«الباتيناج» فى التحرير.. شباب يقاومون الروتين

ليس من باب التقليد الأعمى إنما محاولة للتمرد على روتين الحياة اليومية والتخفيف من وطأة المعيشة.. ربما هو المنهج الذى تبناه عدد من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين عاما، قرروا ممارسة رياضة «التزحلق» أو ركوب «الباتيناج»، بعد غروب الشمس على مقربة من ميدان التحرير.
على بعد أمتار قليلة من مبنى مجمع التحرير بوسط العاصمة، ظهر أحمد عمر بوجه مبتسم تبدو عليه الحيوية والانطلاق بعد ارتدائه «الاسكيترز»، والتجول برفقة مجموعة من الشباب.
يروى الشاب تجربته مع رياضة «الباتيناج»، فيقول «تعلمت السير بواسطة الحذاء المتحرك فى 2014 واتخذت من هذا الأمر هواية لى وصحيح كانت أعدادنا قليلة فى البداية ولكن مع مرور الوقت توافد العشرات على الباحة الرئيسية للميدان ووصلنا للمئات وكأنها عدوى إيجابية تنتشر بين من يفضلون قضاء جزء من اوقاتهم فى هذا المكان بوسط البلد».
طبيعة الشوارع فى مصر لا تسمح للصغار بلعب كرة القدم فما بالك ب«الباتيناج»، هكذا كان حديث محمد جمال صاحب البشرة السمراء، مؤسس جروب للتواصل مع رواد التزحلق على الطرق عبر شبكة «فيسبوك»، يقول «أردنا تقنين الوضع واخترنا مجمع التحرير لممارسة تلك الهواية باعتباره ملتقى لكل فئات وأطياف الشباب من جميع الطبقات إضافة إلى أن المكان له رمزية خاصة منذ ثورة 25 يناير وبالتالى حاولنا نشر ثقافة الباتيناج والتزحلق لأكبر عدد ممكن».
وفيما يبدو أن الأزمة الاقتصادية التى صاحبت تعويم الجنيه المصرى طالت هذه الشريحة أيضا، حيث تقول سمر إحدى المترددات على مجمع التحرير للتزحلق إنها واجهت معاناة من أجل شراء «الاسكيترز»، موضحة: «بعد تعويم الجنيه تراوح ثمن الحذاء ما بين 2500و 3000 جنيه وهو مبلغ كبير ما أدى بدوره إلى انحسار ممارسة تلك الرياضة على فئة محدودة فمن قرر المجازفة بشراء أحذية الباتيناج غير الأصلية والأقل سعر قد يتعرض لإصابات خطيرة أثناء سيره على الأرض».
يشير أحمد عمر إلى أن هذه المجموعة وضعت قواعد معينة عبر الإنترنت لكل من أراد المشاركة فى اللعبة، لافتا إلى أنهم نظموا عدة فعاليات فى مناطق متفرقة سواء فى مدينة نصر أو مصر الجديدة أو التجمع الخامس كذلك ما تشاهدونه عبر ساحة مجمع التحرير، وهو المكان الرئيسى لهم.
وتأمل المجموعة فى التواصل مع مسئولى وزارة الشباب والرياضة لتوسيع قاعدة انتشار لعبة الباتيناج فى مصر على غرار ماراثون الدراجات وغيرها من الرياضات المختلفة، فمثل هذه الهوايات الترفيهية باتت ملاذا آمنا للشباب للتخلص من الطاقة السلبية الكامنة بداخلهم.