رغم كل شىء فإن الحرب لا تخلو من جانب إنسانى يمكن الوقوف عنده بعيدا عن الأمور العسكرية، ومن هنا يستمد الفيلم الإسبانى «المنفى» عناصر قصته التى تدور أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، وذلك عندما يذهب «تيو» لحراسة حصن صغير يقع بمكان قاحل وبارد فى الجبال، وهناك يقابل «سيليفرو» ونتيجة هذه الاجواء المفعمة بالتوتر تظهر الكثير من الخلافات والاختلافات بينها، ولكن تنكسر حالة التوتر بينهما عنما يعثران على زولسكا الفتاة من الجانب الآخر مجروحة. وفى ندورة الفيلم الذى تم عرضه ضمن قسم مهرجان المهرجانات فى فعاليات الدورة 38 من مهرجان القاهرة السينمائى، والتى أدارها الناقد محمود المهدى وحضرها بطل الفيلم «جوان كارلوس جواو» دار الحديث عن صعوبة دوره بالعمل، وتأثره بالعديد من العوامل، التى كان عليه أظهارها للمشاهد دون الحديث عنها مباشرة. وقال جوان إنه درس الشخصية جيدا حتى يخرج بها بهذا الشكل، خاصة أن العناصر الأساسية فى العمل 3 شخصيات فقط. وأوضح أن قصة العمل تتناول فكرة الحرية والبقاء على قيد الحياة بعيدا عن الحرب نفسها، كما يتناول الشباب الذين شاركوا فى الحرب بدون إرادتهم، وكان يتم أخذهم من منازلهم ووضعهم على أى جبهة دون إبداء أى اختيار من جانبهم. وأضاف: «فى إسبانيا لا يوجد ترحيب بشكل عام بفكرة تناول الحرب الأهلية فى أية أعمال، لما له من تأثير سيئ فى ذاكرة الشعب الإسبانى، حيث نتج عنها وقوع إسبانيا تحت حكم ديكتاتورى لمدة خمسين عاما، بالإضافة لكون الحرب ذاتها لم يكن واضحا خلالها جوانب الخير والشر. أما عن الميزانية فقال: إن الفيلم ينتمى لنوعية الأفلام ذات الميزانية القليلة، وبالرغم من ذلك فإنه فى حال توفر ميزانية ضخمة فإن المخرج كان سيصنع الفيلم بنفس الشكل دون إقحام لأى مشاهد اكشن،كون الفيلم إنسانى لا يتناول الحرب بشكل أساسى. وفى رد على إشادة بالموسيقى التصويرية رد بطل العمل بأن من قام بتأليفها شقيق مخرج العمل وحصلت على جائزة من أحد المهرجانات فى اسبانيا كونها أفضل موسيقى تصويرية أصلية، أما عن أن الظلام كان سائدا فى العمل فأوضح أن المخرج اعتبره شخصية رابعة بجانب شخصيات العمل الرئيسية، حيث أضفى جانبا مقصودا على قصة الفيلم.