استهلت قافلة السلام الموفدة من قِبلِ مجلس حكماء المسلمين، إلى كولومبيا، فعالياتها أمس، بالعاصمة بوجوتا في جامعة سرخيو أربوليدا، ثم في الكنيسة الكاثوليكية، وكانت آخر هذه الفعاليات بمعهد براهاما كوماريس. وتحدث أعضاء القافلة خلال اللقاء المفتوح بجامعة سرخيو أربوليدا، عن الجهود التي يقوم بها كل من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، في إرساء قيم المواطنة والحوار والتعايش بين أتباع الديانات، والحديث عن التسامح ونبذ العنف والكراهية، وأهمية السلام العالمي وعلاقته بالأديان، مؤكدين ضرورة التواصل المباشر بين الشعوب والحضارات ومد جسور التعاون والمودة لبسط الأمن ومواجهة الأفكار المنحرفة التي تؤدي إلى تفكك المجتمعات، وتؤدي إلى الفرقة بين أبناء الوطن الواحد. وقال أعضاء القافلة، إن هذا التوقيت يستوجب تكاتف الشعوب والحضارات أكثر من أي وقت مضى، وأن الأزهر الشريف يولي هذا الموضوع اهتماما بالغًا؛ حيث قام بإنشاء مركز الحوار بالأزهر من أجل التواصل المباشر والمستمر بين الأزهر والمؤسسات الدينية المختلفة على المستويين المحلي والدولي، وكذلك اللجنة المشتركة بين الأزهر والفاتيكان، والتي جاءت كنتيجة سريعة وإيجابية عقب اللقاء التاريخي الذي عقد في مايو 2016 بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان في روما. وأوضح أعضاء القافلة، أن زيارتهم إلى كولومبيا لشرح سماحة الإسلام والتعريف بصورته الصحيحة بعيدًا عن المغالطات والمحاولات التي تسعى للنيل من صورة الإسلام الحقيقي، مؤكدين أنَّ الأديان لا علاقة لها بالتطرف والإرهاب بدليل أنَّ التطرف موجود في مختلف مناحي الحياة ولا يقتصر وجوده على الأديان، وهذا التطرف إنما يأتي كنتيجة للتفسير الخاطئ للنصوص الدينية السمحة. كما قام أعضاء القافلة، بالتوجه إلى الكنيسة الكاثوليكية بالعاصمة "بوجوتا"، وكان في استقبالهم عدد من الرهبان والقساوسة الذين يمثلون مختلف الطوائف المسيحية، حيث دارت حلقة نقاشية موسعة حول علاقة الأديان بعضها ببعضها وضرورة التعايش وقبول الآخر، أكّد الرهبان والقساوسة، أهمية هذه القافلة بصفتها القافلة التي تطرق أبواب قارة أمريكا الجنوبية، وأنَّ اختيار كولومبيا لتكون البوابة الأولى لإيفاد قوافل السلام إلى هذه القارة يعد تدعيمًا لروح الحوار والدور الحقيقي الذي يقوم به الأزهر الشريف كمؤسسة دينية إسلامية كبرى تمثل المرجعية الأولى للمسلمين حول العالم.