«المهرج مش ضعيف.. المهرج مش جبان»، المهرج ليس فقط الشخص المنوط بإضحاكك، ولكنه أيضًا الكائن الحُر المتمرد على القوالب والروتين، والمُضحي والضاحك والباكي، فالمهرج ليس فقط في السيرك، ولكنه داخل الجميع؛ هذه كانت رسالة العرض المسرحي «ساحر الحياة» الذي يقدمه فريق كلية الألسن على مسرح الهوسابير. وفيما يلي، تتحدث الشروق مع صناع العرض، وتحاور فريق العمل المسؤول عن الإضاءة والإخراج وتصميم الرقصات.
المخرج المنفذ – محمد العتابي
قال الفنان محمد العتّابي، المخرج المنفذ للعرض، إنه رغم كونه ممثلا لكن لبى نداء المخرج محمد جبر وشارك في إخراج العرض، متابعًا: «الإخراج ليس بعيدًا عن التمثيل، ودوري يتمثل في مساعدة المخرج وطرح الأفكار وتطوير أداء الممثلين ومتابعة البروفات واختيار الموسيقى المناسبة، ودوري يشبه المخرج المساعد في السينما».
وأشاد العتّابي، بالمسرح الجامعي الذي خرج منه ممثلي ساحر الحياة، مؤكدًا أن له دورًا هامًا في تنمية المستوى الإبداعي فضلا عن الأثر التعليمي الذي يتركه في الطلاب، متابعًا: «أحلى سنين عمري هم اللي مثلت فيهم في الجامعة».
ونظرًا لكون محمد العتابي أحد أبطال عرض 1980 وانت طالع، أكد أن نجاح أي تجربة أمر يتوقف على صدقها، موضحًا أن الثورة كان لها الدور الأكبر في حالة الإبداع التي ظهرت مؤخرا في مجالات التمثيل والموسيقى والغناء؛ ما أدى لظهور فرق الأندرجراوند التي استخدمت موسيقى جديدة وكلمات لم تكن مألوفة سابقًا، وهذا الطريق الذي تسلكه مسرحية ساحر الحياة.
وأكد المخرج المنفذ، أن المجتمع المصري كان في حاجة إلى الاختلاف في المحتوى وهذا ما قدمته العروض المسرحية الجديدة، مشددًا أن الحياة العملية أكثر صعوبة من مسرح الجامعة ولكن الصبر والإيمان بالفكرة هما سبيلا النجاح، مشيرًا إلى عرض مسرحية 1980 وانت طالع لمدة 3 سنوات دون تحقيق النجاح المنشود؛ ما يؤكد أن الإيمان بالفكرة ينعكس على نجاحها.
محمود طنطاوي – مصمم الإضاءة
أما محمود طنطاوي، مصمم الإضاءة، أوضح أن علاقته بالمسرح بدأت منذ 7 سنوات على مسرح الجامعة، واليوم يكرر فريق كلية الألسن نفس التجربة مرة أخرى؛ ما يؤكد أن المسرح الجامعي تحول إلى «مدرسة» تقدم الفنانين الجدد للمجتمع.
وفيما يتعلق بتأثير الإضاءة على العرض والجمهور، قال طنطاوي: «في الوهلة الأولى قد لا يشعر الجمهور بجدوى الإضاءة، ولكن مؤخرًا الوعي ارتفع بكثرة وبدأ الجمهور يدرك مدى تأثير الإضاءة على الحالة العامة للعرض المسرحي، وانعاكسها على أداء الممثلين ونجاح العرض بشكل عام».
وشبّه الإضاءة المسرحية ب«المونتاج السينمائي»، موضحًا أن مسؤول الإضاءة يجب أن يخلق حالة من الانسجام في المشاهد ولا يشتت تفكير وتركيز المتفرج، مشيدًا بتطور حركة المسرح في الآونة الأخيرة، وانتشار مهرجانات المسرح.
وعن عرض ساحر الحياة، أكد أن الإضاءة المستخدمة في العرض تعد أقل الإمكانيات؛ ومع ذلك أثرت إيجابًا على أداء الممثلين، مناشدًا الدولة برعاية المواهب الشابة وتقديم الورش المسرحية والفنية المدعمة وتبني التجارب المستقلة الناجحة.
هاني فاروق – مصمم الرقصات
نجح عرض «ساحر الحياة» في تقديم الاستعراضات والرقصات كلوحات فنية لم تطغ على العرض، بل ساعدت في إثراء فكرته وفلسفته، وفيما يلي يوضح مصمم الرقصات هاني فاروق كواليس العرض.
