محافظ الغربية فى حوار ل«الشروق»: لا أحد فوق القانون.. وأحلنا 17 قضية فساد للنيابة

• المشروعات الاستثمارية بالمحافظة ستوفر 50 ألف فرصة عمل للشباب
• الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وقيادات الكنيسة تتمتع بحس وطنى ويعلمون أننا فى خندق واحد
• يكفى المحافظة فخرا أنها أخرجت محمد صلاح ومحمد الننى
• مستمرون فى مواجهة التعديات على أراضى الدولة وأزلنا 3294 حالة على 237 فدانا
• عدم وجود ظهير صحراوى يضاعف حجم مشكلة الإسكان بالمحافظة
• كثافة الفصول من أكبر مشاكل التعليم.. ومواطنون تبرعوا بأراضٍ ب500 مليون جنيه لإنشاء مدارس جديدة
• أنفقنا 204 ملايين جنيه لتطوير المستشفيات.. ولا تهاون فى عقاب المقصرين
• لن يغمض لنا جفن لحل مشكلة صناعة الغزل والنسيج.. والغربية ستكون أول محافظة خالية من العشوائيات
• «التنظيم والإدارة» سبب عدم تنفيذ قرار تثبيت المعلمين
قال اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، إنه تم إزالة 3294 حالة تعد على أراضى الدولة بالمحافظة بمساحة 237 فدانا، بينها 173 فدانا زراعيا، والباقى مبانٍ لمواطنين على أراضى الأوقاف والرى والآثار والبحوث الزراعية وأملاك تابعة للمحافظة.
وأوضح المحافظ، فى حوار مع «الشروق»، أن الغربية من أولى المحافظات التى نفذت تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى بحصر التعديات الواقعة على الأراضى الزراعية، وهى من أقل المحافظات فى التعديات، مشيرا إلى أنه تم فتح أبواب التقنين لأصحاب الاعتداءات التى لا يمكن إزالتها أو إعادة الأرض لزراعتها من جديد تنفيذا لتعليمات الرئيس، على أن يكون هذا التقنين بشروط المحافظة وليس بنظام الأمر الواقع أو لى الذراع، موضحا أن المحافظة تلقت 1793 طلبا للتقنين وهناك زيادة مستمرة فى الطلبات، ويقدم المتعدى طلبا للجنة المشكلة بهذا الشأن ويتم تحديد السعر، كما تم تشكيل لجنة للتظلمات تضم عضو هيئة قضائية لفحص طلبات التظلم من الأسعار، وهناك لوائح لكل من جهات الولاية المتعدى على أراضيها.
وأضاف أن المحافظة مستمرة فى مواجهة التعديات والتصدى لها فى المهد، قبل أن تتحول لتعديات مستقرة ويتعلل أصحابها بوجود عمالة يخشى تشريدها أو سكان دفعوا أموالا كبيرة للحصول على وحدات سكنية، لافتا إلى أنه أصدر تعليمات بالتنبيه على المواطنين عبر وسائل الإعلام ومجالس المدن والقرى بعدم شراء وحدات سكنية أو أراضٍ قبل التأكد من صحة أوراق المالك وحصوله على التراخيص اللازمة وقانونية بناء العقار وملكيتها وعدم اعتداء أصحابها على أراضى الدولة، حتى لا يفاجأ المشترى بعد ذلك بهدم البناء أو استرداد الأرض التى اشتراها ودفع فيها تحويشة عمره وكانت متعديا عليها.
وعن أزمة الإسكان وارتفاع أسعار الوحدات السكنية والأراضى بشكل غير مسبوق بالمحافظة، قال صقر إن محافظة الغربية ليس لها ظهير صحراوى، وهو ما يضاعف من حجم المشكلة، مضيفا أنه تواصل مع رئيس الوزراء لإعادة رسم الحيز العمرانى وإعادة تعديل التصوير الجوى الذى تم فى نهاية الثمانينيات، وذلك بعد عمل رفع مساحى على أرض الواقع للمدن والقرى، فى محاولة للحد من ظاهرة البناء على الأراضى الزراعية، وتابع: «بالفعل تم الانتهاء من الرفع المساحى لمراكز المحافظة، وسيتم وضعها تحت تصرف وزارة الإسكان، لإقرارها وتحديد الارتفاعات والمساحات المحددة وسيتم الإعلان عنها فور اعتمادها، وأعتقد أنها ستحقق انفراجة كبيرة فى أزمة الإسكان».
وحول الأبراج المخالفة التى أصبحت ظاهرة فى كل مراكز المحافظة، أشار المحافظ إلى أننا فى انتظار إقرار مشروع قانون التصالح مع المخالفين، حتى لا نضاعف حجم مشكلة الإسكان بالمحافظة ولا يتهمنا أحد بإهدار الثروة العقارية، مضيفا: «ننتظر ما ستسفر عنه مناقشات مجلس النواب، والشروط التى سيتم إقرارها للتصالح مع المخالفين، وشروط تقنين أوضاعهم، وعلمت أن مشروع القانون يعتبر التعدى على أملاك الدولة جناية وليس جنحة، وبذلك يكون الحبس فيها وجوبيا وتصبح من الجرائم المخلة بالشرف، للحد من الاعتداءات، وفى نفس الوقت يكون القانون حماية لحقوق المواطنين».
