- الغول: ندرس تبادل زيارة نيابية مع الكونجرس لتقريب وجهات النظر.. والعليمى: الاستغناء عن المعونة أسهل من القبول بالتدخل فى شئون مصر - العرابى: تواصلنا مع صناع القرار الأمريكى وأبلغناهم رفضنا.. وعماد جاد: قانون الجمعيات الأهلية وراء الأزمة استنكر عدد من أعضاء مجلس النواب قرار الكونجرس تخفيض بعض المبالغ المخصصة فى إطار برنامج المساعدات الأمريكية لمصر «المعونة»، فى الوقت الذى يسعى آخرون إلى فتح قنوات اتصال مع الولاياتالمتحدة لنزع فتيل الأزمة. وكشف وكيل لجنة حقوق الإنسان محمد الغول، عن تقدمه بطلب رسمى لرئيس البرلمان على عبدالعال، بشأن تبادل زيارات دورية كل شهرين أو 3 أشهر بين مجلس النواب والكونجرس الأمريكى، لأن التواصل يترك انطباعا جيدا ويعزز التعاون فى مكافحة الإرهاب، كما يصحح بعض المفاهيم المغلوطة التى يسعى الإخوان لترسيخها عن مصر، حسب تعبيره، لاسيما أن الكونجرس من أهم دوائر اتخاذ القرار الأمريكية. وأضاف الغول، فى تصريحات ل«الشروق»، اليوم: «أعلم أن الميزانية المخصصة للسفر خارج البلاد للنواب ضعيفة، وبالتالى أقترح تقليل عدد الأفراد فى الزيارة مع تغيير الأشخاص، على أن تبدأ كل زيارة من حيث انتهت الأخرى، لافتا إلى أن النواب المصريين فوجئوا فى زيارتهم الأخيرة بأعضاء فى الكنيست الإسرائيلى وكذلك المؤسسة التشريعية الأردنية يجرون لقاءات دورية مع نواب الكونجرس. فى السياق ذاته، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عماد جاد، إن تخفيض حجم المعونة الأمريكية لا يشكل تحولا فى علاقات البلدين، لكنه يتعلق بنص فى قانون الجمعيات الأهلية الذى تم التصديق عليه، والخاص باقتطاع 0.5% منها لتخصيصها لمنظمات المجتمع المدنى التى لا تحصل على تمويل أجنبى، وهو ما يتعارض مع نصوص القانون الأمريكى. وأضاف ل«الشروق»: «حين التقينا وفدا من الكونجرس والإدارة الأمريكية فى يونيو الماضى، تحدثوا معنا بشأن رفضهم القانون، والخارجية الأمريكية نفسها ألمحت لنا إلى أنه ليس بوسعها تعطيل قرار داخل الكونجرس يتعلق بتخفيض المعونة، لذا طالبنا الحكومة أكثر من مرة بتعديل النص لكنها رفضت، وتعديله الآن سيفهم أنه آتٍ بضغوط خارجية». وأشار جاد إلى أن قطاع كبير فى الكونجرس الأمريكى ينظر إلى بعض القضايا فى مصر بشكل مقلق، ويعتقد بنقص الشفافية فيها، خاصة ما يعتقده بوجود قبض عشوائى وتضييق على المعارضين، وقلقه بشأن التطور السياسى الذى يعتقد أنه ليس ملموسا. وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب محمد العرابى، ل«الشروق»، إن نواب اللجنة تواصلوا مع دوائر صنع القرار الأمريكية، وأبلغوهم باعتراضهم الشديد على تقليص المساعدات، مؤكدا أن مثل هذا القرار متوقع من الولاياتالمتحدة التى تحوى عدة دوائر لكل منها صوت، منها ما يكن العداء لمصر فى المؤسسات التشريعية الأمريكية، وهم من تبنوا هذه المشروعات. ووصف العرابى ربط تعليق المساعدات بقانون الجمعيات الأهلية بأنه «محاولة لدس أنف الأمريكيين فى الشأن الداخلى المصرى»، مشيرا إلى أن القانون حظى بموافقة أعضاء مجلس النواب، ولم يضع قيودا على الديمقراطية أو حرية العمل. فيما اعتبر عضو اللجنة التشريعية عبدالمنعم العليمى، الإجراء الأمريكى تصرفا سلبيا لا ينم عن نوايا إيجابية تجاه مصر، مفضلا الاستغناء عن المعونة حال استخدامها كذريعة للتدخل فى شئوننا الداخلية. واستطرد فى تصريحات ل«الشروق»: «الحجج التى يتهمون بها مصر واهية ولا أساس لها على أرض الواقع، ومؤسساتنا يقظة وترصد الحالة الحقوقية، كما تحرص على عدم وجود أى تجاوز ضد المواطن، وهو ما عبرت عنه ووافقته مختلف مؤسسات الدولة، فلدينا خبراء ومراقبون متخصصون فى مراعاة حقوق الإنسان، التى أكد الجميع احترامها مرارا وتكرارا». وتابع: «العصر السابق للبلاد مسئول عن إكساب المعونة سمعة سيئة، واستخدامها وتوظيفها للضغط على مصر، والتطرق لتفصيلات تخص شأنها الداخلى، لكن الأحوال تبدلت الآن، والجميع يشهد للنظام والرئيس السيسى بالتقدير والاحترام من جميع دول العالم، بعدما استعاد مكانة مصر خارجيا بشكل ممتاز، لذا فإن اقتطاع جزء من المعونة لا يضر مصر أو يؤثر عليها». كانت الولاياتالمتحدة قررت حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار، وأجلت صرف 195 مليون دولار أخرى، لعدم إحراز السلطة تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية، وأصدرت الخارجية اليوم بيانا أعربت خلاله عن أسفها بشأن القرار. وقالت الخارجية إن هذا الإجراء يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التى تربط البلدين على مدى عقود طويلة، واتباع لنهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها، وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والأمنية التى تواجه الشعب، وخلط للأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة. كان وفد رسمى من 14 نائبا، بينهم 5 من رؤساء اللجان النوعية فى مجلس النواب، برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية أحمد سعيد، زار الولاياتالمتحدة، لمدة أسبوع، فى الفترة من 10 إلى 17 يونيو الماضى، فى أول زيارة من نوعها منذ عام 2008، وضم الوفد أيضا النواب أحمد السجينى، وعبدالهادى القصبى، وطارق رضوان، وطارق الخولى، وسعد الجمال، وعماد جاد، وآمنة نصير، وكريم سالم.