عندما تشير عقارب الساعة الى الثامنة مساء بتوقيت القاهرة ، يخوض الفريق الاول لكرة القدم بالاهلى واحدة من المباريات المهمة فى تاريخه الافريقى عندما يلتقى الترجى فى اياب دور الثمانية بدورى ابطال افريقيا بملعب رادس ، باحثا عن تأهل قد يكون صعبا الى الدور نصف النهائى فى البطولة ، لكنه ليس مستحيلا ، خاصة على الاهلى الذى سبق له وان فاز على نفس الملعب بلقبين تاريخيين ببطولة افريقيا على حساب الصفاقسى عام 2006 والترجى عام 2012 ، وهى دوافع معنوية مهمة للفريق والمدير الفنى حسام البدرى الذى كان حاضرا فى اللقطتين الاولى عندما كان مساعدا للبرتغالى مانويل جوزيه الرحالة فى 2006 ، والثانية عندما كان مديرا فنيا للفريق فى 2012 وحقق اللقب على ملعب رادس ، وباداء كان مبهرا حتى للتوانسة انفسهم لدرجة ان الجماهير التونسية صفقت للاعبى الفريق وقتها عقب اطلاق صافرة النهاية . صعوبة المباراة ليست فقط فى ان الترجى كفريق يمر بظروف جيدة من حيث امتلاكه مجموعة جيدة من اللاعبين ، ومدير فنى مخضرم هو فوزى البنزرتى ، ولا حتى من الضغط الجماهيرى المتوقع فى ملعب رادس ، وانما فى نتيجة لقاء الذهاب الذى انتهى بتعادل الفريقين بهدفين لكل فريق وهو ما يعنى ان الاهلى امامه خيارات صعبة الى حد كبير اهمها الا تستقبل شباكه اية اهداف فى اللقاء ويسعى للفوز باى نتيجة وهو الامر الذى يتطلب توازن دفاعى هجومى وثبات انفعالى وعدم اندفاع تحت اية ضغوط حتى لوكانت تحكيمية من قبل الكاميرونى اليوم نيانت الذى سيدير اللقاء ، وتحديدا بعدما اشتكى الاهلى من حكم مباراة الذهاب السنغالى مالانج وهو ما قد يؤدى الى نتائج عكسية خلال اللقاء . يدخل الاهلي المباراة فى اجواء صعبة الى حد ما حيث يعانى الفريق من تأثير لقاء الذهاب الذى ظهر فيه بمستوى متباين ، ولم يستغل الحالة المتواضعة التى كان عليها الترجى خاصة فى الشوط الاول الذى اضاع فيه الفريق عدة فرص كانت كفيلة بان ينهى اللقاء مبكرا ، بل ويمكن ان يحسم التأهل فى الذهاب دون الحاجة الى ضغوط نفسية وعصبية فى رادس لكن الرعونة فى اضاعة بعض الفرص وعدم التمركز الصحيح مكن الترجى من العودة للقاء واحرز هدفين صعبا المهمة بشكل كبير فى مواجهة الليلة لكنها تبقى غير مستحيلة خاصة مع وجود ذكريات سابقة للفريق فى الفوز على نفس الملعب وعلى نفس الفريق وهو فى قمته وبين جماهيره وهى الدوافع التى حاول حسام البدرى المدير الفنى ان يلعب عليها بشكل كبير لدى اللاعبين خلال الساعات الماضية وخاصة اصحاب الخبرات منهم امثال شريف اكرامى واحمد فتحى وحسام عاشور وعبدالله السعيد ووليد سليمان . ويسعى حسام البدري الى احداث بعض التغييرات فى التشكيل المرشح لبداية اللقاء اليوم، تجنبا لبعض المشاكل الفنية التى حدثت فى لقاء الذهاب ..حيث يفكر فى الاعتماد على أكثر من لاعب لم يُشارك أساسياً في مباراة الذهاب أمثال وليد سليمان ومؤمن زكريا وهناك أيضاً هشام محمد الذى قد يكون له دور أساسي في المباراة . وعقد حسام البدرى عدة جلسات مع لاعبى الفريق فى الساعات الماضية وتحدث عن قدرة الفريق في الفوز على بطل تونس وسط جمهوره وعلى أرضه خاصة وأن الاهلي فعلها كثيراً من قبل أبرزها عام 2006 عندما فاز على الصفاقسي بإستاد رادس بهدف أبوتريكة القاتل وفاز ببطولة أفريقيا، ثم عاد المارد الأحمر بعد 6 سنوات وهزم الترجي 2/1 على ملعب رادس أيضاً عام 2012 وتوّج باللقب الأفريقي ليصبح إستاد رادس "وش السعد" للأهلاوية. وهناك تكليفات كثيرة ينوى البدرى التركيز عليها قبل انطلاق المباراة اهمها مع خط الدفاع تجنبا لهدف مبكر قد يربك الحسابات سريعا ، والرهان على عدم احراز الترجى اى اهداف لبقاء فرصة الاهلى قائمة بقوة فى اى وقت لخطف اللقاء بالاضافة الى تعليمات مهمة للاعبى خط الوسط لفرض السيطرة التى فقدها الفريق فى لقاء الذهاب مع التنبيه على مهاجميه باستغلال اى فرصة للتهديف . وينتظر ان يخوض الاهلى المباراة بتشكيل مكون من شريف إكرامي فى حراسة المرمى ، وامامه رباعى الدفاع ، أحمد فتحي، رامي ربيعة، سعد سمير، وعلى معلول، وفى وسط الملعب عمرو السولية وهشام محمد" حسام عاشور " ، وامامهما الثلاثى وليد سليمان، عبد الله السعيد، مؤمن زكريا وفى الهجوم جونيور أجاي. على الجانب الاخر يخوض الفريق التونسى المباراة وسط تحذيرات قوية من المدير الفنى المخضرم فوزى البنزرتى ، بعدم الاستهتار او الاعتماد على نتيجة مباراة الذهاب ، وذلك فى موجهة منافس تمرس على المواجهات الصعبة خارج ملعبه ، وطالب البنزرتى لاعبيه بحسم اللقاء مبكرا والضغط على دفاع الاهلى ووسط ملعبه ، لفرض السيطرة ومنع لاعبو الاهلى من بناء هجمات . ويمتلك الترجي الذي توج باللقب عامي 1994 و2011 ، الحظوظ الأوفر في الصعود للدور قبل النهائي للمسابقة للمرة الأولى منذ عام 2013، حيث يكفيه التعادل السلبي أو الإيجابي بهدف لمثله، أمام جماهيره الغفيرة المتعطشة لوقوف الفريق الملقب ب(شيخ الأندية التونسية) على منصة التتويج الأفريقية من جديد. ويسعى الفريق التونسي لتحقيق انتصاره الأول على الأهلي بتونس منذ أكثر من ستة أعوام، عقب خسارته أمام نادى القرن الافريقى في آخر مواجهتين بينهما على ملعب رادس.