تحذيرات من زعزعة استقرار حليف الغرب

- محللون غربيون: بداية مرحلة خطيرة من انعدام الاستقرار والأمن فى تركيا والمنطقة برمتها
حذر خبراء ومحللون غربيون، السبت، من أن محاولة الانقلاب فى تركيا تهدد بزعزعة استقرار حليف بارز للغرب فى منطقة الشرق الأوسط التى تعانى من أزمات متعددة من أبرزها الحرب فى سوريا والإرهاب وخطر تنظيم داعش والهجرة الجماعية.
وقال البروفيسور عمر تاسبينار، الزميل البارز فى معهد بروكينجز الأمريكى، إن «السؤال المهم الآن يتمثل فى مدى تورط الجيش بأكمله فى محاولة الانقلاب»، بحسب صحيفة «جارديان» البريطانية.
وأضاف تاسبينار، وهو أحد خبراء السياسة الخارجية القلائل الذين سبق وحذروا من خطر وقوع انقلاب عسكرى فى تركيا خلال الأشهر الأخيرة، أن «الأمر الأكثر خطورة هو اندلاع قتال بين عناصر منقسمة داخل الجيش التركى والفصائل المدنية والمخابرات المتحالفة مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان».
وأشار الخبير فى الشأن التركى إلى أن جميع المؤشرات حاليا تشير إلى أن محاولة الانقلاب جاءت من ضباط من ذوى الرتب المتوسطة كرتبة عقيد وما دونها، وليس من القيادة العليا للجيش».
وتابع تاسبينار أن محاولة الانقلاب مثلت إحراجا على نحو خاص للرئيس التركى بالنظر لتاريخ الانقلابات التركية، موضحا أنه «فى كل مرة تدخل الجيش فى الماضى كانت فى وقت توجد فيه حكومة غير مستقرة ولا تحظى بشعبية كبيرة».
إلى ذلك، قال البروفيسور أمين سيكل، مدير مركز الدراسات العربية والإسلامية فى الجامعة الوطنية الأسترالية، انه «يبدو أن الانقلاب تم تدبيره من قبل مجموعة كبيرة من داخل الجيش التركى ولكن هذا لا يعنى أنه سينجح»، محذرا من إراقة المزيد من الدماء بعد دعوة الرئيس أردوغان لأنصاره للنزول إلى الشوارع.
وأضاف سيكال فى تصريحات لشبكة «سكاى نيوز» الإخبارية البريطانية، أنه «سواء كان هذا الانقلاب نجح أو فشل، فإن ذلك يشير بوضوح إلى أن تركيا قد دخلت مرحلة أعمق من انعدام الاستقرار والأمن».
وتابع مدير مركز الدراسات العربية فى أستراليا أن «الانقلاب يأتى إلى جانب الصراعات فى الدول المجاورة لاسيما سوريا والعراق يمكن أن يضيف مزيدا من عدم الاستقرار وانعدام الأمن فى جميع أنحاء المنطقة».
من جانبه، قال كمال كيرسكى، زميل ومدير مشروع تركيا فى معهد بروكينجز إن الانقلاب إلى جانب هجمات تنظيم داعش، وتصويت بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبى كلها تطورات وأحداث تعطى شعورا بخروج الأمر عن نطاق السيطرة والضرر المباشر هنا هو الديمقراطية».
أما ستيفن فلاناجان، المحلل السياسى بمؤسسة راند الأمريكية، فرأى أن «استمرار الاضطرابات قد يعمق الانقسامات فى تركيا».
بدوره، قال اريك برودينكرشير، الباحث فى مركز «يو. سى. ال. إيه» للتنمية فى الشرق الأوسط، إن الاضطراب يمكن أن يعقد التعاون العسكرى الأمريكى مع أنقرة، مضيفا أن «الجيش الأمريكى سوف يحتاج إلى معرفة ما إذا كان علينا أن نستمر فى العمل فى تركيا مع حكومة غير ديمقراطية».
يشار إلى أن تركيا، لديها جيش ثانٍ أكبر فى حلف شمال الأطلسى الناتو بعد الولايات المتحدة، سمحت لواشنطن بشن غارات منذ العام الماضى ضد مواقع تنظيم «داعش» فى سوريا والعراق انطلاقا من قاعدة انجرليك جنوب شرق البلاد. وتنشر الولايات المتحدة قرابة 2200 عنصر من عسكريين ومدنيين فى تركيا 1500 منهم فى انجرليك.