صناع 7 أفلام يعكسون نظرة أكثر واقعية لمجتمعاتهم من بين الأنشطة المهمة لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الثامنة والثلاثين يأتى «اسبوع النقاد»، والذى يشرف عليه الناقدان محسن ويفى وأحمد حسونة ليكون فرصة جيدة لعشاق السينما والمتخصصين للاطلاع على عدد من اهم الأعمال السينمائية التى عرضت فى دول عدة ومهرجانات مختلفة ونالت اعجاب النقاد.. اسبوع هذا العام يعرض فيه سبعة افلام مهمة من مختلف أنحاء العالم هى فيلم «زود» الألمانى للمخرجة مارتا ميرونوفيتش، وتدور أحداثه حول طفل صغير فى مانغوليا يترك الدراسة ليعين أسرته على الحياة.. الفيلم يقدم صورة جديدة للحياة فى هذه المنطقة من العالم، والتى تتسم بالأجواء الباردة.. لكن دفء المشاعر يغير من المفهوم العام للحياة هناك والفيلم سبق وشارك فى مهرجانات برلين وهونج كونج وفرنسا وغيرها. ومن الأعمال المشاركة أيضا فى أسبوع النقاد فيلم «هوم سويت هوم» للمخرج فاتون بايراكتارى من كوسوفو، وقد ولد عام 1974. حصل على بكالوريوس السينما والإخراج التليفزيونى من كلية الفنون المسرحية، جامعة تيتوفو. ثم حصل على الماجستير من جامعة بريشتينا. قام بتصوير فيلمه القصير الأول بربييكا عام 2007، تبعه بعض الأفلام القصيرة الأخرى منها فيلم ثلاث نوافذ عام 2010، والذى حصل على جوائز فى العديد من المهرجانات، من بينها جائزة أفضل فيلم بمهرجان كوسوفو ومهرجان تيرانا السينمائى. الفيلم أيضا قام بتمثيل كوسوفو بمهرجان ليبرتاس السينمائى. وقد عبرالمخرج عن تاريخ كوسوفو من خلال فيلميه التسجيليين جريكا ولابوشنيكوت (2010) والسفر إلى أعماق الأرض (2010). عمل فيلمه لوفتا الحائز على العديد من الجوائز عام 2012، يتبعه الفيلم المتوسط الطول «موريا» عام 2013، والذى شارك به فى مهرجان كارلوفيفارى هذا العام، وتدور أحداث الفيلم حول مجند شاهد على الحرب فى كوسوفو يعود إلى وطنه بعد أن اعتبرته أسرته مفقودا فى الحر ليفاجئ بتغييرات كثيرة وازمات اكبر من تلك التى عاناها فى الحرب.. وهناك أيضا الفيلم السويسرى القطرى المشترك «فكرة بحيرة» للمخرجة ميلاجروس مونثالير، والذى تدور أحداثه حول مصورة فوتوغرافية فى الخامس والثلاثين من عمرها وعلاقتها بوالدتها بعد اختفاء والدها والفيلم يقدم جرعة عاطفية ورومانسية من خلال شخصية الفتاة التى تعشق التفاصيل الصغيرة فى عملها كمصورة وتقرر جمع ذكرياتها مع والدتها فى كتاب يجمع مابين الفوتغرافيا والشعر.. الفيلم عرض فى سان سبستيان ولوكارنو وريودى جينيرو.. ويعرض أيضا من لبنان فيلم «امبراطور النمسا» للمخرج سليم مراد الذى حصل على بكالوريوس الدراسات السمعية والبصرية، والماجيستر فى السينما من جامعة سان جوزيف ببيروت (IESAV). كما شارك فى ورشة افلام وثائقية فى برنامج تبادل مع مدرسة الفيلم الدنماركية. امبراطور النمسا هو فيلمه الطويل الأول. وهو من الأفلام المهمة التى تمزج بين الدراما والتسجيل من خلال رحلة ذاتية للمخرج