- رئيس وزراء المجر: مصر تسعي لبناء استراتيجية وطنية مستقلة.. ونقدر للسيسي دفاعه عن المسيحيين في الشرق.. وتجمع «فيشجراد» سيسهم في استقرار الاقتصاد المصري قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الشعب المصري يسعى إلى تغيير واقعه بإجراءات اقتصادية كان يصعب على دول كثيرة أن تتحملها ولكنه تقبلها بكل ثقة رغم قسوتها، بقناعة منه بأهمية الاستقرار وتحمل تكاليفه سواء في مواجهة الإرهاب أو فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي. وأوضح السيسي خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة المجرية بودابست عقب مباحثاته مع رئيس الوزراء المجر فيكتور اوربان، اليوم، أن قيادة مصر ليست فقط هي التي تحارب الإرهاب، ولكن الشعب المصري كله يتصدى للأفكار المتطرفة التى تتنافى مع مبادئه، مؤكدًا أن النجاح الذي نتيجة لاصطفاف الشعب المصري. وكانت أقيمت للرئيس عبدالفتاح السيسي مراسم استقبال رسمية في مستهل زيارته الحالية للمجر، التي استهلها بزيارة النصب التذكاري للجندي المجهول. وأكمل: "أننا لا نميز بين المصريين على أساس ديني، ومن حق كل المصريين توفير الحماية والأمان والحقوق لهم جميعًا دون استثناء، ولا يجب أن نُشكر على حماية أهلنا"، مضيفا: "العلاقات التي تجمع مصر والمجر تاريخية وممتدة ونحتفل العام القادم بمرور 90 عاما علي إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وهي علاقات تقوم على أساس متين يسمح بالارتقاء بالعلاقات الثنائية التي شهدت تطورا ايجابيا في السنوات الماضية". وتابع الرئيس: "تناولنا خلال المباحثات تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية ونحضر مساء اليوم بحضور رئيس وزراء المجر اجتماعات مجلس الأعمال (المصري المجري) الذي يسعي لفتح آفاق للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات، كما ناقشنا قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك في إطار استمرار المباحثات التي عقدت علي مدي العامين الماضيين في ظل الحرص المتبادل علي استمرار التنسيق والتشاور المثمر بين البلدين". وأعرب السيسي عن تقديره للموقف المتوازن لدولة المجر إزاء التطورات في مصر، خاصة مع علاقات الصداقة الخاصة التي تجمع البلدين وأهمية مواصلة الحوار لمواجهة التحديات المشتركة والحفاظ على دورية انعقاد الاجتماعات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، متابعا: "ناقشنا سبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة الإرهاب وأهمية تضافر الجهود الدولية لدحر الإرهاب، وأوضحنا الرؤية المصرية في أهمية التعامل مع الجهات والدول المساندة للإرهاب لوقف هذا الدعم". وأشار الرئيس إلى أنه ناقش مع أوربان ضرورة العمل من أجل وضع حد لتشريد الأبرياء واللاجئين في المنطقة، مع توضيح مدى العبء الذي يقع على كاهل مصر لتأمين الحدود البحرية لها وتوفير حياة كريمة للاجئين المقيمين بها، إضافة إلى أخر التطورات في المنطقة وخاصة سوريا وليبيا، مشددًا على ضرورة وضع حلول سلمية وعمل المجتمع الدولي لوضع حد للصراعات، وإيجاد تسوية سلمية للصراع العربي الاسرائيلي بما يسمح بتحقيق حل إقامة الدولتين. من جانبه، قال رئيس الوزراء المجري: "نستقبل ضيفًا خاصًا لأن مصر قامت بقيادة السيسي بمحاولات لبناء استراتيجية وطنية مستقلة، والمجريين لهم رؤية خاصة للعالم ونقدر محبة الدول الأخرى لاستقلاليتهم وحريتهم ومسكهم لزمام الأمور بأيديهم، وتاريخ المجر حافل بالصراع الدائم من أجل الحرية والاستقلال". وأضاف: "عندما يأتينا رئيس من دولة يحاول بناء دولته بناء على هذه الأسس نعتبره ضيف خاصا جدًا، وأهنئ مصر على خلق الاستقرار في اقتصادها وتبني سياسة خارجية مستقلة وهي من الناحية السياسية كانت بعيدة لعقود طويلة، ولكن في العقد الماضي وجدنا أن مصر ليست بعيدة والبحر المتوسط قريب بل جزءا من أوروبا". وأكمل: "مصر جارة لنا وبلد مؤثر جدًا في بيئتها ولها تأثير مباشر، ومصلحة المجر في استقرار مصر ليس فقط عسكريًا وأمنيًا ولكن أيضا اقتصاديًا، ونرى أن أوروبا يجب أن تسهم في تأمين استقرار الاقتصاد المصري و"فيشجراد" سيسهم في ذلك ويبرز أهمية المباحثات الدائمة بين أوروبا ومصر، وتحقيق شراكة اقتصادية مصرية أوروبية بعيدة الأمد وتستطيعون الاعتماد علينا في المستقبل"، معربًا عن احترام بلاده لجهود مصر ومحاربتها الإرهاب. وأردف: "يمكن أن تثقوا بنا دائمًا ونعرف أن صراع مصر مع الإرهاب هو شرط أساسي لتأمين الاستقرار في أوروبا، ومصر تدافع عن المجر وأوروبا بشكل عام، ومن مصلحتنا أن يكلل صراعكم مع الإرهاب بالنجاح، ونكن لكم التقدير بأنكم تدافعوا عن المسيحيين في الشرق وتمارسون سياسة يحتذي بها ونشكركم علي التزامكم تجاه المسيحيين". ويشارك الرئيس، اليوم، في القمة المشتركة بين تجمع "فيشجراد ومصر"، وهي المرة الأولى التي يعقد فيها التجمع الذي يضم "بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا" قمة مع دولة من دول منطقة الشرق الأوسط، والثالثة التي يعقدها بعد قمتين مع ألمانيا ثم مع اليابان. ويعد تجمع "فيشجراد" يمثل تكتلًا هامًا داخل الاتحاد الأوروبي؛ حيث تشكل هذه الدول مجتمعة خامس أكبر اقتصاد داخل الاتحاد، والاقتصاد رقم 12 على مستوى العالم.