يحيى الفخرانى: رفضت فكرة إلغاء العرض حتى لا أعطيه الفرصة «للنكد» على الحضور لم يدخل غرفتى ولم أقابله ولا أحد من الجمهور شعر بوجوده هذه ليست المرة الأولى التى يشاهد فيها سفير إسرائيل المسرحية ولكن اختيار التوقيت هذه المرة مقصود ويثير العديد من التساؤلات يوسف إسماعيل: جنبت موقفى السياسى ومشاعرى الخاصة وتعاملت بمنتهى الاحترافية هنأت الجمهور بذكرى النصر قبل العرض بكلمة عبر الميكروفون لم يدخل حرسه بالسلاح داخل صالة العرض.. والزيارة لم تكن رسمية فتعاملنا معه كمتفرج عادى لم يبلغنى المسئولون بالزيارة وبعض أبطال العرض أبدوا رغبتهم فى الاعتذار للجمهور كان يجلس بغرفته يحضر نفسه بالمكياج، والملابس، استعدادا للوقوف على خشبة المسرح القومى ليواصل تقديم عرض مسرحيته الناجحة «ليلة من ألف ليلة» التى ترفع يوميا لافتة «كاملة العدد»، يشعر بسعادة بالغة حيث إن هذا اليوم هو يوم مختلف عن باقى الأيام، خصوصا أن المصريون يحتفلون بذكرى نصر السادس من أكتوبر المجيد ويستمتعون بالأغانى الوطنية التى تذيعها كل وسائل الإعلام المرئى والمسموع وتلهب المشاعر منذ صباح هذا اليوم العظيم... فجأة سمع طرقا على الباب، ليجد مدير المسرح يقف أمامه ويبلغه بنبأ من شأنه أن يهدم هذه الفرحة رأسا على عقب. دخل الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومى غرفة الفنان يحيى الفخرانى بطل مسرحية «ليلة من ألف ليلة» ليخبره بأن السفير الإسرائيلى يجلس بالمسرح بدون سابق تحضير، مؤكدا أنه لم يتم إبلاغه من قبل المسئولين عن هذه الزيارة غير المتوقعة وجاء ليسأله مستشيرا رأيه عن قراره، موضحا له أن بعض الفنانين من أبطال العرض حينما عرفوا بهذه الزيارة، أبدوا رغبتهم فى عدم تقديم المسرحية اليوم والاعتذار للجمهور. لكن كان للفنان يحيى الفخرانى رأيا آخر، قال ل«الشروق» التى حرصت على الذهاب للمسرح القومى والالتقاء بأطراف هذه الواقعة التى أثارت كثيرا من الجدل وكانت حديث واهتمام مواقع التواصل الاجتماعى. فقال الفخرانى: لم يكن هناك مفر من تقديم العرض، خصوصا أن الإقبال فى هذا اليوم كان غير مسبوق، وامتلأت الصالة عن آخرها، فالخميس 6 أكتوبر كان يوم إجازة بمناسبة عيد النصر، وحرص المصريون على الاحتفال بهذه المناسبة فى المسرح المصرى القومى، واقتراح الغاء العرض كان من شأنه أن «ينكد» على الجمهور المصرى الذى جاء ليستمتع بوقته، ولذا رفضت هذا الاقتراح تماما وصممت على تقديم العرض وتجاهل وجود السفير، وهو ما حدث ولا أتصور أن أحدا من الجمهور شعر بوجوده، ولم يدخل غرفتى ولم أقابله وجها لوجه، وأنا فى الطبيعى لا أستقبل أحدا فى غرفتى وإذا كنت أنتظر ضيفا أقوم بأبلاغ اسمه فى الأمن قبل زيارته. وكشف الفنان يحيى الفخرانى عن مفاجأة حينما قال: لقد علمت من المسئولين عن المسرح أن السفير الإسرائيلى السابق حضر لمشاهدة نفس المسرحية العام الماضى، وقام بإبلاغ المسئولين قبل حضوره كإجراء معتاد مع كل السفراء والمسئولين الأجانب الذين يقومون بالتنسيق مع المسئولين المصريين فى حال رغبتهم الحضور لعروض مسرحية أو غيرها، وربما أوصى السفير السابق