أكد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة لن تتنازل عن حقها وحق طلابها، تجاه التصريحات المسيئة والتي تستهدف أعراض الفتيات، قائلا: «قدمت بلاغا للنائب العام ضد كل من النائبين إلهامي عجينة ويسري المغازي، وأنتظر الحبس لكل منهما طبقا للدستور والقانون». وشدد نصار، خلال الاحتفالية التي نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، للإعلان عن أول برنامج ماجستير من نوعه في مصر تحت عنوان «الماجستير المهني في النوع الإجتماعي والتنمية»، على أن الجامعة لن تتنازل ولن ترضخ لأي ضغط، مشيرا إلى أنه تقدم ببلاغ للنائب العام طبقا لمسئوليته القانونية كرئيس لجامعة القاهرة، واستجابة لأراء وطلبات طلاب الجامعة. وأوضح نصار، أن الجامعة بها نسبة 56% فتيات، وأن 80% من المتفوقين بالجامعة فتيات، مشيرا إلى أنه تم تعيين 8 معيدين هذا العام منهم 7 فتيات، وطالب واحد بكلية الإعلام، مؤكدا أن الوضع الآن تغير بجامعة القاهرة، وأن الكليات كانت منغلقة على الأولاد لعدة سنوات، مثل كلية الحقوق أصبح 60% من الأوائل فيها من الفتيات، موضحا أن التطور الذي مكن للفتاة حتى تنال هذا القسط من التعليم والتفوق، لابد أن يحتضنه ثقافة مجتمعية داعمة. وأضاف نصار، أن لديه تصورات للتعاون في هذا الملف، فيما يتعلق بوضع إطار ثقافي ليس بداخل الجامعة فقط بل وخارجها أيضاً، مشيرا إلى أن كل الأفكار التي تهين المرأة تؤدي إلى انهيار المجتمع، إلا إذا تحرر المجتمع من هذة الأفكار السيئة، قائلا: "في دستور 2013، حاولنا أن نبتعد عن كل ما يهين الإنسان وكرامته، ولكن هذة القوانين لن تنجح إلا بحضارة حاضنة، من خلال إفشاء المساواة وتكافؤ الفرص، لخلق الأفكار المستنيرة ومحاربة الأفكار المريضة". وأشار نصار، إلى أن الماجستير المهني في دراسات النوع بالغ الأهمية، ويجب أن يسود في كل المجالات والكليات، موضحاً أن قضية المرأة ليست قضية فئة أو مجموعة بل قضية وطن، متابعا: "الحديث عن قضية المرأة يتعلق بتقدم المجتمع وانطلاقه، فإذا أحاطت الأفكار السيئة بالمجتمع ومنها المرأة، انحصر هذا المجتمع في الجحيم والعكس صحيح، لأن الشعوب والدول تتقدم بالأفكار". وقال نصار، إنه إذا خيرونه عندما يترك الجامعة لاختيار أحد يصلح مكانه رئيسا للجامعة سيختار الدكتور هالة السعيد عميد كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة، مؤكدا أنها ستكون أفضل منه في إدارة جامعة القاهرة، لافتا إلى أنه طلب من "السعيد" مراراً وتكراراً أن تكون أحد نوابه، ولكنها كانت ترفض بشدة وفضلت أن تظل عميدة لكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة، قائلا "أنها تلك المرة الأولى التي أصرح بها وأقول هذا الكلام، فهي أصلح ما تكون لتولي هذا المنصب". وقالت الدكتورة هالة السعيد عميد كلية الإقتصاد والعلوم السياسية، إن برنامج الماجستير المهني هو الأول في تنمية العاملين في المجال المهني، ورفع قدراتهم على المستوى المحلي والدولي من منظور النوع الإجتماعي، موضحة أنه يتم دمج النوع الإجتماعي وتفهم الأدوار التي يؤديها الرجال والنساء والمساهمة في تنمية النوع الإجتماعي والمساواة في الحقوق والمسئوليات والفرص، وهي من أهم مبادئ حقوق الإنسان. وطالبت عميدة الكلية، بالتمكين الإجتماعي للمرأة في الصحة والتنمية الإجتماعية، بالإضافة إلى تخفيف عبء التربية الذي يقع على عاتق المرأة، وأضافت: "علينا أن نقف سويا لمواجهة الأفكار الظلامية، والإسلام أعطى المرأة الحقوق أن تكون رائده وناجحة، مضيفه أن تغيير هذا الفكر يحتاج تربية فكرية وتعليمية سليمة وهذا دور جامعة القاهرة".