وشدد صقر على عدم التستر على الفساد بالمحافظة، موضحا: «أتحدى أن يكون هناك تسترا على فاسد بكل أرجاء المحافظة، ومن يثبت تورطه فى أى قضية فساد يتم إحالته فورا للنيابة العامة، وهناك تنسيق تام بين كل الجهات الرقابية، وتتم المتابعة دوريا والمرور المفاجئ على كل المصالح وفحص كل الشكاوى الواردة بدقة، والنزول على أرض الواقع لتحقيقها».
واستطرد المحافظ قائلا: «فى الفترة القليلة الماضية تمكننا من ضبط 17 قضية فساد، وتم إحالة المتهمين للنيابة العامة، ولكن هذا من بين مئات الشكاوى التى ثبتت كيديتها وتصفية حسابات قديمة فيها، وأؤكد أنه لا أحد فوق القانون مهما كان موقعه، لأن مواجهة الفساد والانحرافات أولى خطوات البناء الجادة لهذا البلد الذى عانى ومازال يعانى».
وتحدث المحافظ عن مشاكل التعليم المزمنة بالمحافظة، وقال إن الكثافة الكبيرة للطلاب فى الفصول، من أكبر تلك المشكلات، لافتا إلى أنه وجد تعاونا كبيرا من أبناء المحافظة «الجدعان»، حسب وصفه، والذى بلغ حجم تبرعاتهم بأراضٍ لإنشاء مدارس جديدة أكثر من 500 مليون جنيه.
وأكد صقر أنه تم استلام 101 مدرسة جديدة، وجارٍ العمل ب79 مدرسة أخرى، وطرح 49 مدرسة، بينما يتم تجهيز 19 مدرسة للطرح وتجهيز 19 مدرسة تمهيدا للطرح، وتابع: «نعمل برؤية جديدة للتوسع فى إنشاء المدارس بالقرى والنجوع والتوابع، تخفيفا على الأسر الفقيرة، وسيتم الانتهاء من جميع المدارس خلال عام ونصف العام».
ونفى المحافظ الاتهامات التى تتردد عن التردى الواضح للخدمات الصحية بالمحافظة، مشيرا إلى أن البعض يحب أن يهيل التراب على كل إنجاز وألا يعترف به، ولا شك أن هناك طفرات كبيرة فى مجال الصحة، وهناك أيضا تقصير نسعى لتداركه.
وأضاف: «يكفى أننا أنفقنا نحو 204 ملايين جنيه لتطوير عدد كبير من المستشفيات بمختلف مراكز المحافظة، بينها مستشفيات وصروح كانت متوقفة من 11 عاما، مثل مركز الكبد بالمحلة وغيره من المنشآت الطبية التى تقدم خدمات حقيقية ومتقدمة للمرضى، بالإضافة للتجهيز لإنشاء مستشفى طنطا العام بديلا لمستشفى المنشاوى، بتكلفة 600 مليون جنيه وتم تخصيص 40 مليون جنيه فى الميزانية الحالية، وسيتم وضع حجر الأساس قريبا للبدء فى الإنشاءات، وذلك لخدمة أبناء مدينة طنطا والقرى والمراكز المحيطة بها، وتم هدم جزء من مبنى جراحات اليوم الواحد ومبنى الطوارئ لإنشاء مستشفى عملاق تم رصده وتحديد القيمة الإجمالية للمشروع ب130 مليون جنيه، وسيتم الإسناد لإحدى الشركات العملاقة قريبا والبدء فى الإنشاءات»، مشددا على عدم التهاون فى عقاب المقصرين سواء أطباء أو ممرضين أو مسئولين عن القطاع الطبى.
وعن مستقبل الاستثمار بالمحافظة، لفت صقر إلى النجاح فى طرح المنطقة الاستثمارية على مساحة 34 فدانا بمدينة المحلة، رغم المعوقات العديدة التى نواجهها عند الإقدام على أى عمل، كما توجه مع المستثمر بمشروع المنطقة الاستثمارية بسبرباى لوزارة التموين، لإنهاء كل المعوقات الخاصة بالمشروع، والتى من المنتظر أن توفر آلاف فرص العمل للشباب، فضلا عن البدء فى طرح مشروع المنطقة الصناعية بكتامة، بالتنسيق بين المحافظة ووزارة الصناعة، وهذه المشروعات ستوفر نحو 50 ألف فرصة عمل للشباب من أبناء المحافظة.
