- لا مكان لفيلم «الضحك من أجل الضحك» لأنه كالنكتة ينتهى تأثيرها بعد سماعها مرة واحدة - ننتظر الموافقة النهائية على فكرة المهرجان ومستعدون بقائمة المكرمين وأعضاء لجنة التحكيم ينتظر المخرج عمر عبدالعزيز، قرار اللجنة العليا للمهرجانات الفنية والمسابقات المحلية والدولية، للموافقة على فكرة إقامة مهرجان «أسوان الدولى للفيلم الكوميدى»، تلك الفكرة التى طالما حلم بها. ومن المتوقع أن يجتمع أعضاء اللجنة يوم الأحد، والإعلان عن القرار النهائى. وحول فكرة المهرجان وتحمس المخرج عمر عبدالعزيز له كان هذا الحوار.. فى البداية سألته هل لديه أى شك فى موافقة اللجنة على فكرة المهرجان؟ فقال: ليس لدى أدنى شك فى الموافقة، فنحن نهدف لإقامة مهرجان دولى محترم لأصعب أنواع الدراما على الإطلاق، وهى الكوميديا التى ربما ينظر بعض النقاد اليها بأنها تأتى فى مرتبة متاخرة عن الفيلم الجاد، وأنا أرفض هذه النظرة، فالكوميديا الحقيقية التى تناقش فكرة قوية وصعبة وقضية شائكة بأسلوب ساخر يثير ضحك الناس ليس أمرا هينا على الإطلاق، ويشكل تحديا كبيرا أمام صناع العمل. وعليه فأنا واثق من ترحيب اللجنة بالفكرة. وكانت البداية مع وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، حينما استقبلنا بمكتبه وأثنى على فكرة المهرجان وتحمس له ووعد بتقديم الدعم اللازم بعد قرار اللجنة، الذى سيترتب عليه الكثير من الأمور، ففور قرار الموافقة سنعلن عن قائمة التكريمات ولجان التحكيم، وذلك لأننا نسعى لإقامة المهرجان فى شهر فبراير المقبل. وهناك فريق قوى اعتز به، منهم د.غادة جبارة، مدير المهرجان، والأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية، ومؤسس جمعية بيت السينما التى ينطلق منها المهرجان، وأعضاء مجلس الإدارة. وبمواجهته بأن هناك بعض الآراء تنتقد الفكرة قبل تنفيذها، من منطلق أن الفيلم الكوميدى ليس بحاجة لدعم الدولة، فهو المسيطر على السوق والمتصدر الإيرادات، وأن الفيلم الجاد هو الذى يستحق هذا الدعم أبدى غضبه الشديد قائلا: «أرفض تماما أن تصنف الأفلام المعروضة بالأعياد على أنها أفلام كوميدية، فليصنفوها تحت أى مسمى آخر، قد تكون أفلاما للضحك، ولكنها ليست أفلاما كوميديا حقيقية، فحالها كحال النكتة تنتهى فور سماعها للمرة الأولى. ونسخر منها عندما نسمعها مرة ثانية، ولا تضحكنا أبدا، إذا سمعناها للمرة الثالثة، أما الفيلم الكوميدى فهو علم وله مواصفات، ففيلم«لا مؤاخذه» من وجهة نظرى هو فيلم كوميدى، تناول قضية غاية فى الأهمية بأسلوب كوميدى راق، وعليه فالكوميديا الحقيقية ليست موجودة بالشكل الذى يتخيله البعض، وبحاجة إلى دعم حقيقى، وتستحق مهرجان، وهى ليست بدعة، فهناك مهرجانات للكوميديا بأمريكا وإيطاليا، وكثير من الأفلام الكوميدية الحقيقية نالت جوائز الأوسكار. وبسؤاله عن مدى توفر هذه المواصفات على الأعمال الحالية، وهل وارد أن تخرج الدورة الأولى للمهرجان فى حال الموافقة عليها بدون فيلم مصرى، فأجاب: «الوضع ليس بالسيئ بهذا الشكل، وأكيد هناك أفلام مصرية جيدة تستحق المشاركة والمنافسة، فأنا أعطيت مثالا واحد بفيلم «لا مؤاخذة» لكن هناك أمثلة أخرى، ومتوقع أنه ستكون هناك مشاركة قوية من مصر، والدول العربية والعالم». وماذا عن رأى نجوم الكوميديا إن إضحاك الجمهور بدون إثارة أى قضايا هامة هو رسالة سامية فى حد ذاتها، وهدف كبير، ولا يقلل من قيمة العمل؟سألته فأجاب: متفق معهم بالطبع، ولكن هذا يتطلب ان نضحك كلما شاهدنا العمل اكثر من مرة، وانا عن نفسى لا ازال اضحك على افلام نجيب الريحانى حتى هذه اللحظة، وكذلك بعض افلام عادل امام مثل الارهاب والكباب وغيرها، وأفلام المبدع فطين عبدالوهاب، فهذه هى فكرة العمل المتجدد، الذى كلما شاهدته تكتشف شيئا جديدا، ويكتب له الخلود والاستمرار، ولكن ما نراه من بعض الأفلام شىء صعب للغاية ولا أريد الخوض فيه حتى لا يغضب صناع هذه الأعمال منى، ويكفى أن كثيرا منها لا تثير الضحك الذى يقولون عنه حتى لو شاهدناه أول مرة.