على أعتاب «معهد ناصر».. أم ترضع صغيرتها بالمياه وأخرى: «ماتوصلش للبن الأطفال»

فوجئ أهالي شبرا، والقادمون من مداخل القاهرة الشمالية، بمظاهرة احتجاجية قوامها العشرات من أهالي وأولياء أمور أطفال عانوا الأمرين خلال الأيام الماضية في رحلة البحث عن لبن مدعم لأطفالهم الرضع.
حاملات أبناءهن على أكتافهن، وقفت الأمهات يهتفن وينادين على من يستجيب ويوفر لأطفالهن لبنا صناعيا مدعما، بعد فشلهن في الحصول على الألبان المدعمة الخاصة بأطفالهن من الشركة المصرية لتجارة الأدوية.
إحدى الأمهات التي حملت ابنها أمام أمام مستشفى معهد ناصر، وهي عايدة عبد المنعم ربة منزل 41 عاما، تقطن في شبرا الخيمة، ولديها من الأطفال 7، آخرهم طفل يعاني من حساسية من الحليب، ولا تقدر على تكلفة اللبن الصناعي.
تقول عايدة ل"الشروق"، إن حالة أسرتها المادية ليست سيئة ولكنها لا تستطيع تحمل تكلفة المعيشة وأسعار الدواء واللبن، خاصة وأنها تتلقى العلاج من مرض خطير على نفقتها الشخصية، وبرغم أنها كانت تمتلك شراء علبة لبن لابنها اليوم، إلا أن هذا ليس حلا ولن يدوم على المدى الطويل.
ربة المنزل التي تلقت تعليمها حتى حصلت على ليسانس حقوق وإحدى بناتها طالبة في كلية الصيدلة وآخر في الثانوية العامة، تؤكد أنهم لم يتسلموا أي علب مدعمة اليوم بعد انتهاء التظاهرة، واضطرت إلى شراء اللبن من الصيدلة، بينما لم تجد أم أخرى ما تطعمه لرضيعتها، "فوضعت لها مياه في الببرونة"، حسب قولها.
تستمر هذه المشكلة منذ شهر يناير الماضي، استطاعت عايدة الحصول على اللبن مرتين فقط خلال 6 أشهر، ولأن عمر طفلها أكبر من 6 أشهر وصل سعر علبة اللبن التي يحتاجها إلى 27 جنيها، واللجوء لمراكز الصحة أصبح لا يثمر عن أي أخبار أو نتائج جيدة، حتى وصل سعر علبة اللبن في الصيدليات إلى 85 جنيها، وعندما حاولت إعطاء رضيعها لبن حليب أصيب بالحساسية، برغم أنها كانت تحصل على لبن ل3 توائم دون مواجهة كل هذه العوائق والمشكلات منذ أعوام قليلة مضت.
سبب الأزمة التي تعاني منها أسرة عايدة عبد المنعم أنها تتلقى علاجا كيماويا منذ عدة أشهر على نفقتها الخاصة، ومع غلاء الأسعار أصبحت تغطية مصاريف الأبناء ومحاولات توفير أموال لحياتهم ومستقبلهم أمرا مستحيلا، فمثلا سعر علبة اللبن التي يحتاجها طفلها زاد خلال فترة قصيرة من 3 إلى 17 وانتهاء ب27 جنيها وهو مدعم، ولا تستطيع شراء اللبن بسعره الحالي من الخارج.
تصف الأم حالات أولياء الأمور الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية اليوم بأنهم "حالات تصعب عالكافر"، مستطردة في وصف الوضع الذي تواجهه كثير من الأسر المصرية حاليا: "قللنا من اللحمة والأكل والشرب، لكن ماتوصلش للبن الأطفال، ربنا رزقنا بالأطفال دول هنعمل فيهم إيه!".