قالت صحيفة «جارديان» البريطانية فى مقال افتتاحى اليوم حول الهجوم الأخير بالأسلحة الكيميائية فى محافظة إدلب السورية، إن صور الجرحى والأطفال القتلى أصبحت للأسف واقعا يوميا فى سوريا، ولكن هجوم أمس، على مناطق سيطرة المعارضة فى محافظة إدلب أثار ردود فعل دولية. وذكرت الصحيفة أن الهجوم استهدف، فى ما يبدو، بغاز السارين منطقة لجأ إليها آلاف الهاربين من المعارك، ثم منشآت استشفائية قريبة منها، وأن سفير بريطانيا فى الأممالمتحدة وصفه بأنه يحمل جميع علامات النظام السورى. وتضيف الصحيفة أن النظام السورى ينفى ضلوعه فى الهجوم، لكن الأدلة المتوفرة حتى الآن تؤكد أنه المسئول عن الهجوم لأن غاز السارين ليس من السهل إنتاجه. مشيرة إلى أن الرئيس السورى بشار الأسد وافق فى عام 2013 على التخلص من مخزون غاز السارين الذى لديه، تحت التهديد بغارات جوية أمريكية، عقب هجوم كيميائى على غوطة دمشق أسفر عن مقتل 1300 شخص. وتقول الجارديان إن «البعض ربط بين الهجوم بالأسلحة الكيميائية الفتاكة والتحول فى السياسة الأمريكية تجاه سوريا»، إذا قال وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون الأسبوع الماضى إن مستقبل الأسد إنما هو مسألة تخص الشعب السورى، كما قالت السفيرة الأمريكية فى الأممالمتحدة، نيكى هالى، إن إسقاط الأسد لم يعد أولوية بالنسبة لنا. وبحسب الصحيفة فإن هذه التصريحات عززت يقين النظام بأنه يمكن أن يواصل ارتكاب جرائم الحرب، دون أن يلحقه عقاب، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال أثناء حملة الانتخابات الرئاسية إن مستقبل الأسد بالنسبة له يأتى فى الأهمية بعد القضاء على تنظيم «داعش». وتختم الصحيفة بالتأكيد على أنه «إذا لم يتوقف الجناة، فإنه ينبغى بذل الجهود من أجل ضمان أن يحالوا إلى القضاء».