أحمد حسام ميدو أصغر مدير فني يفوز ببطولة مع فريقه في مصر بعد التتويج بكأس مصر مع الزمالك في 2014 عندما كان يبلغ 31 ربيعاً، 6 أشهر قضاهم العالمي لتدريب القلعة البيضاء منذ يناير إلى يوليو من نفس العام، بداية موفقه وعدد كبير من العروض تلقاها قبل وبعد إنهاء فترة خدمته الأولى مع الفرسان. تباينت الأراء حول قدرات ميدو كمدير فني وإذا كانت بدايته مع أحد قطبي الكرة المصرية تكفي لإكتساب الخبرة التي تجعله يقود أي فريق ويكون قائد وملهم للاعبيه رغم صغر سنه وقلة خبراته التدريبية. فكان هناك من يرى أن مشواره بالملاعب الأوروبية ولعبه لصفوف اياكس الهولندي ومرسيليا الفرنسي ورما الإيطالي وتوتنهام الإنجليزي، كافية ليطبق فكرة في عالم الساحرة المستديرة داخل المستطيل الأخضر كمدير فني، وأخرون كان لهم وجهة نظر بأنه لم يعمل تحت قيادة مدرب ينقل له خبراته بطريقة صحيحة ليكون له أحتكاك بالمنصب ومعرفة الصعوبات التي ستواجهه. مع بداية موسم 2015/2016 تولى ميدو الإدارة الفنية لفريق الإسماعيلي، أحد الأندية الجماهيرية القليلة بالدوري الممتاز، مدرب يبلغ 32 عام ويشرف على لاعبين أكبر منه سناً ولهم مكانتهم داخل الفريق مثل حسني عبدربه الذي أستبعده كأساسي وأجلسه على مقاعد البدلاء لتبدأ المشاكل تطفو على السطح وتنزر برحيل مبكر عن الفريق وهذا ما حدث في ديسمبر عقب 5 أشهر مع الدراويش. تلا ذلك عودة ميدو لقيادة الزمالك بمعاونة حازم إمام، ولم يمر سوى شهر واحد حتى تمت إقالته بعد الخسارة أمام الأهلي 2-0 بالدوري وحدوث مشادة بينه وبين رئيس القلعة البيضاء، ليعود العالمي مرة أخرى للعمل كمحلل فني للدوري الإنجليزي لبين سبورت. منتصف 2016 تم تعيين ميدو كمستشار فني لنادي ليرس البلجيكي، وفي نوفمبر الماض أنتقل ليصبح المدير الفني لوادي دجلة خلفاً للفرنسي باتريس كارتيرون، وقادهم خلال 7 مباريات بمسابقة الدوري الممتاز، وحقق فوز عريض خلال أول مباراة أمام إنبي بنتيجة 4-3 ليعلن البعض أن العالمي عاد وبقوة ليقوم بنقل نوعية في الكرة المصرية. ولم يستمر الفرح كثيراً فعقب تلك المباراة وخلال اللقاءات الست التالية، تعادل في ثلاث وخسر ثلاث، ليحصد 6 نقاط من أصل 21 نقطة، وكانت الطامة الكبرى هي الخسارة في المباراة الأخيرة أمام طنطا الصاعد حديثاً للممتاز بثنائية نظيفة. ميدو ومنذ بدء مشواره التدريبي وحتى يومنا هذا كانت أكبر فترة قضاها في منصب المدير الفني هي 6 أشهر ويبدو أن في حالة عدم قلب نتائجه السيئة مع وادي دجلة وظهور فريقه بشكل مختلف، ستظل تلك الفترة هي الأطول، لأن الخسارة لا تعني سوى الرحيل. فما العائق أمام نجاح ميدو حتى الأن، هل تعاليه عن المباريات هو السبب في الخسارة ومحاولة تطبيق الفكر الأوروبي على حد قوله بما لا يتناسب مع طبيعة الكرة المصرية، أم عدم تلقيه المساعدة من الأجهزة الفنية المعاونة واللاعبين تحت قيادته كما حدث في الإسماعيلي. ولكن من الممكن أن يكون قلة خبرة ميدو هي العامل الأساسي وراء كبواته المتكررة، فبداية أي مدرب تبدأ كمساعد، وليس مدير فني كما فعل ميدو إلا إذا كان عبقري، وعندما نرى أكبر مدربي العالم مثل بيب جوارديولا فقد ظل يعمل لفترة كبيرة كمدير فني لناشئي برشلونة الأسباني قبل أن يحقق الإنجازات المتتالية مع كبار كتالونيا. وكمثال أخر فهناك رايان جيجز نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي لعب تحت قيادة أليكس فيرجسون وعندما بدأ مشواره التدريب كان كمساعد للأجهزة الفنية للشياطين الحمر، والأمثلة كثيرة لبدايات المدربين وكيف حصل على الخبرات والأحتكاك الفني من داخل الملعب، ولكن يبدو أن ميدو لا يريد سوى منصب المدير الفني بدون إعتلاء السلم تدريجياً ومن الممكن أنه بذلك يدق المسمار في نعشه كمدير فني.