قال يين ماثيو الناطق الرسمى باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان إنه لا يمكن على المستوى الرسمى ضمان الوحدة بين شمال السودان وجنوبه مشيرا إلى أن شعب الجنوب أقرب إلى الانفصال بسبب ما يعانيه من التفرقة وسوء المعاملة من الشمال وقال ماثيو فى اتصال هاتفى مع «الشروق» إن جنوب السودان سيصبح الدولة رقم 11 فى حوض النيل، وبالتالى سيتم إعادة توزيع حصص مياه النهر بين الدول الأعضاء فى ضوء الواقع الجديد. وأشار إلى أن الجنوب سيطالب بتعديل اتفاقية حوض النيل استعدادا لانضمام دولة جديدة فى حال حدوث انفصال. وحذر ماثيو من عدم التعامل مع جنوب السودان كدولة فيما يتعلق بقضية مياه النيل داعيا مصر إلى التعامل مع حكومة الجنوب مباشرة حول القضية مؤكدا فى الوقت نفسه أن الجنوب سيحترم الحقوق التاريخية فى المياه لباقى الدول. من ناحيته استبعد د. عمر محمد على خبير المياه وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم فى اتصال هاتفى ل«الشروق» من الخرطوم أن يؤدى انفصال جنوب السودان إلى تهديد لحصص المياه فى دول حوض النيل مشيرا إلى أن الجنوب سيكون دولة مغلقة وضعيفة، مضيفا أنه سيعيش فى حروب ومعارك قبلية داخلية. وأشار إلى أن ما حدث من خلافات مؤخرا بين دول حوض النيل لتدخلات خارجية أثارت الفتن بين دول المنبع والمصب، أوضح أن حاجة دول المنبع للمياه تتمثل فى توليد الطاقة الكهربائية المائية وليست للرى مشيرا إلى أنه لا يمكن عزل المياه عن الظروف السياسية فى المنطقة، ورأى خبير المياه السودانى أن قناة جونجلى ليست الحل وهى ليست أولوية بالنسبة للسودان لأنه لم يستخدم حصته الكاملة من المياه بعد، وعلى الرغم من أن عمر يستبعد نشوب حرب بسبب المياه فإنه يتوقع حدوث توتر من آن لآخر. وأضاف أنه يجب على مصر والسودان عدم استعداء دول المنبع لأنها تمتلك المنابع كما أن الأخيرة لا تستطيع عمليا التحكم فى حصص مصر والسودان سواء بسبب العوامل الطبيعية أو حتى العوامل السياسية. بينما قال «حلمى شعراوى» مدير مركز البحوث العربية والأفريقية إن جنوب السودان به عدد من التيارات المتصارعة سياسيا على السلطة واعتبر شعراوى أن تصريحات الجنوب وتهديده بالانفصال تعد تعبيرا عن الانشقاقات فى سلطة جنوب السودان مشيرا إلى أن انفصال الجنوب يثير مسألة إعادة توزيع حصص مياه النيل إلا أنه أكد فى الوقت نفسه أن الوضع فى الجنوب أضعف من إثارة مشكلة كبيرة وقال إنه يجب أن يكون هناك جهد مصرى دائم للمشروعات التنموية فى جنوب السودان ورأى أن إعادة العمل فى قناة جونجلى يدعم الدور المصرى فى الجنوب مشيرا إلى أن مشروع جونجلى سيكون حل أساسى بالنسبة لمصر نسبة لأنه سيوفر ما بين 2 و4 مليارات متر مكعب من المياه.