- شخصيتى فى «حلاوة الدنيا» أخرجتنى من عباءة الأدوار المركبة وقدمت السهل الممتنع - نحرق صناعتنا بأنفسنا بعرض الأعمال الدرامية فى شهر واحد.. ولا يجب ترك المشاهد فريسة للأعمال التركية والهندية طوال العام - «طاقة نور» حقق نسبة مشاهدة عالية وكان قريبًا من الطبقات الشعبية الذين أثنوا على دور ليلى - قدمت فى المسرح أدوارًا مبهجة وتكرر الأمر فى تجربتى مع هند صبرى فى رمضان الماضى - العبرة فى نجاح أى فيلم هو مدى تقبل الجمهور المصرى له وليس فكرة حصده للجوائز فى المهرجانات وإعجاب النقاد به «جابهنا فكرة المرأة المقهورة فى الأحياء الشعبية فى مسلسل هذا المساء».. هكذا تحدثت الفنانة حنان مطاوع عن واحد من أهم الأعمال الدرامية هذا العام، وقالت مطاوع إنها لا تنتوى تكرار تجربة المشاركة فى أكثر من عمل خلال الفترة المقبلة بعد الإرهاق الشديد الذى تعرضت له ورغبتها فى انتقاء أدوار تتناسب مع حجم النجاح الذى حققته فى مسلسلات «حلاوة الدنيا»، و«هذا المساء»، و«طاقة نور»، وأشارت حنان مطاوع فى حديثها إلى أن دور عبلة فى هذا المساء هو نموذج يشبه تركيبة المواطن المصرى البسيط. تحدثت أيضا الفنانة حنان مطاوع عن دورها فى مسلسل حلاوة الدنيا وذكرت ل«الشروق» عن التحدى الذى دخلت فيه من خلال دور سارة المليئة بالمرح فى رغبة منها للخروج من عباءة الأدوار المركبة والتركيبة الإنسانية المعقدة والصعبة، كذلك تحدثت عن السينما المستقلة وذكرت أن العبرة فى نجاح أى فيلم هو مدى تقبل الجمهور المصرى له وليس فكرة حصده للجوائز فى المهرجانات وإعجاب النقاد به كذلك حظرت من فكرة أن يقع المشاهد المصرى فريسة للأعمال الكورية والهندية والتركية على مدى الموسم نظرًا لتكدس الدراما فى شهر رمضان فقط وإلى نص الحوار: ** كيف تقمصت دور عبلة فى «هذا المساء» وما هى عوامل النجاح التى توافرت له؟ حجم النجاح الذى تحقق لدور «عبلة» فى مسلسل هذا المساء كان من اهم اسبابه تامر محسن مخرج ومؤلف العمل الذى استطاع أن يسخر كل طاقات الممثلين وفقا للإطار الدرامى المناسب للعمل، وارى أن دور عبلة الذى قمت به جسّد بكل ما تحمله الكلمة من معنى نموذج المرأة المحرومة من الطبطبة، وللعلم «عبلة» لم تكن تسعى لأكرم الذى قام بتجسيد شخصيته الفنان إياد نصار لأنها قد أغلقت باب الحب والزواج بعد التجربة القاسية التى تعرضت لها من البلطجى الذى تزوجت به فى المنطقة الشعبية وكان يتعدى عليها بالضرب المبرح للدرجة التى ادت إلى انتقالها إلى المستشفى، وهذا الاعتداء كان من الممكن أن يؤدى إلى فقدان حاسة السمع لديها وفجأة وجدت اكرم الذى اقتحم عالمها وغمرها بالحنية والمشاعر الانسانية الجميلة وبعد ذلك استطاعت ان تتتخذ قرار الخلع من زوجها وهو شىء قاسٍ بالنسبة للمرأة فى الحارة الشعبية لأنه غير مقبول اجتماعيا وفقا للثقافة السائدة وإن كان مقبولا شرعا. ** هل نموذج المرأة المقهورة أصبح ظاهرة متفشية فى المجتمع المصرى؟ عبلة وصلت إلى تلك المرحلة وهى يتيمة الأب والأم وكانت تجلس بمفردها، ولم يكن لديها أى احلام فضلا عن حرمانها من الأمومة، ولم تجد الرجل الذى يحنوا عليها حتى ظهور أكرم الذى شاركها احلامها، وكان يذهب معها إلى المقابر والسيدة نفيسة؛ ولذلك كانت اسيرة لتلك الحنية، وهذا هو الحديث الذى قدم من خلال تامر محسن وورشته وبالطبع هو مستوحى من نماذج لبعض السيدات فى الأحياء الشعبية، فطموحها الوحيد هو الحصول على الحب، وهو ما تاكد من خلال تفاعل شباب التواصل الاجتماعى مع كلمة عبلة الشهيرة عندما قالت «نفسى أدوق طعم الطبطبة» فضلا عن ان عبلة لم تكن نموذج للمرأة الأنانية ولم تريد طلاق اكرم من زوجته الأولى. ** فى رأيك.. هل يستطيع الفن مجابهة ظاهرة الاعتداء والقهر الذى تلاقيه بعض السيدات فى الأحياء والمجتمعات البسيطة فى مصر؟ الاعتداء البدنى على الزوجات للأسف هى ثقافة متواجدة اصلا فى بعض المناطق والأحياء الشعبية ولكى تتغير لابد من التوعية ولابد أن يكون هناك فكر بديل وهو أمر ليس بالسهل؛ لأن فكر بعض الرجال فى تلك الأحياء يرتكز على ممارسة القوة البدنية والعنف على المرأة لاعتقاده بأن هذا الأمر يعزز من رجولته ولكى نجابه تلك الثقافة وهذة الفكرة لابد من تقديم فكرة أخرى من خلال التوعية العامة والفنون وهو ما تحقق بالفعل فى مسلسل هذا المساء ومع الوقت من الممكن أن تتغير تلك الثقافة ويصعد جيل ثانٍ يصبح أكثر مرونة والميزة فى الفن أنه يقدم الفكرة فى شكل ترفيهى يعتمد على المتعة البصرية والسمعية وهو أحد أدوات التنوير فى المجتمع وليس بشكل به قدر من التلقين يصعب من الأمر على بعض المشاهدين وارى ان التغيير فى العموم سوف يكون مرحلى وتدريجى وليس فى الوقت الراهن. ** فى رأيكِ.. من يشبه نموذج عبلة؟ عبلة نموذج للمواطن المصرى البسيط الذى لا يمتلك احلاما كبيرة وببساطة أحلامها تقع فى حجرها ولا تسعى إليها وتتمنى أن يكون لديها اطفال ورجل حنون يداعب مشاعرها ويشاركها ثورتها على الأوضاع الصعبة التى تعانيها وتنجوا بنفسها معه من الواقع الصعب الذى عاشته ولذلك كانت عبلة تمثل جموع المصريين والتركيبة المصرية. ** دورك فى «حلاوة الدنيا» كان ملىء بالمرح وحب الحياة فهل وجدتى فيه الملاذ للخروج من عباءة التركيبات المعقدة والصعبة فى الأعمال السابقة؟ مبدئيا كان هناك أكثر من عنصر جاذب لمشاركتى فى مسلسل «حلاوة الدنيا»، بدءًا من شركة الانتاج وحسن المنباوى ومحمد مشيش الذين استطاعوا ايجاد التوليفة المناسبة لعمل يناقش احدى حالات مرضى السرطان فى إطار انسانى وبشكل إيجابى، فضلا عن اعتزازى بالنجوم الذين شاركتهم فى العمل وعلى رأسهم هند صبرى وظافر عابدين وانوشكا وقد وجدت فى هذا العمل فرصة لتقديم دور مختلف يتسم بالمرح على العلم بأنى قدمت مثل هذة الأدوار فى المسرح ولكن لم يصادفنى الحظ أن أقدمها فى الدراما التليفزيونية، وقد أتت الفرصة وأردت اثبات قدرتى على الخروج من عباءة الأدوار المركبة ومحاولة منى لإقناع المشاهد والنقاد بأن الأدوار الصعبة ليست فقط الأدوار المركبة ولكن هناك ادوارا بسيطة من الممكن ان تصبح أكثر تعقيدا وصعوبة وهو ما حدث بالفعل فى دور سارة الذى اتسم بتركيبة انسانية شديدة الصعوبة والتعقيد على الرغم من خروجها للمشاهد بكونها محب للحياة والسعادة. ** هل توقعتى نجاح «حلاوة الدنيا» وهل تخوفت من فكرة عمل يناقش مرض السرطان وتحديدا موعد عرضه الأول فى رمضان؟ لم اتوقع النجاح ولا يوجد موضوع ثقيل فى الدنيا والفكرة فى التناول الصحيح للموضوع وكيفية تقديمه على الشاشة وصحيح ان العمل كان قائما على احدى الحالات لمرض السرطان الا ان المسلسل كان يضم كما ضخما من العلاقات الانسانية ولغة عصرية محببة لأى بيت مصرى وأرى أن أى عمل عبارة عن معادلة بها قدر من التوازن فمن الممكن تقديم عمل يبدوا لطيفا، لكن التناول يكون غير مرحب به والعكس صحيح من الممكن تقديم حدوته درامية بها تراجيديا لكن محتواها يشمل تفاصيل انسانية وأشياء مبهجة. ** فى رمضان الماضى قدمتى دورا صعبا فى مسلسل أونوس مع العملاق يحيى الفخرانى والموسم الحالى ظهرتى بشكل مختلف فما السر فى تنوع الأدوار؟ هذه هى طبيعة عملى فكل دور اقوم به أكون متأثرة بكل جوانبه بعض الوقت وأتعايش مع كل تفاصيله باحترافية حتى ينال المصداقية لدى المشاهد وأظل متقمصة لهذا الدور لجزء من الوقت حتى اقوم بدور آخر اخرج من جميع تفاصيله وهو جزء من عمل الممثل الذى يجب ان يقدم درجة كبيرة من التعايش والصدق فى كل أعماله. ** لماذا لم يحظى مسلسل طاقة نور بقدر النجاح الذى حققه كل من «هذا المساء»، و«حلاوة الدنيا»؟ لم أشعر بهذا الأمر وأرى ان «طاقة نور» حقق نسبة مشاهدة عالية جدا وتحديدا فى الطبقات الشعبية لأنه شبه الناس وأكبر دليل على ذلك مدى الاعجاب والتعلقيات الجميلة التى اتلقاها فى كل كافيه أو مطعم اذهب اليه وتحديدا من العمال الذين أثنوا كثيرا على دور ليلى فى مسلسل «طاقة نور»، وفى العموم أنا محظوظة كثيرا بمشاركتى فى ثلاثة اعمال لكل منهم متابعينه. ** كيف تنظرين لمسألة توغل الدراما الهندية والتركية للمشاهد المصرى على مدى العام وما السبب فى ذلك؟ انا ضد حرق الدراما المصرية فى شهر واحد من العام لأن هذا الأمر يسبب تخمة ومن حق المشاهد أن يحظى بقدر كافٍ فى متابعة العديد من الأعمال الدرامية المصرية كذلك من حق القائمين على الصناعة أن يتوفر لهم سبل النجاح لأعمالهم التى دأبوا على انتاجها وكانوا يأملوا فى أن تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة فى مجمل السنة بخلاف شهر رمضان ولذلك عندما تتكدس المسلسلات فى شهر واحد يحدث الفراغ بالنسبة لباقى الموسم ويصبح المشاهد فريسة للأعمال الكورية والهندية والتركية بقية العام ولذلك ما يحدث يقول: إننا نحرق صناعتنا بأنفسنا واتمنى تغيير الفكر وخريطة عرض المسلسلات حتى لا تصبح السنة بأكملها شاغرة من الدراما المصرية ومنحصرة فى شهر واحد فقط. ** هل تنتوين تكرار تجربة المشاركة فى أكثر من عمل خلال الموسم المقبل؟ تجربة لن تتكرر لأن فكرة المشاركة فى أكثر من عمل هو امر مرهق جسديا وعصبيا وكان مبررى هو رغبتى القيام بأدوار مختلفة ومتنوعة من خلال ثلاثة مدارس اخراجية وبأحاسيس مختلفة ولكن هذه التجربة من الصعب تكرارها مرة اخرى على مدى المواسم المقبلة. ** لماذا لم تلقى السينما المستقلة النجاح الكبير لدى الجمهور المصرى؟ أنا مع عرض جميع انواع الأفلام بمختلف تصنيفها وأرى أن اهم شىء فى الفيلم السينمائى هو وصوله للناس لأنه اذا لم يدخل إلى وجدان وقلب المشاهد المصرى فإنه هناك مشكلة فى هذا العمل ولا ارى أى ميزة من ان يحظى عمل سينمائى بنجاح على مستوى النقاد ويطوف مهرجانات العالم دون أن يحظى بتجاوب مع الجمهور المصرى العريض.