المرصد: الهدنة صامدة رغم الخروقات فى «وادى بردى» و«ريف حماة».. وأنقرة: غارات روسية تستهدف «داعش» فى محيط الباب واجه اتفاق وقف إطلاق النار فى سوريا الذى ترعاه روسيا وتركيا، أمس، بداية هشة بعد عدة ساعات من دخوله حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس الجمعة، حيث اندلعت بين مقاتلى المعارضة وقوات النظام على عدة جبهات، من أبرزها منطقة وادى بردى قرب العاصمة دمشق وريف حماة، فيما تسعى الهدنة التى تستثنى بشكل رئيسى تنظيم «داعش» إلى التمهيد لتسوية سياسية للنزاع المستمر فى البلاد منذ نحو ست سنوات. وأكد المرصد السورى لحقوق الإنسان بعد أكثر من ساعتين من بدء وقف إطلاق النار استمرار الهدنة فى معظم المناطق السورية، مؤكدا أنها لاتزال صامدة، مشيرا إلى خرق رئيسى تم رصده فى ريف حماة الشمالى حيث هاجمت فصائل إسلامية محلية مواقع لقوات النظام قرب بلدة محردة المسيحية. وأشار المرصد إلى معارك عنيفة بين الطرفين أجبرت قوات النظام على الانسحاب من تلة كانت تحت سيطرتها قرب محردة. وقال مدير المرصد رامى عبدالرحمن إن «ثمة فصائل صغيرة مقاتلة وأخرى موالية للنظام تسعى إلى إفشال وقف إطلاق النار لأن من شأن استمراره أن يقضى على وجودها». وكان عبدالرحمن تحدث عن هدوء «قبل ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ فى كل الجبهات فى سوريا باستثناء سقوط قذائف عدة فى مدينة حلب (شمال) وقذيفتين فى ضواحى دمشق». وأكد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية توقف الغارات والقصف المدفعى فى الغوطة الشرقية بريف دمشق مع سريان الهدنة، كما لم يسمع دوى أى غارات أو قصف أو اشتباكات فى دمشق وإدلب منذ سريان الهدنة. من جانبه، قال مسئول من جماعة جيش النصر المعارضة، إنه «كان هناك قصف خلال الليل لكنه توقف الجمعة» مشيرا إلى أن «الوضع جيد حتى الآن»، حسب رويترز. إلى ذلك، اندلعت اشتباكات ظهر أمس فى منطقة وادى بردى شمال غرب العاصمة السورية دمشق حسبما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن «الاشتباكات يرافقها قصف مروحى لقوات النظام على مواقع الفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)»، موضحا «لم يعرف الطرف المسئول عن اندلاع تلك الاشتباكات التى تعد خرقا لوقف إطلاق النار». وقال أحد السكان فى منطقة قريبة من الاشتباكات «كانت أصوات القصف قوية جدا خلال الصباح، وقد ارتج المنزل أكثر من مرة على وقعها»، مضيفا «كنت متفائلا بالهدنة لكن الوضع اليوم يشبه وضع الأمس، لم يختلف الكثير». وتعد منطقة وادى بردى وعين الفيجة المصدر الأساسى للمياه التى تغذى دمشق. وبدأت قوات النظام السورى الاسبوع الماضى هجوما عسكريا على المنطقة بهدف السيطرة عليها. فى سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف أن وقف إطلاق النار الشامل الذى تم التوصل إليه فى سوريا بموجب اتفاق روسى تركى هو «إنجاز كبير»، داعيا إلى «استغلال هذه الفرصة لاقتلاع جذور الإرهاب»، حسبما أوردت وكالة «ارنا» الرسمية الإيرانية. إلى ذلك، أفاد بيان للجيش التركى، أمس، إن الطيران الروسى شن ثلاث ضربات جوية على تنظيم «داعش» داخل وجنوب بلدة الباب السورية فى الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما أسفر عن مقتل 12 من مقاتلى التنظيم الإرهابى. يشار إلى أن التوصل إلى الاتفاق وقف إطلاق النار فى سوريا، جاء فى ضوء التقارب الأخير بين موسكو حليفة دمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وهو أول اتفاق برعاية تركية، بعدما كانت الولاياتالمتحدة هى شريكة روسيا فى اتفاقات هدنة مماثلة تم التوصل اليها سابقا لكنها لم تصمد.