** لا علاقة بالسياسة إطلاقًا فيما أتناوله بشأن ملف قطر ومونديال 2022. وأزيد بأنى كنت أتمنى أن تنال دولة عربية شرف تنظيم كأس العالم على أن يكون ذلك بشرف.. وإنما عندى منطق أستند عليه. وقراءة تقرير جارسيا المدعى الأمريكى السابق الذى قدمه ل«فيفا» ومنع بلاتر ورفاقه نشره، ثم نشر أخيرا، سوف تكشف أمورا عجيبة. فلا هى تلبس برشاوى، ولكنها وقائع تستحق التحقيق والتحقق فيما خلفها. ** مثلا قبل التصويت، دعى بلاتينى إلى حفل عشاء فى قصر الإليزيه من طرف الرئيس الفرنسى وقتها نيكولا ساركوزى بحضور أمير قطر ورئيس وزرائه.. ولا شىء فى تلك الدعوة من ناحية الشكل. لكن فى المضمون كان بلاتينى يملك صوتًا. وفى المضمون أيضا شاعت أنباء عن صفقة أسلحة وطائرات للشركة القطرية بمليارات الدولارات. وفى الشكل لا شبهات فى تلك الصفقات حتى لو كان توقيتها مريبا كما يقول المضمون. ** وأشار جارسيا فى تقريره إلى أن ساندرو روسيل رئيس برشلونة الأسبق لعب دور الوسيط بين المسئولين عن ملف قطر وبين صديقه المقرب ريكاردو تيكسيرا، الذى كان يشغل آنذاك منصب رئيس اتحاد الكرة البرازيلى. وقال جارسيا فى تقريره: «ساندرو روسيل قدم نصائحه للمسئولين عن الملف القطرى لاستضافة مونديال 2022 خلال سير عمليات التصويت».. وأضاف: «ادعت تقارير إعلامية أن روسيل أرسل ميلونى جنيه إسترلينى فى يونيو 2011 لحساب بنكى باسم نجلة تيكسيرا البالغة من العمر عشر سنوات».. وتم تفسير ذلك على أنها محاولة تهرب من الضرائب..! ** فى ديسمبر 2010 اختارت شركة قطر للاستثمارات الرياضية، مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لعقد شراكة جديدة مع نادى برشلونة الإسبانى تستمر حتى عام 2016 وبقيمة تبلغ 166 مليون يورو. وفى الشكل لا يوجد ما يثير الشبهات حول تلك الرعاية المستمرة حتى اليوم فى صورة تعاقد جديد مع شركة الطيران القطرية. لكن توقيت الرعاية يثير الشك. خاصة أن جارسيا ذكر فى تقريره أن قطر وإسبانيا اتفقتا على تبادل الأصوات بشأن بطولتى 2018 و2022.. وجمع جارسيا، الذى كان يشغل فى ذلك التوقيت منصب مدير غرفة التحقيقات بلجنة القيم التابعة ل«فيفا»، أدلة تفيد بأن إسبانيا وقطر اتفقتا على ضمان تصويت سبعة أطراف لصالح كل منهما على الأقل، فى عملية ترشح الأولى لاستضافة مونديال 2018 وترشح الثانية لاستضافة نسخة البطولة عام 2022... ! ** تقرير جارسيا يسلط الضوء على المباراة الودية بين الأرجنتينوالبرازيل التى أقيمت فى 17 نوفمبر 2010 بقطر ويخضع هذا اللقاء للتحقيقات من جانب القضاء السويسرى. فقد دفعت قطر سبعة ملايين دولار لصالح الفيفا والاتحاد البرازيلى لكرة القدم مقابل إقامة اللقاء وأشار جارسيا فى تقريره إلى أن «المعلومات التى حصل عليها تؤكد أن المبلغ المدفوع ليس مرتفعا كما أشيع، ولكنه فى النهاية يثير تساؤلات حول الأهداف والمكاسب المنتظرة من دفع هذه الأموال». وألمح المحقق الأمريكى إلى دور شركة «وورلد ايليفن» المنظمة لمباريات المنتخب الأرجنتينى، وقال جارسيا فى تقريره: «الشركة السويسرية المنظمة لمباراة البرازيلوالأرجنتين حولت مليونى دولار لصالح شركة ورلد ايليفن مقابل موافقة الاتحاد الأرجنتينى لكرة القدم على المشاركة فى المباراة، ولم يصل إلى الأرجنتين من هذا المبلغ سوى مليون دولار فقط..! ** أين ذهب مبلغ المليون دولار المفقود؟ وإلى أين تمضى بطولة كأس العالم فى 2022؟ هل تسحب من قطر؟ وهل يتحمل «فيفا» المشكلات القانونية التى سوف تترتب على هذا السحب؟ هل يمكن أصلا سحب البطولة بدون أدلة دامغة واستنادًا على شبهات فى المضمون وليس الشكل؟!