الذى ييتبع سيرة والده تدور احداث الفيلم حول المصور (سليم مراد) الذى يتتبع عائلته، ويتساءل عن نسل العائلة، وسليل الماضى، ويواجه والده بهواجسه عن الفترة التى كانوا ينتظرون فيها هدم منزل العائلة فى بيروت، وتنكشف الحقيقة له حينما يسعى إلى الوصول لأقاربه المنسيين، وهناك أيضا الفيلم التونسى آخر واحد فينا لعلاء الدين سليم الحائز على التانيت الذهبى للعمل الأول بمهرجان قرطاج السينمائى، وكان قد فاز من قبل فى مهرجان فينسيا السينمائى والفيلم يحكى حكاية مجموعة من الشباب يحاولون الهجرة إلى الخارج عن طريق البحر ويرصد معاناتهم من خلال شاب من جنوب الصحراء يريد العبور لشمال أفريقيا ليهرب إلى اوروبا. بعد وقوعه كضحية للسطو، يجد نفسه وحيدا فى تونس. فيقرر عبور البحر بنفسه إلى اوروبا. فيسرق قاربا صغيرا ويبدأ فى رحلة العبور. ينهار القارب وسط البحر، ومن هنا فصاعدا يذهب خلال رحلة خاصة وفريدة من نوعها. يسافر لمختلف الأماكن اللا نهائية، يصنع بعض اللقاءات العابرة، ويلتقى بصورة أخرى من ذاته. ومن الأعمال التى سوف تشارك فى أسبوع النقاد أيضا فيلم «فى المنفى» للمخرج دايفيد سيمانيس من لاتفيا وتدور أحداثه حول طبيب ألمانى يتم إرساله إلى لاتفيا فى الحرب العالمية الأولى للإشراف على علاج شاب يظن الجميع أن مجنون، وتدور الأحداث فى السنة الأخيرة من الحرب العالمية الأولى. يتم إرسال الطبيب الألمانى المنهك أولريش ليتفقد منزل نقاهة بقرية نائية لمرضى صدموا إثر إلقاء قذيفة. العالم الغريب الذى يواجهه، حيث يظهر الواقع أشبه بالخيال، يصبح تحديا عظيما لأفكاره العقلانية الباردة. جهوده غير المثمرة لإعادة بناء المكان وتعلقه غير المتوقع بصبى وحشى غامض من الغابة المحيطة تدفع بأولريش لاكتشاف شخصيته الحقيقية. فى القريب العاجل يضطر هذا الملجأ بعد تحوله إلى اتخاذ موقف أخير ضد جنون الحرب.. الفيلم تم عرضه فى لاتفيا وروسيا.. وآخر الأعمال التى سوف يشهدها أسبوع النقاد فيلم «أنا أوليجا هيبناروفا» للمخرجين بيتر كزادا وتوماس فينراب الفيلم من ضمن 50 فيلما مرشحا لجائزة أفضل فيلم أوروبى لعام 2016. وتدور أحداثه حول واقعة شهيرة قتلت فيها لاعبة تنس بعد تعرضها لحادثة قتل جماعى من قبل شخص يقود شاحنة.. أولجا هيبناروفا هى فتاة صغيرة ووحيدة من عائلة لا مبالية لها، لا تلعب الدور الذى يفرضه المجتمع عليها. هوسها بفحص ذاتها وعدم قدرتها على التواصل مع الآخرين يقودها فى نهاية المطاف إلى حافة الإنسانية، وهى فى الثانية والعشرين فقط من عمره. وبخلاف الأفلام السبعة الممتعة التى تعرض فى أسبوع النقاد هناك أيضا ورش للنقد السينمائى يعرض من خلالها أفلام خلف حائط برلين ووداعا أيها الشتاء والأرض الصامتة.. كما تقام ندوة لتكريم اسم الناقد المغربى الراحل مصطفى المسناوى. أسبوع النقاد يشارك فى لجنة تحكيمه الناقد اللبنانى إبراهيم العريس مع الناقدة البولندية انيتا بيتروفسكا والكاتب والناقد الهندى بريمندا مازمدار.