خبير ل«الشروق»: تطهير الجيش لبنغازى من الإرهابيين دفع الميليشيات للتحرك صوب العاصمة سادت حالة من «الهدوء الحذر»، اليوم، شرق العاصمة الليبية طرابلس، بعد ساعات من اشتباكات ضارية بالأسلحة الثقيلة اندلعت بين قوات موالية لحكومة الوفاق الوطنى وميليشيات تابعة لحكومة الإنقاذ التابعة للمؤتمر الوطنى العام (المنتهية ولايته) فى منطقة «القربوللى» شرق العاصمة، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 3 آخرين. وقال مسئول أمنى رفيع بالحرس الرئاسى التابع لحكومة الوفاق الوطنى: إن القوة المشتركة (مجموعة كتائب تابعة للوفاق)، بادرت بالمواجهات مع المجموعات المسلحة التابعة للإنقاذ، والتى تتخذ منطقة القربولى، نقطة للانطلاق نحو العاصمة طرابلس. وأضاف المسئول أن «القوة المشتركة تمكنت من طرد المجموعات المسلحة الموالية للإنقاذ فى عدة نقاط؛ من بينها تمركزات (حواجز) أمنية، أقامتها تلك المجموعات الخارجة عن القانون». وأكد مصدر طبى من مستشفى القربولى وصول قتيلين أحدهما مصرى والآخر ليبى، فضلا عن 3 مصابين بسبب القذائف العشوائية التى تساقطت على الأحياء السكنية والمحال بمنطقة الاشتباكات، وفقا لموقع «العربية. نت» الإخبارى. ودعا عميد بلدية القربوللى فى بيان، سكان المنطقة إلى عدم الخروج والبقاء فى مساكنهم وتجنب الاقتراب من مناطق الاشتباكات حفاظا على سلامتهم، بحسب موقع«بوابة إفريقيا» الإخبارية. وكان المجلس الرئاسى التابع لحكومة الوفاق قد حذر أخيرًا من أى تحرك صوب العاصمة، متعهدا بمواصلة جهوده لإرساء الأمن وتحقيق الاستقرار فى كامل ليبيا»، مؤكدا أن سكان العاصمة لن يكون أبدا تحت رحمة هذه التهديدات. من جانبه، اعتبر أمبرتو بروفاتسيو، المحلل السياسى الإيطالى المتخصص فى الشأن الليبى لدى «كلية دفاع الناتو» فى العاصمة روما أن اشتباكات طرابلس ما هى إلا «محاولة من قبل الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الإنقاذ للعودة مرة أخرى للعاصمة». وأضاف بروفاتسيو فى تصريحات ل«الشروق» أمس: «يبدو أن إعلان الجيش الليبى أخيرًا عن تطهير مدينة بنغازى من التنظيمات الإرهابية دفع وأقنع الميليشيات بشن هجوم على طرابلس، مستفيدين من ضعف حكومة الوفاق الوطنى». وأشار الخبير الإيطالى إلى أن هدف الميليشيات فى طرابلس يكمن فى «منع أى تقارب بين قائد الجيش الليبى المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطنى فايز السراج»، معتبرا أن هذه الاشتباكات قد «تعطى حفتر الفرصة للتحرك صوب العاصمة».