- وزير الخارجية البريطانى الجديد والدبلوماسية «متناقضان» قالت تقارير صحفية بريطانية، إن تصريحات وتصرفات وزير الخارجية البريطانى الجديد، بوريس جونسون، نقيضة للدبلوماسية، حيث اعتاد مهاجمة عدة رؤساء دول أبرزهم باراك أوباما، ورجب طيب أردوغان، كما لم تسلم المرشحة الديمقراطية لرئاسة أمريكا، هيلارى كلينتون من لسانه، فيما امتدح رئيس روسيا، فيلاديمير بوتين، فى خضم أزمة بينه وبين الغرب. صحيفة جارديان قالت إن «الدبلوماسية وجونسون ليسا مترادفين، فأى قراءة سريعة لمقالاته بصحيفة تليجراف تكشف عن ثنائه على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ودعوته إلى استيعاب الرئيس السورى بشار الأسد، فضلا عن تصريحات طائشة عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما». ونوهت الصحيفة إلى أن جونسون لعب دورا رئيسيا فى حملة الخروج من الاتحاد الأوروبى، لافتة إلى أن مراقبين يرون أن ماى تعتبره سياسيا من الضرورى اعادته إلى الساحة السياسية كونه لايزال يحتفظ بشعبية كبيرة فى دوائر حزب المحافظين وأنحاء واسعة من البلاد. ولفتت الصحيفة إلى أن الجانب الأكبر من مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبى سيكون على عاتق وزارة الدولة لشئون الانفصال عن الاتحاد الأوروبى (البريكست)، والتى أسندت إلى ديفيد ديفيس، وزير الداخلية السابق فى حكومة الظل المحافظة. إلى ذلك، عرضت الصحيفة ذاتها فى تقرير منفصل أبرز هفوات وزلات لسان وزير الخارجية البريطانى الجديد وكان آخرها فوزه فى مايو الماضى بجائزة قيمتها ألف جنيه استرلينى عن أفضل قصيدة هجاء ضد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، التى اتهمه فيها بأنه يضاجع نعجة. أما عن الولاياتالمتحدة، فقد انتقد جونسون فى أبريل الماضى، الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووصفه بأنه «نصف كينى» يحمل كراهية موروثة للإمبراطورية البريطانية، وذلك ردا على دعوة أوباما بريطانيا للبقاء فى الاتحاد الأوروبى. وفى يونيو 2012، قال جونسون فى حوار لبرنامج تليفزيونى إنه «يمكن أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، نظرا لأنه ولد فى مدينة نيويورك فى 19 يونيو 1964»، حسب جارديان. وفى مقال بصحيفة «تليجراف» البريطانية فى نوفمبر 2007، تحت عنوان «أريد أن تصبح هيلارى كلينتون رئيسا»، وصف جونسون كلينتون بأن «شعرها الأشقر المصبوغ وشفتيها البارزتين، وعينيها الزرقاوين، تجعلها أشبه بممرضة سادية فى مستشفى للأمراض العقلية». وأشارت «جارديان» أيضا إلى اختصار برنامج زيارة جونسون إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة فى نوفمبر الماضى، لرفض العديد من النقابات الفلسطينية استقباله احتجاجا على سلسلة من تصريحاته المؤيدة بقوة لإسرائيل، ومنها وصفه المقاطعة التجارية للبضائع الإسرائيلية بأنها «جنون تماما»، وتشبيهه لأنصار المقاطعة ب«الأكاديميين اليساريين الذين يرتدون ملابس عفا عليها الزمن». بدورها، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى أن جونسون سبق وأن اعتذر إلى الأفارقة بعدما أشار إليهم فى تصريح عنصرى بأنهم زنوج، وصرح ذات مرة بأن أفريقيا كانت ستكون أفضل حالا لو ظلت تدار من قبل القوى الاستعمارية السابقة. من جانبه، قال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، تيم فارون إن «تيريزا ماى فقدت مصداقيتها بعد أقل من 90 دقيقة من توليها رئاسة الوزراء»، مضيفا: «لا يمكننى أن أتخيل أن بوريس جونسون بات الشخص الذى سيمثل بريطانيا فى الخارج». وتابع: «مسيرته المهنية مبنية على إطلاق النكات»، بحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية. وفى واشنطن، تمكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر بالكاد أن يدارى ضحكته، بعد أن علم بتعيين جونسون وزيرا لخارجية بريطانيا. وردا على سؤال حول مستقبل العلاقة مع لندن، قال تونر «دائما ما نكون قادرين على العمل مع البريطانيين، بغض النظر عمن يشغل منصب وزير الخارجية لأن لدينا التزاما عميقا بالعلاقة الخاصة مع بريطانيا»، مضيفا: «نهنئ فيليب هاموند على منصبه الجديد كوزير للخزانة، ونتطلع إلى العمل مع وزير الخارجية الجديد بوريس جونسون». وينحدر جونسون من أصول تركية، وهو حفيد على كمال الوزير فى حكومة محمد فريد باشا، الصدر الأعظم للدولة العثمانية عام 1920 (رئيس الوزراء آنذاك).