- نقابة الممثلين الأمريكيين تمنحه جائزة العام فى يناير المقبل «بعض الممثلين قضوا حياتهم العملية كلها فى انتظار الدور المثالى.. أظهر لنا فريمان أن المثالية هو ما يعرضه الممثل علينا. إنه مبتكر ومقدام ويتجاوز التوقعات تماما».. هكذا قالت جابريلى كارتيريس رئيسة نقابة الممثلين بالولاياتالمتحدة وهى تعلن منح النقابة النجم مورجان فريمان جائزتها لعام 2017 عن مجمل أعماله فى حفلها السنوى بمدينة لوس أنجلوس يوم 21 يناير المقبل. وبحصوله على الجائزة ينضم فريمان (80 عاما)، الذى يمتد مشواره الفنى لنحو 50 عاما شارك خلاله فى أكثر من 100 فيلم، إلى الممثلين ديك فان دايك وليلى توملن وديبى رينولدز. ويبقى مورجان فريمان واحدا من عظماء التمثيل فى تاريخ هوليوود.. كل مفردات الإنسانية تبدو فى ملامحه.. نظرته، كلامه، صمته، حركته، وقاره، وهيبته.. صوته المميز الذى وظفته هوليوود عشرات المرات كراوٍ للأحداث فى مجموعة من الافلام، جسد تقريبا ابتداء من المجرمين والمسجونين وصولا إلى أدوار الوزير.. الرئيس الأمريكى.. وحتى إله الكون نفسه فى فيلمين! هذا النجم الذى بدأ حياته كفنى صيانة رادار فى الجيش الأمريكى من 1955 ل 1959. ولفترة ما حاول الانتقال إلى صفوف الطيارين، فى تاريخه قائمة طويلة من الادوار المميزة، منها بالطبع فيلمه «غير متسامح» الذى قدمه مع النجم والمخرج الرائع كلينت إيستوود أحد أهم نجوم أفلام الويسترن فى عصرها الذهبى. وفى الفيلم وجدنا ايستوود يعود للعنف بعد اعتزال عقود، للحصول على أجر فى مهمة عنيفة واحدة، يستدعى فى سبيلها صديقه القديم نيد لوجان (مورجان فريمان) للمشاركة. خلال الرحلة لا يلتقيان على نفس الخط. الأول قادر على العودة لتاريخه. الثانى أصبح زوجا مسالما لا يطيق القتل والدم. فريمان يبدو دائما هو صوت العقل والحكمة الذى يحاول إعادة رفاقه إلى طريق السلام وسط الجحيم. أداؤه الممتاز لم ينل عنه ترشيح أوسكار مثل إيستوود، أو فوز مثل جين هاكمان، الذى قدم فى الفيلم دور مأمور شرس لا يطيق وجود غرباء فى مدينته. لكن بالتأكيد كان لا يقل حضورا وتميزا وتوهجا عن هؤلاء، وهو ما تأكد بأدائه الرائع «فتاة بمليون دولار» اللقاء الثانى مع إيستوود والذى تأخر 12 عاما، لكن شهد أخيرا وقوف فريمان على منصة الأوسكار عام 2005، كأفضل ممثل مساعد وكم كان المشهد عظيما فى حياة النجم وحياتنا ايضا. فى فتاه بمليون دولار وجدنا ماجى عاملة فقيرة (هيلارى سوانك) تجاهد لتصبح ملاكمة محترفة، وتحاول جاهدة الاستعانة بخبرات المدرب فرانكى دان (إيستوود). الرجل الصامت الذى لا ينوى التقرب من أى شخص لفقدانه للاحساس بالحياة لشعوره بفقدان ابنته التى هجرته تماما. صديقه الوحيد سكراب لاعب الملاكمة السابق (مورجان فريمان) يقرر مساندتها فى تحقيق امنيتها، لأنه يعلم أن رفيقه يحتاج إلى نفس الرحلة للتصالح مع ماضيه. إنه فيلم عن براءة الحلم ومحاولة تحقيقه بنزاهة.. هذه المرة استفاد كمخرج من فريمان ليس فقط فى دور الصديق، لكن أيضا كراوٍ للأحداث بصوته المميز. وفى فيلم «مجد» Glory للمخرج إد زويك، الذى يعد من أهم الأفلام عن الحرب الأهلية الأمريكية. ويستعرض فيه القصة الحقيقية للعقيد روبرت جولد شو (ماثيو برودريك) فى قيادة أول فرقة متطوعين من السود للحرب. قدم مورجان واحدا من افضل الادوار الإنسانية المركبة فى دور الرقيب رولينز، الطابع الحكيم الأبوى. كاريزما القيادة والتأثير على الآخرين. الهدوء والتروى فى أسوأ الأزمات. وبشكل ما صنع هذا الدور مورجان فريمان الذى نعرفه الآن. وأثار فيلم «ابن الشوارع» الاداء الواقعى لمورجان فريمان، ونال اهتمام النقاد، ورشح عن دوره لجائزة أوسكار لأول مرة، وفاز بعدد من جوائز روابط النقاد الأمريكيين، ومنها جائزة رابطة نقاد نيويورك وجائزة رابطة نقاد لوس انجلوس وجائزة المجلس القومى الأمريكى لاستعراض الأفلام السينمائية، وهو أقدم روابط لنقاد السينما فى الولاياتالمتحدة. وهو فيلم مبنى على قصة حقيقية أيضا تتعلق بحياة الجريمة والمومسات والقوادين فى نيويورك. ويقول مورجان فريمان انه وظف فى ادائه فى فيلم «ابن الشوارع» ما كان يراه فى شوارع الأحياء الفقيرة لمدينة نيويورك التى كان يعيش فيها خلال فترة كفاحه الفنية. فى فيلم «قائمة القبر» قدم مورجان فريمان شخصية الميكانيكى المتواضع كارتر امام جاك نيكلسون الذى يلتقى معه على فراش المرض والعد التنازلى بسبب السرطان. بعد بداية غير لطيفة بينهما فى المستشفى يقرران معا إعداد قائمة بكل ما يجب عمله قبل الموت، فى رحلة جنونية للاستمتاع بأيامهما الأخيرة. فى الفيلم الكوميدى «بروس الجبار» للمخرج توم شادياك، يتعرض مراسل قناة تليفزيونية اسمه بروس (جيم كاري) لكثيرٍ من المصائب والإحباطات المتوالية. وفى لحظة غضب يتهم الخالق بالتقصير والإهمال فى مباشرة مسئولياته!.. فى اليوم التالى يستدعيه خالق الكون (مورجان فريمان) وينقل له صلاحياته الخارقة كاملة لمدة أسبوع، لإدارة الكون كله بنفسه وحل مشاكله الخاصة! أثار الفيلم بالطبع غضب ملايين المتدينين فى العالم، وحقق فى المقابل أيضا نجاحا تجاريا كبيرا. أما فيلم «شطارة الشوارع» فيدور عن الجريمة الذى انتزع عنه ترشيح الأوسكار الأول فى تاريخه، كأفضل ممثل مساعد. وقد لعب فيه دورا غير معتاد منه.. مجرم عنيف سريع الكلام وقواد من حثالة الشوارع.