رئيس قسم الفيزياء بجامعة كورتلاند معتز إمام: لا أتوقع حصول عالم مهموم ب«لقمة العيش» على جائزة نوبل

- نظام التعليم يقوم على التلقين ولا يشجع الموهوبين ولا يسمح بتكوين العالم المثقف
«البحث العلمى نوع من أنواع العملية الإبداعية، التى تحتاج لرعاية، ولا أتوقع انتاج عالم لأبحاث بحجم جائزة نوبل وهو مهموم بالبحث عن لقمة العيش».. بهذه الكلمات لخص الدكتور معتز إمام، ‬‬‬أستاذ مساعد ورئيس قسم الفيزياء بجامعة ولاية نيويورك كورتلاند‫ بأمريكا وصاحب مدونة (فيزيائى من مصر)، تصوره لمشكلات البحث العلمى فى حواره ل«الشروق».
يرى إمام أن الباحث فى معمله أو عضو هيئة التدريس فى جامعته ليس مجرد موظف يوقع حضورا وانصرافا، وعليه أن يحقق نسبة معينة من الإنتاج آخر كل شهر، وأنه مثل الفنان فى مرسمه يجب إطلاق العنان له لكى يبدع‫، بتوفير الوقت والمناخ الملائمين للبحث العلمى، وإتاحة فرص السفر لحضور مؤتمرات علمية خارج مصر على نفقة الدولة للاتصال بالعلماء بالخارج، وقبل ذلك وضع استراتيجية للبحث العلمى لا يتحكم فيها شخص شخص واحد، وإنما يشترك فيها الجميع، لضمان استمراريتها.. وإلى نص الحوار:
ما الذى يمنع حصول العلماء المصريين على جائزة نوبل؟
لدينا عوائق للوصول إلى نوبل محليا رغم توافر علماء كبار تنشر لهم أبحاث قيمة جدا فى المجلات العلمية العالمية، وأرى أن المشكلة تتلخص فى نظام التعليم لأنه يقوم على التلقين ولا يشجع الموهوبين، ولا يسمح بتكوين العالم المثقف، ولا يهتم بتنمية الطلاب بدراسة الأدب والفن بجانب العلوم، بالإضافة إلى قلة التمويل فلا أتوقع أن يتفرغ الأستاذ فى الجامعات الحكومية لانتاج أبحاث بحجم نوبل وهو مهموم بلقمة عيشه‫.
هل يعتبر الاكتشاف العلمى عن «الحالات غير العادية للمادة» الذى حصل بسببه علماء بريطانيين على جائزة نوبل فى الفيزياء بعيدا عن أبحاثنا فى مصر؟
الاكتشاف يقوم على علم رياضى اسمه ‫«‫الطوبولوجيا‫»‫ أو علم دراسة الأشكال الهندسية المختلفة ‫وعلاقتها ببعض، والعلماء الثلاثة استخدموا الأسس الرياضية للطبولوجيا لدراسة حالات غريبة للمادة‫، ونحن درسنا أن المادة لها 3 حالات‫ «صلبة ‫وسائلة وغازية»، لكن العلم الحديث أثبت أن المادة لها حالات أخرى فى درجات الحرارة المرتفعة جدا ‫(‫مثلما يحدث داخل الشمس‫) وتتغير حالتها عند درجات الحرارة المنخفضة جدا ولا نراها إلا فى المعامل‫، حيث تكتسب خواص هندسية وطوبولوجية قائمة على ميكانيكا الكم، ودراسة هذه الظواهر مهمة جدا فى إشباع فضولنا العلمى وإمكانية تطبيق ذلك فى تكنولوجيات الحواسب الكمية‫.
ولكن هل هناك نماذج ناجحة لعلماء مصريين فى مجال الفيزياء عالميا؟
هناك أبحاث جيدة كثيرة تصدر من مصر والعالم العربى، ومن منطلق اهتمامى بالبحث العلمى فى مجال الفيزياء النظرية، لفت نظرى فى السنوات الأخيرة أبحاث الدكتور أحمد فرج على، من جامعة بنها فى مصر‫، خاصة بحثه الشهير فى موضوع الانفجار العظيم وأصل الكون، وأبحاث الدكتور طارق إبراهيم من جامعة الإسكندرية، علاوة على الأبحاث المتقدمة بمركز الفيزياء الأساسية فى مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا فى مجال الطاقة العالية، حيث يجمع أكبر عدد ممكن من علماء مصر فى مكان واحد، لكنه يحتاج إلى دعم مادى واهتمام حكومى وشعبى.