- السلطات الألمانية تواجه انتقادات داخلية.. والشعبويون الأوروبيون يواصلون استغلال الحادث للهجوم على سياسات ميركل فيما أعيد اليوم فتح سوق الميلاد فى برلين بعد أكثر من يومين على الاعتداء الذى شهده مساء الإثنين حين سقط 12 قتيلا دهسا بشاحنة، واصلت الحركات الشعبوية الأوروبية والألمانية استغلالها للحادث، شانيين هجوما عنيفا ضد سياسة الهجرة التى تنتهجها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. تزامن ذلك مع استمرار السلطات الألمانية التحقيق فى الحادث. وأمس أعلنت شركتا «شوستيلفبرفاند» و«ايه جى سيتى» المكلفتان إدارة السوق فى بيان، إنه «رغم الأحداث المأساوية» أعيد السوق الواقعة فى وسط بعدما قامت الشرطة بتمشيط المكان. موضحة أن القرار «اتخذ بتنسيق وثيق» مع السلطات مضيفة أنه احتراما لذكرى الضحايا ستوقف الموسيقى والإنارة. وسيتم وضع لوحتين تذكاريتين عن أرواح الضحايا بحسب البيان، مضيفا أن قرار إعادة فتح السوق «لم يكن سهلا فى مثل هذا الوضع». إلى ذلك واصل الشعبويون هجومهم على ميركل، واعتبر «بطل» بريكست والزعيم السابق لحزب «استقلال المملكة المتحدة» نايجل فاراج «اعتداء الشاحنة» عملا «غير مفاجئ» ووصفه بأنه «جزء من إرث» ميركل. وقال عبر إذاعة «إل بى سى» إن «ميركل مسئولة مباشرة عن عدة مشكلات على صلة بالإرهاب فى ألمانيا، حان الوقت لقول ذلك». وفى ألمانيا، أصبح على ميركل مواجهة الجدل حول الخلل فى عمل السلطات على مختلف المستويات بشأن مراقبى المشتبه به الرئيسى الذى تبحث عنه كل الأجهزة الأمنية فى البلاد، وقال ستيفان ماير، المسئول فى حزب المستشارة الألمانية، إن قضية العامرى تؤكد «الثغرات فى النظام القائم كما لو أننا ننظر إليه بمكبر». فيما قال ارمين لاشيت، أحد مسئولى الاتحاد الديموقراطى المسيحى فى حزب ميركل: «ليس هذه هى الطريقة لضمان أمن المانى»، مضيفا فى تصريحات للإذاعة العامة: «المعلومات التى لدينا عن الطريقة التى عملت بها السلطات تشكل صدمة». وفى فرنسا، «قال نائب رئيسة الجبهة الوطنية فلوريان فيليبو إن المستشارة مسئولة عن «تنظيم الفوضى لأن جلب 1,5 مليون لاجئ خلال أكثر من سنة عمل غير مسئول فى حين أننا نعرف أن داعش يدس إرهابيين إسلاميين بين المهاجرين». ونشرت النيابة الألمانية أمس الأول اسم مشتبه به فى اعتداء برلين هو تونسى يدعى أنيس العامرى معروف لدى الشرطة لصلته بالسلفيين. وقال النائب الألمانى الخبير فى شؤون الأمن ستيفان ماير، إن الرجل وصل إلى ألمانيا عن طريق إيطاليا مستفيدا من أزمة الهجرة التى دخل خلالها 900 ألف مهاجر إلى ألمانيا فى 2015 و300 ألف خلال 2016. وذكر ماثيو جودوين الخبير فى اليمين المتطرف فى مركز «تشاتام هاوس» البريطانى، بأن الهجرة هى من الموضوعات المفضلة لدى اليمين المتطرف الأوروبى، موضحا أنهم «باتوا اليوم يربطون أكثر فأكثر ما بين أزمة الهجرة والمخاطر الأمنية». وأضاف أن اعتداء مثل اعتداء برلين «يمثل فرصة من ذهب لكسب الأصوات» بالنسبة لهم. بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. من جهته، لم يتردد النائب الهولندى جيرت فيلدرز فى اتهام القادة الأوروبيين بأنهم فتحوا الأبواب «بجبن» أمام المهاجرين. وقال زعيم حزب «الحرية» المعروف بمعاداته للإسلام، إن «ميركل ورئيس وزراء هولندا مارك روتى وسائر القادة الأوروبيين سمحوا بجبن (سياستهم) للإرهاب الإسلامى (بالوجود) وبسيل من طلبات اللجوء جراء سياسات الحدود المفتوحة التى اتبعوها».