انهيار كامل لصفوف المعارضة أمام التقدم السريع لقوات الأسد فى آخر أحياء شرق المدينة.. والجيش يمشط الأحياء المستردة من الفصائل.. وبان كى مون «قلق للغاية» إزاء تقارير عن «فظائع» ارتكبت فى المدينة أوشك الجيش السورى وحلفاؤه، اليوم، على السيطرة على كامل مدينة حلب إثر تقدمات سريعة أحرزها ضد الفصائل المعارضة ما أسفر عن انهيار صفوفها بالكامل، فى وقت عبرت الأممالمتحدة عن قلقها إزاء تقارير عن «فظائع محتملة» ارتكبت فى حق مدنيين فروا إلى مناطق النظام السورى، وبينهم نساء وأطفال. واعتبرت دمشق أن المعركة وصلت إلى «خواتيمها» بعد السيطرة على أكثر من 90% من الأحياء الشرقية. وقال مصدر عسكرى رفيع المستوى ليل أمس لوكالة الصحافة الفرنسية، «لحظات تفصلنا عن الانتصار». مشيرا إلى أن «الجيش لا يزال يمشط أحياء بستان القصر، الكلاسة، الزبدية، العامرية، وتل الزرارير» للتأكد من خلوها من مقاتلى المعارضة. وانسحب مقاتلو المعارضة السورية بعد ظهر أمس من ستة أحياء اخرى كانت لا تزال تحت سيطرتهم، بعد ساعات من استعادة قوات النظام لحى الشيخ سعيد الاستراتيجى جنوب شرق حلب، وحى الصالحين المجاور. وبحسب المرصد السورى، فإن «المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة باتت تقتصر على جزء صغير، ومن الممكن أن تسقط فى أى لحظة». وذلك بعد «انهيار كامل» فى صفوف فصائل المعارضة مع وصول «معركة حلب إلى نهايتها». وتجمع سكان فى القسم الغربى فى المدينة فى الشوارع ليلا على رغم المطر، مرددين هتافات داعمة للرئيس السورى بشار الأسد والجيش. كما سمعت أصوات عيارات نارية تطلق فى الهواء ابتهاجا. إلى ذلك، قال المتحدث باسم الامين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون «يود أن يعرب للأفرقاء المعنيين عن قلقه العميق» إزاء تقارير «لا تقدر الأممالمتحدة على التحقق منها بصورة مستقلة» تتحدث عن فظائع ارتكبت فى الساعات الأخيرة فى حلب بحق «عدد كبير» من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال. وأضاف «الأممالمتحدة تشدد على أن كل الأطراف الموجودة على الأرض من واجبها حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولى الإنسانى وحقوق الإنسان»، معتبرا أن «هذا خصوصا مسئولية الحكومة السورية وحلفائها». بدورهم، قال شهود أمس فى حى المشهد (شرق المدينة)، أحد الحيين الذين لا يزالان مع الفصائل المعارضة، لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحى يشهد اكتظاظا كبيرا بعد نزوح مدنيين من أحياء أخرى إليه مع تقدم الجيش، من دون أن يتمكنوا من إحضار أى شىء معهم من منازلهم. وبين المدنيين الذين لا يعرفون إلى أين سيذهبون، عدد كبير من النساء والأطفال الخائفين الذين يبحثون عما يسد رمقهم. ويقدر المرصد السورى عدد المدنيين الذين فروا من الأحياء الشرقية خلال نحو شهر بأكثر من 130 ألف شخص. وبث التلفزيون السورى مشاهد اليوم تظهر مئات من المدنيين معظمهم من النساء يحملون أطفالهم وحقائبهم وهم يسيرون تحت المطر فى طريق تحيط به أبنية مدمرة بإشراف الجيش. وتسبب هجوم قوات النظام على الأحياء الشرقية الذى بدأ فى منتصف نوفمبر بمقتل 463 مدنيا على الأقل بينهم 62 طفلا، بحسب المرصد، فيما قتل 130 آخرين بينهم 40 طفلا فى الأحياء الغربية جراء قذائف الفصائل. ومن شأن خسارة حلب ان تشكل نكسة كبيرة وربما ضربة قاضية للفصائل المعارضة التى كانت سيطرت على الأحياء الشرقية فى مدينة حلب صيف العام 2012. ويشدد محللون على أن هذا الإنجاز لم يكن ممكنا لولا دعم حليفين رئيسيين للنظام، هما روسيا وإيران. وبالنسبة لقوات المعارضة سيمثل ذلك خسارة فادحة وسيحرمها من أى وجود كبير فى أى مدينة سورية رئيسية. وما زالت المعارضة تسيطر على معظم ريف حلب الغربى ومحافظة إدلب الواقعة أيضا شمال غرب البلاد. ويتزامن تقدم قوات النظام فى حلب مع تراجعها فى وسط البلاد، حيث تمكن تنظيم «داعش» من السيطرة على مدينة تدمر الأثرية فى محافظة حمص بعد ثمانية أشهر على طرده منها بغطاء جوى روسى. وبحسب المرصد، دارت اشتباكات اليوم غرب مدينة تدمر تزامنا مع غارات روسية كثيفة.