السفير الحالى بمشاهدة مسرحيتنا التى تحقق نجاحا كبيرا ومتواصلا للعام الثانى على التوالى، ولكن زيارته المفاجئة وبدون تنسيق مع المسئولين واختياره هذا الموعد بالتحديد يثير العديد من التساؤلات، ولا يمكن القبول بفكرة أنها مصادفة أبدا. وأثنى الفنان يحيى الفخرانى على الدور الذى لعبه الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح حينما قال: تعامل يوسف إسماعيل بذكاء كبير فى هذا الموضوع، حيث قام بإذاعة السلام الجمهورى المصرى قبل العرض ليقف الجميع، احتراما للسلام الوطنى، ثم تحدث للجمهور من خلف الكواليس مهنئا لهم ولكل الشعب المصرى باحتفالات السادس من أكتوبر، ليتجاوب الحضور تجاوبا غير عاديا، ودوى تصفيقهم فى أرجاء المسرح، بشكل يقشعر له الأبدان للدرجة التى ظننا أن الجمهور يعلم بوجود السفير الإسرائيلى ويريدون توصيل رسالة له فى هذه المناسبة الكبيرة. وهنا قال الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومى: حينما أخبرنى أمن المسرح بوجود السفير الإسرائيلى بصحبة حرسه، قررت التعامل فورا بشكل احترافى، فلا مجال لأى قرارات انفعالية، فقمت على الفور بتجنيب مشاعرى الخاصة وموقفى السياسى واجتمعت بالعاملين بالمسرح، وقلت لهم بما أنه لم يأت بشكل رسمى فلابد ان تتم معاملته معاملة المتفرج العادى، ولكن منعا لحدوث أى احتكاك بينه وبين الجمهور، طلبت من أمن المسرح أن يجعلوه يدخل ويخرج من الباب الصغير هو ورجال حراسته، وأن يجلس فى بنوار بعيد لمشاهدة العرض. وأكد يوسف أنه لم يلتقى بالسفير الإسرائيلى ولم يكلمه وأكد أنه تم منع حراسه من الدخول لقاعة العرض المسرحى بأسلحتهم مشددا على أنه ممنوع منعا باتا دخول الأسلحة داخل قاعة العرض مهما كانت الأسباب. وقال مدير المسرح القومى: لا يمكن منع أى شخص من دخول المسرح، ونحن معتادون على حضور سفراء كثير من الدول لمشاهدة العرض، لكن التوقيت هنا كان محل استنكار، فلماذا هذا التوقيت بالتحديد؟! وردا عن سؤال: «كيف اشترى السفير تذاكر والمسرحية ترفع لافتة كاملة العدد قال: الصالة بالفعل كانت ممتلئة عن آخرها، ولكن كان يوجد بنوار وأكثر شاغر، وهو المكان الذى جلس فيه السفير. وكشف يوسف إسماعيل أنه ليس معتادا ان يوجه كلمة تهنئة للجمهور فى أى مناسبة، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفا وكانت التهنئة واجبة. ونفى مدير المسرح صحة بعض ما جاء فى البيان التوضيحى الذى أصدره البيت الفنى للمسرح عن هذه الواقعة والذى جاء فيه أنه وقف فى نهاية العرض ليوجه كلمة تهنئة للجمهور بمناسبة نصر اكتوبر وهو ما دفع بالسفير الإسرائيلى لمغادرة المسرح سريعا. وقال: لم أظهر على خشبة المسرح، ووجهت كلمة للجمهور قبل بداية العرض عبر ميكرفون من داخل الكواليس، ولم يغادر السفير المسرح وقام بمتابعة العرض، وفوجئت بأشياء كاذبة ومختلقة تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وأعرف من فجرها ولا أعيره أى اهتمام، فمثل هذه المواقف لا تحتاج لمزايدات والكل يعلم مواقفى السياسية والوطنية، وراض تماما عما فعلته وعن القرارات التى اتخذتها فى هذا الشأن.