه، وشاربه »يقف عليه الصقر»، ولكنه » لا مؤاخذة» قرر أن يلبس فقط مايوها ألوانه ساخنة وحمالة صدر حريمي ولا مانع من حذاء بكعب، لأنه أختار ألا يكون رجلا بل قرر أن يكون أنثي بل ويتزوج زميله في العمل ! واذا استمر بنا الحال سوف يأتي يوم قريب نري فيه بنتا » زي القمر » »تحل من علي حبل المشنقة» لا تشعر أنها أنثي بل تشعر أنها »دكر» تسعي إلي خطب ود مثيلتها من بنات جنسها، وبدلاً من أن تتزوج زميلها، تتزوج زميلتها.. وربما سنجد أنفسنا قريباً مدعوين لحضور حفل زفاف الانسة (...) علي ربة الصون والعفاف الانسة (...) والعاقبة عندكم في المصايب ! لا اكتب من فراغ.. والأمر لم يعد بعيدا ولا مستحيلا بل ان علاماته ظهرت، والهجمة من الداخل والخارج.. ومنظمة حقوق الانسان تتهم مصر بأنها تضيق علي حقوق الشواذ في ممارسة حياتهم الطبيعية. قبل أيام وقعت الكارثة، وبدأ الجهر بالشذوذ وقلة الأدب والفجور، حيث رفع شباب مثليون جنسيا، شواذ يعني، علم الشواذ الذي يشبه قوس قزح في حفل موسيقي بالتجمع الخامس لفرقة اسمها »مشروع ليلي».. رفعوه بكل فخر، ليكشفوا ما كان يجري في السر، في الغرف المظلمة وفي الجحور والعشش وتحت الكباري، وفي المباءات، مثلهم مثل الحيوانات الضالة، وللاسف الحيوانات أفضل منهم لأن الكلب لا ينجذب الا لكلبة، رفعوه بكل فجور ليقولوا للدنيا: نعم نحن شواذ ونفتخر.. حضور الحفل الموسيقي لم يكن عشوائيا، ولكن لأن قائد الفرقة الموسيقية »مثلي جنسي» هو الآخر.. وأن اتساءل عن مغذي الاسم.. ليلي في الماضي كانت رمزا لكل معاني الحب النبيل العفيف الشريف الذي وان طال الزمن يبقي حبيبها متيما إلي حد الجنون لا يرجو إلا القرب من المحبوبة.. الآن عادت ليلي بمشروع جديد علي »شوية شواذ» للمناداة بالفسق والفجور، تحت شعار الحب والديموقراطية والحرية بلا حدود أو معايير أو ضوابط. نحن أمام كارثة مجتمعية بكل المعايير،، ادعوكم لسماع دفاع شاب عن حقوق المثليين خلال حديث تليفوني مع الاعلامي معتز الدمرداش في برنامجه »قال الشاب واسمه للأسف علي، أن هذا يوم استثنائي في تاريخ مصر، لانه خطوة علي طريق قبول الآخر أيا كان في العقيدة أو اللون أو الجنس.. لم يجد هذا الشاب صاحب التفكير الشاذ الكارثي أي غضاضة في أن يقول أنه سيكون فخوراً لو تزوج وانجب ابناً يكون شاذاً جنسياً مادام هذا قراره !! أين المشايخ الذين يعتقدون أن دورهم هو أن يتحدثوا عن نكاح الموتي والبهائم وتركوا شبابنا ليصل بهم شذوذ الفكر إلي رفض ما أحل الله ؟ أين القساوسة الذين اهتموا بالقشور وتركوا بعض الشباب يرون في الشذوذ، خلقة الله؟ أين الأباء والامهات ؟.. أين مساجدنا وكنائسنا، أين جامعاتنا ومدارسنا ؟ أنا لا أهول الامور، ولكن نظرة إلي عالم »السوشيال ميديا» ستدرك أننا أمام طوفان انهيار أخلاقي سيأتي علي الاخضر واليابس. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد. نرفض 4 ملايين جنيه تبرعات! هل معهد الاورام التابع لجامعة القاهرة لم يعد في حاجة إلي تبرعات، واصبح لديه أجهزة وموازنة تمكنه من تقديم الخدمة لآلاف المرضي الذين يطرقون أبوابه صباح كل يوم؟ وهل أصبح مستشفي سرطان الاطفال 57357 لا يحتاج هو الآخر إلي تبرعات واكتفي بالملايين التي يجمعها باعلانات التبرع التي يطاردنا بها ليل نهار في الفضائيات؟! اعرف أن القراء الكرام سوف يبادرون بالإجابة نيابة عن مسئولي الجهتين بالنفي، بدليل استمرار الحملات، وبدليل أن المعهد يكاد يئن من وطأة الخدمات التي يقدمها والتي تفوق امكانياته المادية والبشرية إلي الحد الذي يسبب فيه المترددون شللا مروريا في محيط المعهد.. ورغم هذه الإجابة البديهية فان كلا المكانين يرفضان الاستفادة من تبرع قيمته قرابة 4 ملايين جنيه، اي أنه سيدخل خزينة كل منهما منفردا قرابة 2 مليون جنيه ؟ ايه الحكاية ؟ كلام يبدو غير منطقي، وغير معقول، ولكني أترك صاحبة المشكلة تعرضها، بعد أن يئست من الحل، وبعد أن فشلت في اقناع الجهتين بقبول التبرع، رغم أن الأمر مضي عليه 26 شهرا، ووصل بها الأمر إلي الاستغاثة برئيس الجمهورية. تقول صاحبة القضية : » انا الدكتورة هالة محمد بيومي ابراهيم الباحثة بالمركز القومي للبحث العلمي بفرنسا وحاصلة علي وسام الابداع العلمي ومنتدبة حاليا بمركز الدراسات التابع لسفارة فرنسا بمصر. توفيت شقيقتي الوحيدة في يونيو 2015 أثر حادث وتركت وصية واجبة النفاذ بتخصيص فيلا دوبلكس يقدر ثمنها السوقي بقرابة ثلاثة ملايين وستمائة الف جنيه مناصفة بين معهدالأورام ومؤسسة مستشفي سرطان الاطفال57357. ومنذ هذا التاريخ نطرق أبواب الجهتين لتنفيذ الوصية، الا أننا وحتي تاريخ اليوم لا نجد الا العراقيل لتسليم الشقة تحت ذرائع قانونية من الجانبين، رغم أنني وكلت عددا من المحامين لانفاذ الوصية. تختتم د. هالة استغاثتها بقولها : ينفطر قلبي وأنا أري مرضي سرطان يحتلون رصيف معهد الأورام في انتظار دورهم، وانا عاجزة عن توصيل اكثر من ثلاثة ملايين ونصف جنيه لصالحهم قد تكون سببا في انقاذ روح.. لا أطلب شيئا لنفسي أو لأبنائي او لورثة أختي، فقط توصيل التبرع لمستحقيه. د. هاله في انتظار من يقدم لها الشكر، ويدعوها لاستكمال اجراءات استلام الشقة، وضمها للجهتين، حتي تستريح روح أختها. أبغض الحلال قلت لها : ألف مبروك كان نفسي أحضر فرحك ، لكن حظي كان سيئاً وكنت خارج مصر.. علي كل بالرفاء والبنين. - ردت : الله يبارك فيك.. لكن ، الحمد لله ، أنا » اتطلقت» بعد زواج أقل من شهرين !!.. »باركلي أنا نفدت بجلدي». تركتني الفتاة العشرينية وأنا مذهول، وأضرب كفاً بكف ؟ الأمر لم يعد مستغرباً في المجتمع المصري.. نحن نتصدر دول العالم في معدلات الطلاق، للأسف الشديد نأتي في صدارة المصائب فقط، في حوادث الطرق، في التحرش، وحتي وقت قريب في معدل الإصابة بفيروس سي.. ونأتي في ذيل القائمة في حالة الإنجازات ومعدلات السعادة والرضي. الإحصاءات الخاصة بمركز معلومات مجلس الوزراء تؤكد هذه الكارثة المجتمعية، التي تنال من أهم مميزات المصريين الذين كانوا يقدسون الأسرة، ويكاد يفني الأب والأم نفسيهما في سبيل بقاء هذا الكيان.. الأرقام تقول إن حالات الطلاق ارتفعت في مصر بنسبة 7% لتصل إلي 40%.. يعني ببساطة 4 من كل 10 حالات زواج يقررون عدم الاستمرار في العلاقة. وأصبحنا أمام أرقام مفزعة تقول إن هناك ما بين 3 إلي 4 ملايين سيدة تحمل لقب »مطلقة» بزيادة تقترب من 89 ألف حالة عن العام السابق. أنت طالق ! جملة من كلمتين أصبحت تتردد في بيوت المصريين كل 4 دقائق.. يعني كل ساعة تتهدم 10 بيوت بعد أن وصل معدل حالات الطلاق في مصر إلي 250 حالة يومياً. الطلاق أبغض الحلال ، ولكن ارتفاع المعدلات مزعج ومفزع ، ولو نظرت في محيطك ستجد حالات كارثية تؤكد أننا كمجتمع نسير في اتجاه خاطئ. لم تعد كلمة الطلاق صعبة كما كانت في الماضي ، وتغيرت للأسف نظرة المجتمع للطلاق وللمطلقة ، وأصبح الأمر سهلاً علي الزوج والزوجة. الأسباب كثيرة بعضها اقتصادي بسبب إما وفرة المال »بزيادة» إلي حد السفه ، وإلي حد إفساد الأبناء ، لذلك لا يشعر الابن بالمسئولية بعد الزواج ، ويتعامل مع البيت باعتباره سجناً يسعي للتخلص منه ، وبالنسبة للفتاة المرفهة فهي لا تتحمل المسئولية يوماً وتنظر للزواج باعتباره قيداً تسعي للتخلص منه، واما، وهو الغالب بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة للشباب، وبعد أن فقد الكثير وظائفهم ، وارتفعت معدلات البطالة إلي أرقام مفزعة. المؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي »السوشيال ميديا» لها دور في وقوع أبغض الحلال.. فكل من الزوج والزوجة لهما عالم منفصل.. هو له عالمه من أصدقاء وصديقات يقضي معهم حياته » أونلاين » يفرح معهم ويتأثر بمشكلاتهم ويتفاعل معهم ، والزوجة نفس الشئ. البعض يري أن قانون الخلع مسئول عن تدمير البيت المصري.. لأنه جرأ الزوجة علي زوجها، وجعل هناك سيفا مصلتا علي العلاقة ليبترها في أي وقت. الطلاق كان في الماضي يقع بعد سنوات، بسبب تدخل الأهل لعدم إيقاعه، ويسعي أهل الخير للصلح بينهما.. الآن يقع الطلاق ربما بعد الزواج بعدة ساعات ، أو أسابيع أو شهور ، والمتغير الجديد الأكثر خطراً أنه بدأ يطرق أبواب كبار السن ، وأصبحنا نسمع عن زوجين قررا الانفصال بعد زواج تجاوز الثلاثين عاماً بسبب » الواتس أب» أو بسبب الرسائل المشفرة علي الفيس بوك ؟! في كل الأحوال نحن أمام كارثة مجتمعية، وأبناء يخرجون للدنيا لا يرون الأب والأم معاً إلا في ساحات المحاكم، وكلاهما يسب الآخر، وينعته بأقزع الصفات، المحصلة أننا أمام جيل يخرج للدنيا بلا قدرة وبلا قيم، وبلا تيار نفسي سليم. دور الدولة لا يجب أن يقف عند مرحلة رصد الظاهرة، بل لابد من مواجهة الأمر، وهناك اقتراح مثلاً بضرورة تنظيم دورات تثقيفية للمقدمين علي الزواج ليعرفوا مفاهيم الأسرة ودور الزوج والتزامات الزوجة. يبقي أن تحسين الأحوال الاقتصادية، بالتأكيد سوف ينعكس إيجابيا في استقرار البيوت المصرية وعودة الدفء إليها.