وتابع المحافظ: «لن يغمض لنا جفن لحل مشكلة صناعة الغزل والنسيج، لإعادة مدينة المحلة لسابق عصرها، وتم عقد أكثر من ورشة عمل بتوجيهات مباشرة من وزير قطاع الأعمال وجهات استشارية، لعمل دراسات جدوى كبيرة لشركة غزل المحلة، لبحث إمكانية الاستفادة من جميع مقوماتها والأراضى، فضلا عن زراعة القطن مرة أخرى بمساحات كبيرة بدلا من استيراد الغزول بأسعار مرتفعة، وتغيير آليات العمل بالشركة وإعادة تطبيق الدورة الزراعية مرة أخرى حتى يستفيد الفلاح والشركات».
وحول مشروعات الصرف الصحى المتوقفة بالمحافظة، قال صقر إنه أعطى تعليمات صريحة وواضحة بسحب أى عملية من المقاول المتقاعس عن تنفيذها فورا وتطبيق الغرامة عليه، وإسناد المشروعات لشركات أخرى، موضحا: «يوجد بالمحافظة 320 قرية، بينها 121 قرية يوجد بها صرف صحى، وسيتم الانتهاء من مشروعات الصرف داخل 79 قرية العام الحالى، ويتبقى 120 قرية، وهناك قرض صينى قيمته 18 مليار جنيه مناصفة بين محافظتى الغربية والمنوفية، وفور الانتهاء من اعتماده ستنتهى مشكلات الصرف الصحى أوائل 2019، وتوجد طفرة كبيرة فى المشروعات التى تم إنجازها، حيث تم إنجاز 95 مشروع صرف صحى فى 30 عاما، بينما تم إنجاز 90 مشروعا خلال عامين ونصف العام».
وأكد صقر أن الغربية ستكون أول محافظة خالية من العشوائيات، مضيفا أن مشروع منطقة كندلية من المشروعات العملاقة التى تتم لصالح المواطنين، وسيتم إسناده قريبا للبدء فيها بتكلفة 1134 مليون جنيه، كما تم رصد 21 مليون جنيه لمنطقة صندفا بالمحلة ومناطق أبوشاهين وسوق اللبن.
وعن النشاط الرياضى بالمحافظة، قال المحافظ إنه يتم تقديم كل الدعم للأندية ومراكز الشباب، موضحا أنه يساند بقوة فريق نادى طنطا للبقاء فى الدورى الممتاز، كما كان يساند فريق بلدية المحلة للصعود للدورى الممتاز، ولكن خانه التوفيق فى المباراة النهائية أمام نادى الرجاء، فضلا عن توفير الدعم لنادى غزل المحلة للعودة للأضواء، وتابع: «يكفى المحافظة فخرا أنها أخرجت أبطالا عالميين أمثال محمد صلاح ومحمد الننى».
وتحدث صقر عن مشكلة المعلمين الذين لم ينفذ قرار تثبيتهم حتى الآن، كاشفا أن الأمر يتعلق بالتنظيم والإدارة، وأضاف: «أنا مشفق على هؤلاء الشباب، وخاطبت الجهات المسئولة أكثر من مرة لإنهاء إجراءات التعيين لأنهم أصحاب أسر ومن حقهم التثبيت، وناقشت الأمر مع وكيل وزارة التربية والتعليم، وعلمت أن الأمر يخص تدبير درجات وظيفية، والمسئول عن ذلك التنظيم والإدارة لقلة هذه الدرجات بالمحافظة».
وعن التنسيق الأمنى لمواجهة الإرهاب، والتى تضررت منه مدينة طنطا أخيرا، قال المحافظ إن هناك تنسيقا تاما مع مدير الأمن ومسئولى الأمن الوطنى، وتأمين كل الكنائس والمساجد بالمحافظة، مضيفا أن الإرهاب لا دين ولا وطن له ويلفظ أنفاسه الأخيرة.
وأوضح صقر أن العمليات الاخيرة استهدفت الجنود الآمنين بمركز تدريب الشرطة، والأقباط بكنيسة مارجرجس، ومع ذلك فإن علاقتنا بالأقباط على أعظم ما يكون، وقيادات الكنيسة تتمتع بحس وطنى عظيم ويعملون بإخلاص معنا من أجل هذا الوطن ويعلمون أننا فى خندق واحد، وهناك تواصل شبه دائم مع الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها.
وتابع: «لا يوجد فى المحافظة مسلم ومسيحى، ولكن يوجد مصريون متلاحمون، وظهر ذلك واضحا فى شهر رمضان، حيث أقام مسيحيون ولائم إفطار لإخوانهم المسلمين»، مشيرا إلى أن وعى المواطنين ارتفع بشكل كبير، وكل الأحداث الأخيرة زادتهم صلابة ويقينا من شجاعة جنودنا وتضحيتهم من أجل استقرار الوطن، كما ظهر جليا للناس جميعا كذب أدعياء الدين وأنهم طلاب سلطة ولا يعرفون عن الدين السمح شيئا.