- الرئيس الأمريكى المنتخب يدافع عن تصرفه.. سيناتور ديمقراطى يدعو إلى المسارعة بتعيين وزير خارجية ذى خبرة.. ودبلوماسى سابق يصف الخطوة بالخطأ الفادح خرق الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، أمس، سياسة دبلوماسية تعتمدها بلاده منذ عقود فى تعاملها مع كل من تايوانوالصين، وذلك من خلال تحدثه هاتفيا مع رئيسة تايوان تساى إينج وين، فى مكالمة وصفتها الصين بأنها «عمل تافه» من قبل الجزيرة. وقال فريق ترامب فى بيان إن الرئيس الأمريكى المنتخب ورئيسة تايوان تطرقا إلى «العلاقات الوطيدة فى مجال الأمن والاقتصاد والسياسية بين تايوانوالولاياتالمتحدة»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقام ترامب الذى يتسلم مهمام منصبه الرئاسى فى 20 يناير المقبل ورئيسة تايوان التى انتخبت فى مايو الماضى بتبادل «التهانى» بحسب ما جاء فى البيان. ودافع الرئيس المنتخب ليل الجمعة فى سلسلة من التغريدات، على المحادثة الهاتفية مع رئيسة تايوان. وكتب ترامب فى تغريدة أولى على تويتر «رئيسة تايوان اتصلت بى اليوم (الجمعة) لتهنئتى على فوزى بالرئاسة.. شكرا!». وأضاف ترامب فى تغريدة ثانية «من المثير كيف أن الولاياتالمتحدةالامريكية تبيع تايوان معدات عسكرية بمليارات الدولارات، وبالمقابل ينبغى على أنا ألا أقبل (بالرد) على اتصال للتهنئة». من جهته، قال مساعد وزير الخارجية السابق لشرق آسيا والمحيط الهادئ كريستوفر هيل فى عهد الرئيس الجمهورى الأسبق جورج بوش انه «خطأ فادح»، منتقدا ميل إدارة ترامب المقبلة إلى «الارتجال». بدوره، كتب السناتور الديموقراطى كريس مورفى فى تغريدة أن «ما حدث فى الساعات ال48 الأخيرة ليس مجرد تطور بل نقاط ارتكاز كبرى فى السياسة الخارجية بدون أى تقديرات مسبقة.. هكذا تبدأ الحروب»، مشددا على ضرورة تعيين وزير للخارجية «بسرعة»، وأن «يكون لديه تجربة». وحتى الآن لم يعين ترامب وزيرا للخارجية. لكن المرشحين للمنصب هم المرشح الجمهورى السابق للرئاسة فى 2012 ميت رومنى والجنرال ورئيس وكالة المخابرات المركزية السابق ديفيد بترايوس ورئيس بلدية نيويورك السابق رودى جوليانى. ويعد اتصال رئيس أمريكى منتخب لم يتسلم حتى الآن مهامه بزعيم تايوانى، هو أمر غير مسبوق منذ 1979 العام الذى انقطعت فيه العلاقات الدبلوماسية بين تايبيه وواشنطن. وانفصلت تايوان عن الصين فى 1949 بعد حرب أهلية وهى تتمتع بحكم ذاتى، لكنها لم تعلن رسميا الاستقلال، إذ لاتزال بكين تعتبرها جزءا من الصين وتسعى إلى إعادة توحيدها. وترتاب الصين فى الرئيسة تساى التى حل حزبها «الحزب الديموقراطى التقدمى» فى الحكم محل حزب «كيومنتانج» المقرب من بكين. وتساى مؤيدة للاستقلال وتلقت تحذيرا من الصين من أى محاولة للانفصال. وفى بكين، ألقى وزير الخارجية الصينى وانج يى باللائمة على تايوان فى هذا الاتصال، متفاديا ما يمكن أن يكون صدعا كبيرا مع واشنطن قبل أن يتولى ترامب الرئاسة. ونقلت وسائل الإعلام عن وانج قوله خلال منتدى أكاديمى «هذا مجرد انخراط من الجانب التايوانى فى عمل تافه ولا يمكن أن يغير هيكل الصين الواحدة الذى شكله بالفعل المجتمع الدولى»، مضيفا «أعتقد أن هذا لن يغير سياسة «صين واحدة» التى تتبعها حكومة الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة»، حسب وكالة رويترز. وفى الواقع تدعم واشنطن مبدأ «الصين الواحدة» وبناء على ذلك اعترفت ببكين وقطعت فى نهاية سبعينيات القرن الماضى علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع. إلى ذلك، أشار بيان فريق الرئيس الجمهورى المنتخب إلى أنه تحادث أيضا هاتفيا الجمعة مع كل من الرئيس الأفغانى أشرف غنى ورئيس الفلبين الشعبوى رودريجو دوتيرتى ورئيس وزراء سنغافورة لى سين لونج.