أعلنت واشنطن أن الجيش الإيراني هدد بإسقاط طائرتين تابعتين للبحرية الأمريكية، كانتا تحلقان فوق مضيق هرمز، ونددت ب«اتجاه مقلق» للحوادث التي تتسبب بها إيران. وذكرت الخارجية الأمريكية في تلميحات أوردتها مساء الثلاثاء، أن الاتفاق التاريخي بشأن الملف النووي الإيراني الساري المفعول منذ مطلع العام الجاري، يعزز تيارا عدوانيا في السياسة الخارجية والعسكرية للجمهورية الإيرانية، على عكس ما كانت تتوقعه الدبلوماسية الأمريكية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن طائرتي دورية بحريتين كانتا تقومان بمهمتين منفصلتين في المنطقة نفسها في الأجواء الدولية في وقت سابق من هذا الشهر، عندما تلقتا ثلاث مكالمات لاسلكية من الدفاع الجوي الإيراني. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، قبل إعلان الأمر رسميا، أن الإيرانيين هددوا في المكالمات ب«إطلاق النار علينا أو إسقاطنا أو إطلاق صواريخ علينا». وطبقا لما ذكره تليفزيون «فوكس نيوز» (أول من كشف الحادث)، بأن الطائرات الأمريكية تجاهلت التحذير وواصلت مهمتها، وصرح مسؤول عسكري طلب عدم كشف اسمه للشبكة الإخبارية، أن الجيش الأمريكي أراد اختبار رد فعل الإيرانيين. وقال المسؤول إن الحادث «غير مهني» إلا أنه لم يعتبر «غير آمن»، لأن الطائرات الأمريكية كانت خارج نطاق مدى الصواريخ الإيرانية المضادة للطائرات. وأدان البنتاجون خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة الحوادث البحرية «غير الأمنة وغير المهنية»، من بينها حادث دفع سفينة أمريكية إلى إطلاق عيارات تحذيرية على سفينة إيرانية اقتربت منها كثيرا، متابعًا: «السفن التابعة للبحرية الأمريكية والبحرية الإيرانية تواجهت أكثر من 300 مرة في 2015 وأكثر من 250 مرة في النصف الأول من هذا العام، وكان 10% من هذه المواجهات غير آمنة وغير مهنية»، بحسب المسؤول. وردا على سؤال حول تكرار الحوادث، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، إلى وجود «اتجاه مقلق» وندد بما وصفه ب«السلوك السيء لإيران»، مضيفًا: «لم نقل أبدا أن هذا (الاتفاق النووي) من شأنه أن يحل جميع أخطاء السلوك الإيراني (...) في الواقع، نحن لم نلمس أي تغيير مهم». ولم يستبعد «تونر» أن يكون الاتفاق النووي أدى إلى تعزيز المتشددين في النظام الإيراني، ما يدفع طهران إلى سلوك عدواني في منطقة الخليج، قائلًا: «إيران، مثل العديد من البلدان، لديها عملية سياسية داخلية تقوم على دينامكيات مختلفة لا استطيع تقييمها بطريقة أو بأخرى».