قال أمير الصراف، الباحث في شؤون الصعيد ومؤسس الحملة الشعبية لفتح متحف نجع حمادي الإقليمي «افتحوا متحف الأمير يوسف كمال في نجع حمادي» إن وزارة الآثار ليست المسئولة وحدها عن التقصير في حماية المقابر الصخرية بالمنطقة الجبلية المتاخمة لقرية «حمرة الدوم» شمال قنا، والتي تعود إلى عصر الأسرة السادسة من الدولة القديمة في الحقبة الفرعونية. وأضاف، أن المقابر تعرضت في فترات متفاوتة لعمليات تنقيب ونهب لمحتوياتها بسبب وعورة المنطقة الجبلية الموجودة بها المقابر وصعوبة تأمينها من قبل وزارة الداخلية، مما جعلها عرضة للسرقة والعبث، مبينًا أن المنطقة لم تكن آمنة لعمل الفرق الفنية في وزارة الآثار ومباشرة أعمالها في التنقيب وتأريخ المقابر الصخرية المنحوتة في قلب جبل الطارف شرق مدينة نجع حمادي في الماضي، وهو ما يفسر العثور على بعض محتويات حمرة دوم تالفة حيث عُثر على مومياوات تماسيح تالفة مما يؤكد العبث بها. وكان عدد من مفتشي آثار نجع حمادي قد اكتشفوا مقبرة فرعونية أثناء مرورهم بجبل "الطارف" المجاور لقرية حمرة الدوم بمدينة نجع حمادي، عن طريق الصدفة، بعدما عثروا على قطع من الكتان والأقمشة الفرعونية الممزقة، فتتبعوا تلك القطع التي قادتهم إلى خبيئة في أعلى الجبل مليئة بالتماسيح المحنطة وبعض جماجم الحيوانات و6 غرف عثر بداخلها تمساح بطول 4 أمتار وتمساحين بطول 120 سم وعدد من المومياوات مختلفة الآطوال والآحجام والأواني الفخارية، وذلك بحسب ما صرح به مسئولي منطقة أثار نجع حمادي، وهو ما فسر من قبل بعض المتخصصين بأنه من الممكن أن تكون المقبرة نبشت وتم دخولها من قبل اللصوص قبل أكتشافها من قبل وزارة الآثار. وأوضح الباحث في شؤون الصعيد، أن المنطقة الواقعة فيها المقابر الصخرية الفرعونية ومنها مقبرتي النبيلين «ثاوتي» و«أيدو»، تعاني من تبعيات تهميش محافظات الصعيد وغياب التنمية الحقيقية، وندرة فرص العمل واستغراقها في عادة الثأر والخصومات الثأرية المتتابعة وما يتبع ذلك من اقتناء الأسلحة النارية الغير مرخصة. وأضاف: أن الحملة الشعبية لفتح متحف نجع حمادي الإقليمي خاطبت وزارة الآثار وأعلنت في وسائل الإعلام عن خطتها لوضع مدينة نجع حمادي على الخريطة السياحية، من خلال خريطة سياحية للمناطق والمواقع الأثرية تكون متاحة لزيارة الوفود الأجنبية الزائرة للمنطقة. وتابع الصراف، أن هذه الخريطة شملت متحف الأمير يوسف كمال بمدينة نجع حمادي، والمساجد العمرية في قريتي «هو» و«بهجورة» ومسجد الأمير همام بن يوسف أو شيخ العرب همام وقلعته الحربية في مركز فرشوط، وأديرة «الأنبا بضابا» و«الأنبا بلامون» ومقابر قرية «حمرة الدوم» الصخرية، وذلك لإيجاد تنوعًا لدى السياح وإبراز آثار الحقب التاريخية المختلفة في المنطقة، وأن مقترحات الحملة لم تجد جدية في تنفيذها من وزارة الآثار، رغم موافقة الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار السابق على فتح متحف نجع حمادي الإقليمي، غير أن نقص الاعتمادات المالية في الوزارة أجلت تنفيذ المشروع. وأورد، أن تنفيذ مشروع الخريطة السياحية المقترحة من الحملة الشعبية لفتح متحف نجع حمادي الإقليمي مدخل حقيقي وجاد للتنمية الاقتصادية والثقافية في المنطقة ويتواكب مع اتجاهات الدولة المصرية في تنمية محافظات الصعيد، وقال «تغير التركيبة المعيشية وإحلال التجديد الثقافي مرهون بتنمية الواقع الاقتصادي في أي مكان».. موضحًا أن منطقة حمرة الدوم لو وجدت تنمية حقيقة ما كانت تتحول إلى بؤرة ملتهبة وغير آمنة.