على طريق متعرج باتجاه مجمع السلطان الأشرف قايتباى بوسط القاهرة تزين الرسوم الكارتونية المتنوعة التى أخذت طابعا غربيا بعض الشىء، الجدران المؤدية للمجمع، لتكون موضع أنظار المارة القادمين والراحلين من وإلى مسجد ومدرسة السلطان الأشرف قايتباى. لكن هذا المشهد سبقه احتشاد مجموعة من الرسامين القادمين من مختلف الدول الغربية، تحول على أيديهم المشروع الذى يقوم الاتحاد الأوربى على تنفيذه، فى وقت قصيرة من مجرد مشروع للحفاظ على المجمع، ليصبح مبادرة لدعوة الفنانين حول العالم للتعرف على المنطقة والمجمع الذى يأخذ مكانا مهما ضمن قائمة مواقع التراث العالمى الخاصة بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وعلى الرغم من أن هؤلاء الفنانين بدوا أول الأمر، فى نظر سكان المنطقة كمجموعة من الأشخاص غريبى الأطوار، الذين أتوا لأداء شىء غير معتاد، لكن عندما عملوا فى الشارع كانت تأتيهم باستمرار أكواب الشاى والكعك المصنوع فى المنازل، مع إبداء مبادرات المساعدة بأى طريقة ممكنة». «الفنانون قالوا لنا هنرسم ديكور عشان خاطر تنشيط السياحة، قلنا لهم ارسمو، وللحقيقة هما قاموا بتنضيف المكان وعملوا حاجات حلوة للأطفال»، يقول سامح صاحب أحد الأكشاك المجاورة للمجمع، وحوله أولاد من أهل المنطقة يلعبون كرة القدم، بجوار أحد الجدران المزينة برسم للفأر الكارتونى (فرانكى)، وهو يمسك بسلسلة حديدية فى نهايتها طوق حول رقبة قط فرعونى.. وأضفت الأعمال الفنية المعاصرة روحا جديدة مفعمة بالحياة والألوان الزاهية على لمنطقة المعروفة باسم «قرافة (مقابر) المماليك» التى كان يغطيها اللون الرمادى فى السابق. وهذه الأعمال جزء من مشروع قائم ترأسه المهندسة المعمارية البولندية أنيسكا دوبروفولسكا ويحمل عنوان «الداخل الخارجى: فن الإدماج». وطبقا لما ذكرته دوبروفولسكا لرويترز فإن ما يستهدفونه هو خلط التراث القديم وعادات هذا المكان على وجه الخصوص بفن معاصر خلاق ومع مناسبات ثقافية متنوعة لتعزيز التنوع.