يقول هاني فاروق: «بدأت على مسرح كلية التجارة بجامعة القاهرة كممثل، وعندما شعرت بأهمية الحركة والرقص والاستعراضات تخصصت في تصميم الرقصات، وأعتبر الرقص أحد أدوات الممثل، وهذه الأداة اعتمدنا عليها بقوة في ساحر الحياة»، حسبما قال.
وأوضح أنه سبق له تقديم عروض عديدة أبرزها «رسول الموت – ساحرات سالم – أماديوس موتسارت»، ولكن عرض «ساحر الحياة» تميز بفكرته التي تدور حول مدرسة رقص يديرها راقص سابق متعنت ويتعلم فيها شباب الرقص ويطمحون لتقديم عرض احترافي للجمهور، ثم تقتحم فتاة تلك المدرسة وتبدد وحشتها تدريجيا.
وتابع مصمم الرقصات: «الممثل يجب أن يكون قادرًا على الرقص؛ نظرًا لأنه يوصل معانِ مختلفة، مثل السعادة والحزن والخوف والرعب وكل الحالات يمكن التعبير عنها بواسطة الرقص»، مشيرًا إلى أنه اطلع على نص المسرحية حتى يتمكن من تصميم رقصات تشبه أبطالها وتخدم الحالة العامة.
وأشار إلى الجهد المبذول من قبل ممثلي العرض، بداية من الحمية الغذائية المتبعة، مرورًا بالتمارين الرياضية، وصولًا لأداء الرقصات على المسرح أمام الجمهور، مؤكدًا أن طريق الفن صعب وللغاية خارج المسرح الجامعي، ولكن الفترة الماضية شهدت العديد من التجارب المستمرة؛ لذلك يجب الصبر والتمسك بالفكرة حتى إنجاحها.
محمد جبر – مخرج العرض
قال المخرج المسرحي محمد جبر، إنه أخرج عروض العديد من فرق الجامعة مثل كلية الهندسة والتجارة والألسن، متابعًا: «هذا العرض لمسني بشكل كبير جدًا، والنص لم يكن ملائمًا للمثلين ولكن تم تطويعه مع قدراتهم؛ نظرًا لطاقتهم وتفرغهم للبروفات لأكثر من 8 ساعات يومًا، وأعتبر هذا العرض من أفضل العروض التي قدمتها»، حسبما قال.
وأشار إلى إصراره على خروج العرض من مسرح الجامعة إلى الهوسابير، مضيفًا: «أصبحت على قناعة تامة بالعرض، ولا أريد لهذا العرض أن يكون مثل المسرحيات التي لم تخرج من الجامعة؛ لذلك كان يجب أن أقدمها للجمهور خارج الجامعة».
وأكد أنه استثمر تجاربه الناجحة في «1980 وانت طالع – تياترو الحياة – مسرح مصر» والعديد من العروض الأخرى، في التسويق لعرض ساحر الحياة، مستطردًا: «كنت في حاجة لتدعيم ممثلين شباب على مستوى كبير من الموهبة، وتقديم لون جديد من المسرحيات».
وعن الإقبال الجماهيري للعرض، أوضح أنه كان مُرضيًا للغاية ولكنه قد لا يكفي لاستمرار العرض المسرحي، مضيفًا: «الكثير من مسارح الدولة تسع 100 فرد فقط والبعض يفتخر بكونها كاملة العدد دائمًا، أما نحن نعرض على مسرح يسع 500 فرد وندفع إيجاره بشكل ذاتي، وسنظل نقدمه طالما واصل الجمهور حضوره».
جدير بالذكر أن عرض ساحر الحياة، يعرض أيام الخميس والجمعة والسبت، على مسرح الهوسابير في تمام السابعة مساءً.
والعرض من تمثيل فريق كلية الألسن: «فادي أيمن - صابر عادل - نادين خالد – سمر نجيلي- لبنى المنسي - أحمد حمام - بسمة شيرين - حسن شهاب - أحمد علاء - مادونا عماد - شيرين محمد - ندي عيد - مي محمد - محمد طه - بهيرة إيهاب - نهي محمد».
وتصميم الديكور لمحمد جبر، وملابس لبنى المنسي، وتصميم استعراضات هاني فاروق، وإضاءة محمود طنطاوي، وإدارة مسرحية أحمد بوكا، ومخرج مساعد نانسي نبيل، ومخرج منفذ ميشيل ميلاد، ومخرج منفذ محمد العتابي، والعرض من تأليف محمود جمال، وإخراج محمد جبر.
وسبق وتعاون المؤلف محمود جمال والمخرج محمد جبر في العديد من العروض المسرحية الناجحة، أبرزها عرض 1980 وانت طالع والذي نقل تجربة الشباب ومعاناتهم وطموحهم، مع زيادة أعباء الحياة في الفترة الماضية.