موافقة التليفزيون المصرى على عرض برنامج «باب الشمس» لصاحبته ومقدمته رولا جبريل على شاشة القناة الأولى كان بمثابة شطب لخمسين سنة من عمره، وبجرة قلم اعترفت أقدم وأعرق مؤسسة إعلامية عربية رسميا بأننا خلال نصف قرن لم نستطع تقديم مذيعة قادرة على تحمل مسئولية برنامج، أو إننا لا نعترف بخصوصيتنا وكل شىء لدينا مستباح، فكيف وافقت الإعلامية عزة مصطفى وهى المذيعة المخضرمة أن تستمد قناة مصر الرسمية العون من مذيعة تتحدث اللهجة الشامية، ولماذا لم تصر على وضع عبارة برنامج إعلانى أسفل الشاشة طوال عرض البرنامج حتى يعلم الجميع أنه مجرد سبوبة إعلانات ولا يعبر عن شخصية إعلامنا المصرى. ليس لدى الكثير من الاعتراضات على شخص المذيعة أو برنامجها باب الشمس أو حتى على فكرة الاستعانة بوكالات الإعلان لتقديم برامج تدعم الشاشة المصرية ببعض الإعلانات، كما أننى عشاق لكل اللهجات العربية وفى مقدمتها لهجة أهل الشام، ولكنى أكثر إيمانا بأنه لكل مقام مقال، وأن القناة الأولى المصرية يجب ألا تتحدث إلا لهجة مصرية خالصة، لأن اللهجة وصورة المذيع والمذيعة هى عنوان أى قناة. منذ سنوات قليلة فتحت وزارة الإعلام الأبواب للبرامج الإعلانية ولكنها تركت شروطا مهمة وهى أن يوافق التليفزيون على فكرة البرنامج وضيوفه وأن تستعين الشركة المنتجة بمذيعين من القناة التى سيتم عرض البرنامج عليها ولكن سرعان ما تبخر كل شىء، ودخل اللعبة نجوم الفن والرياضة والصحافة، وتلاهم آخرون ليس لهم علاقة بالإعلام من بعيد ولا من قريب، أصبح تقديم البرامج لمن يجرؤ على مواجهة الكاميرا، وفى المقابل جلس المذيعون والمذيعات فى بيوتهم واعتبروا شهر رمضان إجازة إجبارية بعد أن كان فى موسم للإبداع والتألق فى زمان أمانى ناشد ونجوى إبراهيم وطارق حبيب وعصمت شفيق وفريال صالح وسهير شلبى و....... وبعودة يا رمضان.