كثيرا ما يكرس الوالدين وبالأخص الأم حياتها واهتمامها بأبنائهم فتتفرغ لهم وتتفاني ببذل مجهود كبير معهم في كل شيء يخص تربيتهم وجعلهم الأفضل دوما. في المقابل يطلب الوالدين من الأبناء التفوق خلقا وعلما الأمر الذي ربما يصل إلى حد المثالية في بعض الأحيان، ما يشكل ضغوطا نفسية على الأبناء خلال محاولتهم تحقيق الصورة المثالية المرجوة. تقول الدكتورة غادة حشاد الاستشارية التربوية والأسرية إن "الضغط دائما على الأبناء طلبا للمثالية في كل قول أو عمل، والمحاسبة على ذلك باستمرار وتذكيره دوما بأنك لم تقصر معه، أو أن تقارنه بمن حوله ممن يتميزون عليه، وأن تنقد أدائه أو نتيجة أفعاله باستمرار ولو بأسلوب مهذب، فأنت تدفعه بذلك للشعور بالدونية ولضعف تقديره لذاته وعدم ثقته بنفسه والشعور الدائم بتأنيب الضمير وجلد الذات وقد تصل لاحتقاره لذاته". وتضيف حشاد أن الرغبة في الوصول للمثالية في كل شيء ليست مرفوضة ولكن المرفوض هو حسابنا لأبنائنا على عدم تحقيقها. والسؤال الآن كيف نعالج الأثر النفسي الذي يتعرض له أبنائنا نتيجة الضغط عليهم طوال الوقت نفسياً للوصول للمثالية. تري الدكتورة غادة حشاد أن علاج الإحساس بعدم الرضا عن الذات أو عدم استحقاق الأفضل لأني لست على قدر المسؤولية سواء للأبناء أو الآباء يتخلص في النقاط التالية: - أن نستشعر نعم الله علينا ونعددها قدر استطاعتنا ونحمده عليها ليل نهار فهذا يجعلنا نستشعر عدم الحرمان من أشياء كثيرة فنعم الله علينا لا تعد ولا تحصى. - معرفة وإدراك أن الرغبة في الوصول للمثالية هي السبب في هذه المشاعر السلبية وتقبلنا لبعض النقص الطبيعي لدينا في أداء أي مهمة لأننا بشر فالمولي عز جل لا يطلب منا أن نكون مثاليين بل يبادر سبحانه بمغرفة ذنب المقصر إذا استغفر وتاب. - الرضا بنتيجة أعمالنا وإنجازاتنا وعدم محاسبة أنفسنا أو أبنائنا على النتيجة أبدا بل محاسبتهم على الأداء هل كان جيدا أم لا. - تقبل النفس ومستوى أداء اي مهمة مع بذل أقصى مجهود وعدم التقصير في الأداء. - غالبا هذه الشخصيات دائمة اللوم لنفسها تعاني من الحساسية الشديدة وتضخيم المشاعر فلابد أن نضع كل حدث وشعور في حجمه الصحيح. - لابد من عدم الاستجابة لمشاعر الإحباط المستمر والإحساس بالدونية وعدم احترام الذات بل يجب أن يغير الإنسان ما يشعر به فورا وأن يشغل نفسه بشيء آخر.