أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات تقريرا مطولا اليوم على هامش زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الصين، رصدت فيه مجموعة من الجوانب التاريخية والإحصائية، والنتائج المتعلقة بالعلاقات المصرية الصينية، خلال المرحلة الأخيرة، دون أن تغفل العلاقة التاريخية التى وصفتها ب«الوثيقة» منذ زمن بعيد. وأشار التقرير إلى أن أول لقاء جمع بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ورئيس مجلس الدولة الصينى شوان لاى عقد خلال الفترة من 18 حتى 24 أبريل عام 1955، على هامش مشاركتهما فى المؤتمر الأفروآسيوى فى مدينة باندونج بإندونيسيا، وهو اللقاء الذى دشن البداية الحقيقية للتواصل بين القيادات السياسية فى البلدين. وتدرجت العلاقة منذ عام 1955 حتى الآن وتخللها 16 لقاء بين قادة البلدين، من بينها 4 قمم مصرية صينية خلال السنوات الثلاث الأخيرة جمعت كلها بين الرئيس السيسى ونظيره الصينى شى جين بينج. وقد أوْلَى السيسى منذ توليه رئاسة الجمهورية فى يونيو 2014 اهتماما خاصا بتعزيز العلاقات بين مصر والصين فى جميع المجالات، كما أولت القيادة الصينية اهتماما مماثلا، لاسيما من خلال القمم المباشرة التى تجمعه بالقيادة السياسية الصينية، واختصته بثلاث دعوات للمشاركة فى قمم دولية جماعية استضافتها الصين. القمة الأولى التى جمعت بين السيسى وبينج كانت خلال الفترة من 22 25 ديسمبر 2014، وذلك فى أول زيارة للسيسى إلى الصين عقب انتخابه رئيسا للجمهورية، ووقع البلدان وثيقة إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات فى التعاون الفنى والاقتصادى وفى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون فى مجال الفضاء، كما رحب الرئيس السيسى بمبادرة الرئيس الصينى بإعادة طريق الحرير البرى والبحرى والذى يمر ب56 دولة. وعقدت القمة الثانية التى جمعت بين الرئيسين فى الأول من سبتمبر 2015، فى قاعة الشعب الكبرى بمناسبة احتفال الصين بعيد النصر الوطنى بالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، وخلال القمة رحب الرئيس الصينى بحضور الرئيس السيسى للاحتفال، وأشاد بمشاركة القوات المسلحة المصرية فى العرض العسكرى الذى أقيم بهذه المناسبة. وشهد الرئيسان التوقيع على اتفاقية إطارية للتعاون فى مجال الطاقة الإنتاجية واتفاقية بين بنك التنمية الصينى والبنك الأهلى المصرى يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة مائة مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وعقدت القمة الثالثة التى جمعت بين الرئيسين السيسى وبينج فى الفترة من العشرين إلى الثانى والعشرين من يناير 2016، وذلك خلال زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج إلى مصر، فى أول زيارة لرئيس صينى للقاهرة منذ 12 عاما، وتخللها الاحتفال بالذكرى ال 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأعلنا تدشين «عام الثقافة الصينية» فى مصر، و«عام الثقافة المصرية» فى الصين. أما القمة الرابعة التى جمعت بين الرئيسين فى سبتمبر 2016، كانت أثناء زيارة الرئيس السيسى لبكين للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين التى عقدت بمدينة هانجتشو الصينية، وذلك بدعوة خاصة من الرئيس الصينى. فيما تأتى القمة الخامسة بين الرئيسين خلال الزيارة الحالية للرئيس السيسى للصين فى مطلع شهر سبتمبر الحالى، تلبية لدعوة من الرئيس الصينى للمشاركة فى فاعليات الحوار الاستراتيجى حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية، الذى سيقام على المستوى الرئاسى على هامش قمة الدورة التاسعة لقمة مجموعة «بريكس» تحت عنوان «شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا»، حيث تضم المجموعة خمس دول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا فى العالم، وهى «الهند والبرازيل والصين وروسيا وجنوب أفريقيا»، وتستضيفها الصين فى مدينة شيامن.