تقدمت اللجنة الأولمبية الدولية، اليوم الخميس، بخطط لإقامة نظام مستقل لاختبارات مكافحة المنشطات في أعقاب فضيحة المنشطات التي ضربت الرياضة الروسية مؤخرا. ومن المقرر أن تخضع الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) لإجراء إصلاحات في ظل سعي اللجنة الأولمبية الدولية للقضاء على التلاعب في اختبارات تناول المنشطات.
واتهم تقرير لوادا العام الماضي أكثر من ألف رياضي روسي بتناول المنشطات بشكل ممنهج وبرعاية الدولة، حيث تم التلاعب بعدد من نتائج العينات الإيجابية لتناول المنشطات خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت بمنتجع سوتشي الروسي عام .2014
وعقب انتهاء اليوم الأول من اجتماعات المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، التي تستمر لمدة يومين بمدينة بيونجتشانج الكورية الجنوبية، التي ستستضيف الأولمبياد الشتوي العام القادم، أصدرت الهيئة الرياضية العالمية الأقوى بيانا يضع الخطوط العريضة للتغييرات المقترحة في معركة مكافحة المنشطات.
وتعتزم اللجنة الأولمبية الدولية إنشاء هيئة اختبار مستقلة (آي تي أيه) للعمل مع الاتحادات الرياضية من أجل تطوير خطط اختبار مكافحة المنشطات، التي سوف تتضمن إجراء حد أدنى من الاختبارات لكل رياضي.
وذكر بيان اللجنة "إن هذا العدد سوف يتحلى بالشفافية لكل لاعب في تخصصه الرياضي. ولن يكون بمقدور أي رياضي المشاركة في بطولات العالم أو دورات الألعاب الأولمبية حال عدم خضوعه للحد الأدنى من مستوى الاختبار".
ويضم مجلس هيئة الاختبار المستقلة (آي تي أيه) ممثلين عن السلطات العامة، والحركة الأولمبية ووادا، فضلا عن ممثلين رياضيين منتخبين.
وكما كان متوقعا، أعربت اللجنة الأولمبية الدولية عن رغبتها أيضا في أن يتم معاقبة من يثبت إدانته بتناول المنشطات من قبل محكمة التحكيم الرياضية الدولية (كاس) بشكل مباشر، والتي يتم اللجوء إليها حاليا عند تقدم أي رياضي باستئناف ضد العقوبة الأولية الموقعة عليه من اتحاده الرياضي الوطني.
وتهدف إصلاحات وادا المقترحة، التي تتضمن ضمان تولي رئيس محايد لمقاليد الأمور في الوكالة وإجراء انتخابات للتمثيل الرياضي بها، إلى تعزيز عملها في مقاومة أكبر آفة رياضية.
وأوضح بيان اللجنة الأولمبية الدولية "ينبغي أن تتسم وادا بالاستقلالية خلال تعاملها مع جميع الهيئات الرياضية والمصالح القومية".
أضاف البيان "إن هذا أمرا ضروريا لأنه حتى إذا وقع تضارب في المصالح فإنه يمكن أن يشكل ذلك ضررا لمصداقية نظام مكافحة المنشطات".
من ناحية أخرى، تم الإعلان عن دعوة وجهها الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، للمحامي الكندي ريتشارد مكلارين، المحقق المستقل الذي كتب تقارير وادا الخاصة بفضيحة المنشطات الروسية، لللحضور إلى مقر اللجنة بمدينة لوزان السويسرية لإجراء محادثات.
ومازال هناك خلاف دائر بين اللجنة ونشطاء مكافحة المنشطات، الذين دعوا إلى فرض حظر شامل على الرياضيين الروس خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية الصيف الماضي.
وكانت اللجنة قد تركت اتخاذ قرار مشاركة الرياضيين الروس في الدورة للهيئات الرياضية بشكل منفرد.
وحتى الآن لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن المشاركة الروسية في بيونجتشانج، كما ينتظر مسؤولو اللجنة الأولمبية الدولية تقاريرا في الأشهر القادمة حول كيفية إحراز روسيا تقدما في تعهداتها بتطهير نظام مكافحة المنشطات لديها.
واطلع المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية اليوم أيضا على آخر استعدادات بيونجتشانج لاستضافة الأولمبياد الشتوي العام المقبل، وكذلك تحضيرات العاصمة الصينية بكين لتنظيم الدورة ذاتها عام 2022، فيما سيتم الاستماع إلى تقرير عن التقدم الذي تم إحرازه في الإنشاءات الخاصة بأولمبياد طوكيو الصيفي عام 2020 غدا الجمعة.