قال رئيس الوزراء الأسبق، عصام شرف، إن العالم يحتاج إلى عولمة جديدة، والتي لن تتحقق إلا من خلال تنمية مشتركة بين دول العالم، والتي تحتاج إلى تقبل ثقافة الآخرين. جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «الهوية الوطنية وثقافة الاختلاف» بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا، أمس الثلاثاء. وأضاف شرف، أن العالم إذا استمر في تطبيق ثقافة العولمة الحالية فسوف تؤدي في النهاية إلى حالة من الفوضي والجنون، وتسمي تلك العولمة «الأسياد والعبيد»، قائلًا "إن العولمة الجديدة تحل محل العولمة الشرسة الأنانية، والتي لا تطيح بالآخر الضعيف بل تؤمن به وتحقق حلم الإنسانية وليس حلم من يظن إنه يمتلك الإنسانية". وأوضح أن هناك حوالي 400 شخص حول العالم يمتلكون ثروة أكثر من 80% من سكان العالم، لذلك العالم يحتاج إلى عولمة جديدة لتغيير بعض المفاهيم. وتابع عصام شرف، أن مصر لعبت دورا محوريا فى تاريخ العالم، ويجب أن يكون هناك تواصل، ولا بد أن تلعب مصر دورا كبيرا فى الخارج، مشيرًا إلى أن آليات تفاعل مصر مع العالم هي قوتها داخيا، ووجود هوية وطنية وثقافة الحرية. كما أكد شرف، على أهمية مشروع طريق الحرير الجديد الذي سوف يربط 69 دولة حول العالم ببعضها ومنهم مصر، والذي يعد شبكة للربط بين ثقافات هذه الدول وليس للنقل التجاري فقط، مضيفًا أن هذا المشروع سوف يعيد صياغة علاقة مصر بالعالم. وأشار إلى أن المطلوب من الدولة ووزارة الثقافة بالتحديد في الوقت الراهن هو إعادة تشكيل الوعي الجمعي عند المواطن المصري من خلال خلق مشروع ثقافي تنويري لترسيخ الهوية المصرية. ومن جانبه قال وسيم السيسي، الباحث وعالم المصريات، إن مصر هي من علمت العالم الحضارة والثقافة، والصهيونية تحاول تشويه التاريخ المصري وسرقته، مضيفًا أنه يجب على المصريين القراءة عن الحضارة المصرية القديمة والإنجازات والانتكاسات التي تعرضت لها مصر حتى يكون شباب المستقبل على علم بالحضارة والهوية المصرية العظيمة وقادر على الرد والمواجهة ضد أي عدو يحاول طمس هوايتنا. وفي سياق متصل، قال مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء أحمد جاد منصور، إن المواطنة هي أساس الانطلاق في كافة المجالات ولتفعيل تلك المواطنة يجب تقيم وضعنا الحالي والذي يعاني من تدهور كبير ويجب وضع أيدينا على نقاط الضعف منها "البطالة والفقر والجهل".