"بعد أن قرأت إعلانًا منشور بالجرائد يطلب 75 فتاة للتطوع بالجيش المصري، بعد بدء حرب فلسطين، تقدمت فورًا لاجتياز المقابلة بأحد الأماكن بمنطقة كوبري القبة، بعدها تم اختيار 10 فتيات فقط، كنت أنا إحداهن"، هكذا روت السيدة ابتسامات عبد الله، أولى السيدات المتطوعات بالجيش المصري، قصة تطوعها. وقالت «عبدالله»، في لقاء ببرنامج «ست الحسن»، المذاع على فضائية «أون تي في»، مساء السبت، إن أفراد عائلتها بالكامل كانوا ضباطًا بالجيش أو الشرطة، موضحة أن والدها كان ضابطًا بالجيش، وتزوج من أمها السودانية الجنسية أثناء وجوده في بعثة بالسودان. وأضافت أنها كانت تحب القيام بأعمال التمريض والإسعافات منذ الصغر، وبعد أن قرأت إعلانًا بإحدى الجرائد يتضمن طلب الهلال الأحمر المصري لفتيات متطوعات للدراسة، تقدمت على الفور رغم معارضة شقيقتها الكبرى، لكنها وجدت دعمًا لموقفها من زوج شقيقتها الذي كان يعمل ضابطًا بالجيش. وبعد أن انتهت دراستها بالهلال الأحمر المصري، النظرية والعملية، وحصلت على شهادة باجتياز الدراسة، أشارت إلى رغبتها في استكمال عملها في التمريض بالجيش المصري، وبالفعل تم اختيارها ضمن 10 فتيات ليلتحقن بالجيش. ولفتت إلى حصولها على الملابس العسكرية الخاصة بها، بعد تطوعها بالجيش، لتبدأ عملها بإحدى المستشفيات العسكرية. وتابعت: "طلب الجيش المصري سفر 10 مجندات إلى قطاع غزة، بعد أن اشتدت حرب فلسطين عام 1948، بشرط موافقة الأهل، فرفعت يدي بدون استشارة أي فرد من أسرتي، واتجهنا إلى غزة بعد أسبوع واحد". واستطردت أن الحرب كانت مأساة شديدة، واستمر عملها لمدة 10 أيام فقط، شاهدت خلالها الكثير من الجرحى ممن انفجرت الألغام في وجوههم، أو من يتطلب بتر ذراعهم أو أرجلهم، أو ممن كانوا يتوفون لعمق جروحهم. واستكملت حديثها قائلة: "بعدهاعدنا لمصر للعمل بمستشفى العجوزة التابع للقوات المسلحة، ليستمر عملي 5 أعوام أخرى توقفت بعدها عن العمل بالجيش بعد أن تم تكريمي أنا والمجندات العائدات من غزة من قبل الملك فاروق وحصولنا على هدايا ثمينة جدًا".